رأي: عشرون عاماً على الانسحاب الإسرائيلي الغير المشروط من جنوب لبنان؛ ما الذي تم الحصول عليه؟

المؤلف:
الأربعاء 27 مايو 2020 - 22:50
https://arabic.iswnews.com/?p=8628

كل عدوان كبير في الشرق الأوسط أدّى لشكل من أشكال المقاومة أمام العدوان. وليس من المستغرب بأن العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1982م أدّى لتشكل حزب الله في لبنان والذي أصبح قوة ردع أفضل من أي جيش في المتوسط. وعندما قرر الكيان الصهيوني وأمريكا إفراغ رئتي حزب الله وكسر محور المقاومة شنوا حرباً على سوريا […]

كل عدوان كبير في الشرق الأوسط أدّى لشكل من أشكال المقاومة أمام العدوان. وليس من المستغرب بأن العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1982م أدّى لتشكل حزب الله في لبنان والذي أصبح قوة ردع أفضل من أي جيش في المتوسط. وعندما قرر الكيان الصهيوني وأمريكا إفراغ رئتي حزب الله وكسر محور المقاومة شنوا حرباً على سوريا حيث استخدموا فيها تنظيم القاعدة والجماعات التكفيرية والمرتزقة كأداة طائفية من أجل الوصول للأهداف الأمريكية. ونتيجة لذلك تم تشكيل قوة مقاومة جديدة في سوريا وأقامت إيران وحزب الله قواعد متينة في بلاد الشام.

وفي عام 2003م عندما قررت أمريكا محاصرة إيران عن طريق غزوها للعراق واستهداف سوريا فيما بعد تم إضافة قوة جديدة لمحور المقاومة والتي يخشاها كل من الكيان الصهيوني وأمريكا ألا وهي الحشد الشعبي.

وبعد عشرين عام على الانسحاب الإسرائيلي الغير المشروط من جنوب لبنان وسّع حزب الله من نشاطه ليشمل العراق وأصبح فاعلاً ومهماً.

وينص الدستور الإيراني في الفقرتين الثانية والثالثة على أن إيران ستساعد أي شخص مظلوم. وبدأ الأمر مع فلسطين وقيل للقادة الفلسطينيين لن تؤثر أي عقوبات على قطع المساعدات المادية والتعليمية للفسطينيين من أجل استعادة أرضهم. ودعمت إيران اللبنانيين أثناء العدوان الإسرائيلي. وكما دعمت سوريا عندما دعت دول السعودية وقطر وكذلك الدول الغربية لتشكيل دولة جهادية في بلاد الشام. وأيضاً دعمت العراق أثناء الغزو الأمريكي وتشكيل داعش الذي كان يسيطر على ثلث العراق.

وعندما كان ثلث العراق محتلاً وجد العراق أن حزب الله الذي هزم إسرائيل في عدوان تموز 2006م أنه حليف مفيد في مواجهة الأزمة الجديدة. وقد طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من السيد حسن نصرالله المساعدة الاستشارية لمحاربة داعش. وبعد أربع وعشرين ساعة أتى عدد من ضباط حزب الله لتدريب العراقيين الذين ينوون محاربة داعش.

وفي عام 2020م انتصر محور المقاومة في جميع معاركه في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وكان اسم حزب الله قد ذاع سيطه. وأدّى اغتيال قائد الاسلام الحاج قاسم سليماني أحد قادة محور المقاومة لضربة نفسية وروحية شديدة ولكن هذا الأمر لم يثني إيران عن مُثلها ومساعداتها المادية لحلفائها.

وفي اليمن دعا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي السعودية إلى مبادلة طيار سعودي وتسع ضباط الذين تم أسرهم خلال قصفهم لليمن مع محمد الخوداري أحد ممثلي حماس بالإضافة لستين فلسطيناً آخرين الذين اعتقلتهم السعودية. وهذا الأمر يدل على أن محور المقاومة لا حدود له.

وقال أحد قادة المقاومة بهذا الشأن: “إن التفاوض لتبادل الأسرى مع الصهاينة والأمريكيين أسهل بكثير من التفاوض مع السعوديين؛ حيث أن السعوديين ليس لديهم أي مسؤولية تجاه حياة ضباطهم.”

وقد توصلت حماس لقناعة أنه بدلاً من محاربة الأسد يجب عليها بناء تحالف قوي مع محور المقاومة لإستعادة الأراضي المحتلة. ويوم القدس هو اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني (ره) لتوحيد المسلمين ويقام في كل عام في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك ويقوي الوحدة في محور المقاومة. وأبلغت طهران الفلسطينيين بأن أقصى ضغط لأمريكا لن يعيق مساعدة إيران أو عدولها عن قيمها ومُثلها وستواصل القيام بذلك طالما أن الفلسطينيين لديهم نيّة بالنضال والمقاومة.

ويضغط الكيان الصهيوني وأمريكا على حزب الله لوضعه تحت الضغط. وهم يحاولون وضع حزب الله على القائمة السوداء للإرهابيين من أجل تقليل الدعم الخارجي الذي يمتلكه حزب الله؛ ولكن هذا الأمر غير مؤثر. وتتوقع أمريكا أن الأزمة الاقتصادية الجديدة يمكنها أن تحقق الأهداف التي لم تحققها الحرب ومن المتوقع أن يشعلونها ولكن سيجد محور المقاومة دائماً طرق جديدة لمواجهة وخفض النفوذ الأمريكي في غرب آسيا. إن نجاحات حزب الله تظهر مستقبل مخاطر القوة الأمريكية في العالم. وقد يستشهد العديد من قادة محور المقاومة ولكن مُثل وقيم محور المقاومة ومواجهة الهيمنة الأمريكية أو الكيان الصهيوني لن تنتهي. إن القيم والمُثل وأهداف محور المقاومة غير قابلة للتغيير.

اليجا مغناير
  

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *