خمسة أعوام من التحدّي والنضال

الخميس 26 مارس 2020 - 15:25
https://arabic.iswnews.com/?p=6782

خمسة أعوام وشعب اليمن مابين كادح يبحث عن رزقه، وموظف مداوم في مهنته؛ رغم انقطاع مرتبه، و مؤمن حامل بندقيته، ومصوبها نحو نحر عدوه.

خمسة أعوام في اليمن كل مافيها كان أشبه بعمل شخص يتصف بالجنون لايدرك مالذي يقوم به من أعمال، فما إن يقصف منزلاً حتى يسارع في قصف مشفى أو منشأة حكومية ، وما إن ينكل في ميادين النزال حتى يعود مسرعاً ليحصد مايستطيع من الأرواح ليرضي بذلك الحكومة الأمريكية.
ولكن صمود شعبٍ معظم نساؤه ثكالا، وأطفاله يتاما، ورجاله مابين مجاهد وشهيد وجريح وأسير زاده جنوناً إلى جنونه، وأفقده صوابه ثبات هذا الشعب وتحديه.

فقصف في أعوامه الأولى كل المنشآت وجعلها كخرابة مهجورة ، أحرق الشجر واستهدف الحيوانات وكل ماله صلة بالبشر ، وعندما رأى ثبات الرجال ورباطة جأش النساء عمل على محاصرتهم في مصادر رزقهم فسحب البنك؛ وذهل عندما رأى وفود الشعب تمتد أمام البنك المركزي في طابور طويل تتبرع لدعم البنك.. فقرر إطباق حصاره براً وبحراً وجوا فازدادت معاناة الشعب ولكن هيهات أن يرى اليمنيين الأقحاح منحنيين الرؤوس لغير الله..فلو حوصروا الدهر كله لحاصروا عدوهم بثباتهم ونضالهم الدهر كله ..

وعندما رأى ذلك الثبات الأسطوري الذي لم تزحزح أركانه سقوط الرجال شهداء، ونيام البطون جوعا، قرر حشد ذوي العقول المغفلة إلى جبهات الدفاع المقدس؛ لعله يرهب رجال الرجال وينال منهم ، وكان الرجال يمشون واثقين بالله فمن أراد اصطيادهم صار صيد لهم ، ومن أراد الضرر بشعبهم أردوه قتيلاً بين الفيافي والقفار.

ضاقت بالعدو السبل فحرك عيونه الخفية في الشعب ونال من رئيسهم الشهيد صالح الصماد فأشعلوا في الشعب براكين الغضب والحمية بأيديهم فهب الرجال وتكاتفت الجهود وجاد الشعب بالموجود فدعم وحدات التصنيع الحربي بمختلف أقسامها، فأثمرت دماء الرئيس الصماد وبقية الشهداء نصراً وزادت الشعب قوة، وقلبت الموازين؛ فأصبحت المعركة السن بالسن والجروح قصاص .

انتقلت اليمن من مرحلة الدفاع إلى الهجوم فبفضل تلك الدماء وتشمير سواعد الرجال ورفد الشعب بالمال أُنتجتْ منظوماتٌ متعددة ومختلفة المهام من الطائراتِ المُسيّرة نفذت بهذه الطائرات 4116 عملية عسكرية توزعت بين 669 عملية هجومية و3490 عملية استطلاعية
وصنّعت صواريخ بعيدة المدى طالت الرياض وأبو ظبي ووصل عدد الصواريخ التي أطلقت أكثر من 1067 صاروخًا باليستيًا ، وتوسع بنك الأهداف وأحكمت خطط الميدان فرأينا عمليات ك(نصرٌ من الله، والبنيان المرصوص، وصولاً الى عملية فأمكن منهم) تلك العمليات أذهلت خبراء الحرب وأعجزت المحللين وجعلت الألسن مابين حامدة وشاكرة الله على مامنّ به على أوليائه وصامتة خرساء لا تصدق ماترآه عينيها.

وخلال خمسة أعوام أكثر من 29 عملية للقوات البحرية والدفاع الساحلي استهدفت سفن وبوارج وفرقاطات وزوارق تابعة للعدو.
وأسقط أكثر من 371 طائرة للعدوان منها 53 طائرة مقاتلة ومروحيات أباتشي و318 طائرة استطلاعية وتجسسية.
ونفذت وحدت المدفعية والقناصة ووحدات الهندسة عمليات الأرقام فيها تطول..أما خسائر العدوان في الجانب العسكري فلا حصر لها فاليمن أصبح مقبرة للمدرعات والآليات التابعة للعدو أما الخسائر في الأرواح فتجاوزت الـ22570 بين قتيل ومصاب من المرتزقة و10 آلاف جندي وضابط سعودي منذ بداية العدوان مابين قتيل وجريح وأكثر من 1240 قتيل ومصاب لقوات العدو الإماراتي منذ بداية العدوان، وأكثر من 8000 قتيل ومصاب من مرتزقة #السودان حيث بلغ عدد القتلى 4253 قتيلًا، أما الأضرار الإقتصادية فهي جمة ومازالت في مرمى الصواريخ والطائرات اليمنية.


خمسة أعوام لم تجنِ منها دول العدوان سوى الخسائر المهولة في كل الجوانب ، والهزائم المدوية في كل الميادين، وجنى الشعب اليمني خلال خمسة أعوام عزة وكرامة وشموخ ومازال يمضي بثبات لتحقيق النصر الأكبر.

بقلم: الطاف المناري

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *