ما أبعاد الصفحة الجديدة في العلاقات الإيرانية الإماراتية؟
قوبل التغيير في الموقف والنهج المنفتح للسياسة الخارجية للإمارات بقبول واستقبال من حكومتي إيران وتركيا وأدى إلى إعادة فتح صفحة جديدة في العلاقات الخارجية لهذين البلدين.
أثار في الأسبوع الأخير نشر خبرين في مجال السياسة الخارجية في منطقة غرب آسيا اهتمام الرأي العام ووسائل الإعلام، وحاز على أهمية كبيرة. حيث أدّت زيارة ولي العهد الإماراتي “محمد بن زايد” إلى تركيا ولقائه أردوغان، إلى اتفاق حول إنشاء طريق عبور (ترانزيت) يمر من إيران. حيث أن لعبور البضائع عبر إيران بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية الأكبر، يتمتع بوقت نقل أقصر من الطرق الأخرى بما في ذلك قناة السويس في مصر.
وأما الخبر الثاني كان الرسالة المهمة التي أعلن عنها “علي باقري كني” نائب وزير الخارجية الإيراني حيث أعلن عن فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الإمارات.
حيث يمكن تلخيص بعض جوانب هذا التغيير في النهج الإماراتي على النحو التالي:
1- هذا التغيير في النهج يمكن أن يمهد الطريق للتعاون في مجالات أخرى، بما في ذلك القضايا الإقليمية كالحرب اليمنية. وفي الحقيقة يعتقد بعض المحللين أن الإمارات خفّضت وجودها العسكري في اليمن بعد التوصل لاتفاق مع إيران في 2019 ما أدى إلى هزائم متتالية للسعودية وحكومة منصور هادي المخلوعة في اليمن. ولكن الحقيقة أن الحرب ضد أنصار الله أصبحت معركة مكلفة على الإماراتيين حيث أن الحوار مع إيران مكّن من حمايتها من هجمات أنصار الله.
2- قد لا تكون السياسة الخارجية الجديدة للإمارات، التي تنتهجها من جهة في تل أبيب ومن جهة أخرى في طهران ودمشق، مفهومة للبعض ولكن هذه الميزة هي سياسة الانفتاح. وقد اختار الإماراتيون سياسة الباب المفتوح لجعل الدول تعتمد على مصالح الإمارات الخاصة، وبالطبع لن يكون هذا بالتأكيد من نواح كثيرة محل ترحيب من أصدقاء الإمارات القدامى أي السعودية ومصر.
3- رحبت الحكومة الإيرانية الجديدة بسياسة الانفتاح الإماراتية التي تسعى إلى تخفيف حدة التوتر مع جيرانها ومن الممكن في المستقبل القريب أن تسحب ولي عهد الإمارات إلى طهران. وهذه العلاقات لها أيضاً عواقب مهمة على طهران بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية، حيث تُظهر تصميمهم الجاد وحسن نيتهم لحل القضايا الأكبر مثل الحد من التوترات في المنطقة والمفاوضات النووية.
بشكل عام تعكس قرارات الإمارات الجديدة بشأن العلاقات مع إيران وتركيا نهجها الجديد تجاه القضايا الإقليمية والذي ينطلق من نظرية “سياسة الباب المفتوح”. حيث يعد “تنوع آراء شيوخ الإمارات” و “عدم وجود قاعدة فكرية متماسكة” من الأسباب الرئيسية لاعتماد مثل هذا النهج ومثلما يتمتع هذا النهج بفوائد كبيرة فقد يتسبب في مشاكل خطيرة أيضاً للإمارات.
تعليق