رأي: دراسة هجوم حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) على جهتين تركيا وإيران

المؤلف:
السبت 18 أبريل 2020 - 22:55
https://arabic.iswnews.com/?p=7424

حزب العمال الكردستاني أو ما يعرف بال(ب ك ك) هو مجموعة يسارية مسلحة في كردستان تركيا وتأسس عام 1970م وبدأ العمل المسلح عام 1984م ضد الدولة التركية بهدف إنفصال كردستان.

وفي هذا الصدد قام (ب ك ك) في 31 آذار من هذا العام بتفجير خط أنابيب الغاز بين إيران وتركيا في المنطقة الحدودية “دوغو بايزيد” والتي تبعد 1500 متر عن الحدود الإيرانية بازرغان وتبنّى حزب العمال الكردستاني مسؤولية التفجير.

ويمكن دراسة أبعاد هذا العمل المريب والإرهابي في عدّة حالات:

1- بالرغم من أن الهجوم تم داخل الأراضي التركية وضد الدولة التركية إلا أن لهذا الهجوم هدف آخر وهو إيران.
حيث إن رسالة حزب العمال من هذا الهجوم الإرهابي هي إظهار قدرته على تنفيذ عمليات واستمرارها بعد العمليات الواسعة للجيش التركي على مواقع حزب العمال شمال العراق وسوريا.
في الحقيقة كان هذا الهجوم وكذلك التفجير الإرهابي في منطقة سيلوان بمحافظة ديار بكر محاولة لهذه المجموعة الإرهابية من إظهار أن الهجمات التركية لم تكن ذات تأثير عليهم ولتدحض تصريحات المسؤولين الأتراك حول هزيمة حزب العمال الكردستاني.

2- بالنظر للظروف التي تعيشها إيران من عقوبات اقتصادية قاسية ومن ضمنها العقوبات النفطية، لماذا يتم استهداف خط أنابيب الغاز الإيراني إلى تركيا؟
هنا يأتي الحديث عن ارتباط حزب العمال الكردستاني بإسرائيل وأمريكا وعلى الرغم من أن أمريكا تُصنّف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية ولكننا نشهد تنفيذ مخططات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي من قبل حزب العمال.
وبالنظر للظروف الصعبة في تصدير النفط وكافة البضائع غير النفطية الإيرانية والتي أصبحت مقيدة أكثر من ذي قبل مع تفشي فيروس كورونا فإن قطع أو تعطيل الصادرات الغازية الإيرانية يمكنه أن يؤدي لضربة وأضرار جسيمة لإيران. لذلك ومن خلال تنفيذ هذه الهجمات أصبح حزب العمال الكردستاني حليفاً لأمريكا في الحرب الشاملة على إيران وبالتالي عليه انتظار الرد الإيراني.

3- لماذا يعمل حزب العمال الكردستاني ضد المصالح الإيرانية؟
بغض النظر عن طبيعة وفكر وأهداف هذه المجموعة يجب أن نذكر عمل حزب العمال في خطة تقسيم إيران منذ أكثر من عشر سنين حيث أنهم في ذلك الوقت لعبوا دوراً إلى جانب PJAK بيجاك (حزب الحياة الحرة الكردستاني) وعبدالملك ريغي.
وقد ازدادت التهديدات الغربية ضد إيران منذ 2007م وحتى 2011م ومن جهة أخرى ازدادت هجمات الجماعات الإرهابية مثل المسماة بجند الله (جند الشيطان) وإلى ما هنالك، حيث دعم حزب العمال بشكل كامل بيجاك ودخل في مواجهة مباشرة مع إيران. تم إعداد خطة التقسيم هذه (والتي شهدنا عينة متطورة عنها بعد سنوات في سوريا) لإيران من قبل مجموعات والتي هزمت أمام القوة والقدرة الإيرانية.
وبالنظر للضربات القاسية التي وجهتها إيران في ذلك لحزب العمال الكردستاني فإن سبب العداء ومواجهة هذه المجموعة يصبح أكثر وضوحاً.
في الواقع خلال الحرب السورية دخل حزب العمال الكردستاني في محادثات مع إيران ويمكن القول بأن العلاقات مع إيران أصبحت خارج الخطوط الحمراء حتى حدوث هذا الهجوم الأخير في تركيا. ولكن هذا الهجوم سيكون له عواقب سلبية على حزب العمال الكردستاني لأنه استهدف المصالح الإيرانية مما قد يخلق مضاعفات بالنسبة لهذه المجموعة.

ونتيجة لذلك وعلى الرغم من أن الهجوم حدث في تركيا ومعظم الأضرار لحقت بتركيا وكما وصف حزب العمال الكردستاني أن الدولة التركية هي من بدأت النزاع، لا يمكن تجاهل ضربة حزب العمال الكردستاني للمصالح الإيرانية؛ وذلك لأن خط الأنابيب هذا ينقل سنوياً ما يقارب العشرة مليارات متر مكعب من الغاز الإيراني لتركيا وبتفجير خط الأنابيب هذا فإن سير العملية سيتوقف وليس من المعروف متى سيستأنف نقل الغاز.
بشكل عام لطالما كان النهج الإيراني في التعامل مع المجموعات المسلحة مثل حزب العمال الكردستاني هو ضبط النفس والاستراتيجية الثابتة وهذا الأمر هو الذي رفع من وعي الشعب الكُردي في التعامل مع فتنة الجماعات المسلحة غربي إيران، ولكن يبدو أنه يجب التصرف بشكل مختلف بشأن هذا الأمر.

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *