السلام في أفغانستان، حقيقة أم وهم!

الأربعاء 22 أبريل 2020 - 15:01
https://arabic.iswnews.com/?p=7524

على مر التاريخ سعت القوى الأجنبية إلى جعل السلام في افغانستان بعيد المنال وذلك من خلال الحرب والاستعمار في منطقة آسيا الوسطى.

ويمر الآن حوالي الأربعة العقود على لهيب الحرب في أفغانستان. وفي عام 1979م غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان بذريعة معاهدة الصداقة مع الحكومة الشيوعية.
وانتهى الغزو السوفيتي بإنسحاب الجيش الأحمر في عام 1989م. ولكن الحرب استمرت في أفغانستان!
وحتى الآن وبعد توقيع اتفاقية السلام بين أمريكا وطالبان ماتزال الحرب مستمرة ضد الأفغان مع ظهور داعش والجماعات الإرهابية!.

ولكن لماذا لم يتحقق السلام في أفغانستان حتى الآن؟

وأحد أهم الأمور في هذا الموضوع هو نظرية “توازن القوى”. ووفقاً لهذه النظرية فإنه في حال كانت قوة إحدى الدول غير متوازنة مع الدول الأخرى فإنها ستجبر الدول الأخرى على قبول مطالبها أو قد ينشأ صراع من أجل توازن القوى.
وأفغانستان بموقعيتها الاستراتيجية الخاصة كانت عنواناً لمكان تحقيق التوازن بين قوى المتنافسين في المنطقة وتم استخدامها على نطاق عالمي!
وعلى سبيل المثال في أوائل القرن التاسع عشر وبعد سيطرة البريطانيين على شبه القارة الهندية ومن جهة أخرى رغبة إمبراطورية القياصرة في روسيا بتوسيع قواعد الإمبراطورية باتجاه الجنوب والوصول للمياه الدافئة، أصبحت أفغانستان حاجزاً بين هاتين الإمبراطوريتين.
وخلال فترة الحرب الباردة أصبحت أفغانستان مرة أخرى نقطة استراتيجية للحرب بالوكالة بين جبهتين كبيرتين السوفيتية والأمريكية.

وامريكا في أفغانستان تسعى لتحقيق توازن بين أقوى الدول في آسيا وأوروبا بناءً على نظرية “توازن القوى”.
وأكبر هدف لأمريكا في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين هو أن لاتتمكن أي دولة في قارة آسيا أو أوروبا بأن تصبح قوة، وذلك لأن هذه القوة ستكون منافساً حقيقياً لأمريكا على الساحة الدولية!
وافغانستان هي ضحية هذه الظاهرة وذلك لأنها تمتلك أربعة عناصر ردع لدول آسيوية وأوربية مهمة: “الأصولية الإسلامية، زراعة المخدرات والاتجار بها، ممر للطاقة، النضال الكبير لجيل الشباب” حيث أن كل دولة سعت لاستخدامهم في مواجهة الدول المنافسة واكتساب القوة وحماية مصالحها الرئيسية.

وتعد نمو القدرة العسكرية لباكستان خلال الحرب الباردة مسألة مهمة أخرى.
ومنذ عقود وجّه المجتمع الدولي انتقادات لباكستان لإرتباطها مع جماعات إرهابية مثل طالبان وشبكة حقاني في أفغانستان وجيش محمد في كشمير ولواء طيبة في الهند.
ولم يتمكن المسؤولون الأفغان من مواجهة النفوذ الباكستاني ونتيجة لذلك كانت باكستان مؤيدة دائماً لأي اتفاق سياسي محتمل في أفغانستان!

حيث لا توجد هوية وطنية متماسكة في أفغانستان والاختلافات وعدم الاستقلال السياسي والأمّية المطلقة والتمييز العنصري والعرقي والافتقار للجدارة والافتقار للإقتصاد الديناميكي والتوزيع غير المتكافىء للسلطة والسياسة على الاعراق هو من أسس هذا البلد!
لا ينبغي لأفغانستان أن تدخل في أي حرب إقليمية أو دولية وذلك لأن الحرب ستؤدي لمزيد من الضعف في القدرة العسكرية لأفغانستان تحت هذه الظروف والتي ستؤثر على اقتصاد البلد وهذا بالضبط ما تريده باكستان!
المصدر: موقع منافن

 

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *