ما هي طبيعة إعلان الحكم الذاتي للمجلس الانتقالي الجنوبي؟

المؤلف:
الجمعة 1 مايو 2020 - 04:23
https://arabic.iswnews.com/?p=7799

إن إعلان الحكم الذاتي للمجلس الانتقالي الجنوبي متجذر في الخطط البريطانية والتي تقوم بدعمها الإمارات مؤخراً.

بعد زيارة “عيدروس الزبيدي” لأبو ظبي واصل المجلس الانتقالي الجنوبي الصراع والنزاع الداخلي في اليمن بمعارضته لحكومة عبد ربه منصور هادي وعلى الرغم من الاتفاق الذي تم بالرياض في تشرين الثاني من عام 2019م إلا أنه تم إعلان الحكم الذاتي لجنوب اليمن.
والصراع بين هذين الطرفين أدى لفوضى في جسد قوات التحالف السعودي مما يثبت للشعب المغرر به في جنوب وشرق اليمن بأن هؤلاء غير قادرين على إدارة البلاد.

ويمكن بحث هذا الموضوع من عدّة جهات:
1- نظرة الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى اليمن:
تواصل الإمارات متابعة خطة تقسيم وتفكيك اليمن خاصة بعد سحب معظم قواتها من اليمن وإحكام سيطرتها على نقاط استراتيجية من خلال تيارين وهما “الجنوبيين” و”المتبقيين من أنصار علي عبدالله صالح” (الحرس الجمهوري).
كما أن معظم قادة الجنوبيين يسعون خلف مصالحهم وقيادة كل اليمن ليس ضمن حدودهم وقوتهم. وفي الحقيقة لقد سعى الجنوبيين لجذب انتباه وإستمالة السعودية ولكن بسبب ارتباطهم الكامل بالإمارات ومتابعة أهدافهم تحت مسمى “إعادة تأسيس اليمن الجنوبي” فإن السعوديين ليسوا محط اعتماد بالنسبة لهم.
وكما أن تواجد أشخاص مثل طارق صالح في تيار المتبقيين من أنصار علي عبدالله صالح بعيدين عن الساحة السياسية ولا وجود لأي حزب أو طرف سياسي يعتمد على سلطتهم السياسية.

2- ردة فعل اللجان الشعبية (أنصار الله):
وبناءً على المواقف الماضية للجان الشعبية فإن ردّهم هو المعارضة من جديد لخطة التقسيم وعلى قرار المجلس الانتقالي الجنوبي حيث سعت اللجان الشعبية لإقناع التحالف السعودي وأعضاء الحكومة المخلوعة بالسلام.
ويبدو أن اللجان الشعبية أوقفت عمليات مأرب لمواجهة خطة التقسيم. وذلك لأن قوات منصور هادي ليس لديها القدرة للمواجهة والاشتباك العسكري على عدّة جبهات وتعاظم قدرة الجنوبيين يعادل ازدياد احتمال إعلان تقسيم اليمن.

3- ما هو موقف التحالف السعودي؟
لدى السعوديين موقف متعدد الأوجه في التعاطي مع الجنوبيين والسبب الرئيسي وراء هذا الضعف لايزال غير معروف.
حيث أنهم بحاجة للجنوبيين من أجل مواصلة الحرب مع اللجان الشعبية ومن جهة أخرى لا يستطيعون الرد بإيجابية على جشع الجنوبيين.
ولقد وضعت السعودية مجموعات الإخوان المسلمين على قائمتها للإرهاب وذلك لمواجهة قطر. ولكن في الحقيقة استثنت حزب الاصلاح في اليمن من هذه الدائرة وهذا الأمر ذاته أصبح ذريعة للجنوبيين من أجل معارضة حكومة عبد ربه منصور هادي المخلوعة والتفاوض مع السعوديين.

بشكل عام لن تنجح أعمال المجلس الانتقالي الجنوبي من الحرب مع اللجان الشعبية إلى إعلان الحكم الذاتي وحتى خطة انفصال جنوب اليمن. وذلك لأن كفّة القوة العسكرية والسياسية وأخيراً الاجتماعية في اليمن تميل لصالح اللجان الشعبية وكما أن الجنوبيين ذاقوا طعم ضربات اللجان الشعبية القاسية وليس لديهم القدرة أو الرغبة بمواجهتهم بشكل فردي. وعليه يمكن القول بأن أعمال الجنوبيين هذه تتماشى أكثر مع الحصول على تنازلات من التحالف السعودي والحكومة المخلوعة ولا يمكن انفصال جنوب اليمن بدون دعم من القوى الأجنبية.   

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *