الأزمة الاقتصادية تستنزف كل ما تبقى من الإمكانات المادية.. المواطن يحتال لكسب العيش

الأحد 29 يناير 2023 - 09:17
https://arabic.iswnews.com/?p=30594

في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، تزداد معاناة السوريين صعوبة يوماً بعد يوم، بعد أن استنزفت كل ما تبقى لديهم من الإمكانات المادية.

ومع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والارتفاع المتزايد بأعداد الفقراء، بات البحث عن فرص كسب العيش الهاجس الأول والأخير لمعظم الأسر السورية حتى تستطيع أن تؤمن قوتها وكساء أطفالها.

وآخر تلك الحيل لكسب العيش، لجوء السيدات لبيع ملابسهم القديمة، حيث تتحدث إحدى السيدات لموقع “تطورات العالم الإسلامي”، أنه “ومع اشتداد الضائقة المالية عليها، لم تجد أمامها سوى خزانتها التي تحتوي على الكثير من الملابس، حيث قامت بعرض جزء من ملابسها على وسائل التواصل الاجتماعي بقصد بيعها.”

وأضافت السيدة التي وصفت خزانتها “بالدكان”: “بعد انتشار ظاهرة بيع الملابس المستعملة قررت استثمار ملابسي على “السوشال ميديا” لبيعها، فجزء منها أصبح مقاسه صغيراً وجزء آخر ذهبت موضته”، مضيفة:” كانت البداية صعبة ومخجلة، ولكن بعد أن وجدت أن أغلب الصفحات لجأت لذلك خلقت سوقاً خاصاً بي، أبيع من خلاله ثيابي التي لست بحاجتها، وبعد ذلك وسعت المشروع وبدأت أعرض وأبيع ثياب أصدقائي بناءً على طلبهم، على أن أحسم لنفسي نسبة من الأرباح”، مشيرة إلى أنه “يتراوح ثمن القطعة حسب نظافتها، فكلما كان عدد مرات ارتدائها أقل أبيعها بسعر مناسب، مثلاً ثمن البلوزة 15 ـ 20 ألفاً والبنطال 20 ألفاً، فيما لو كانت جديدة فيصل سعر القطعة إلى 40 ألفاً”.

بدورها، أحد ربات المنازل، تحدثت أنها تقوم ببيع بعض ملابسها من أجل كسب المال، مضيفة أنها تبيع أقاربها ومعارفها، مشيرة إلى أن السعر يختلف بحسب الموسم “صيفي- شتوي” ونوعية القطعة والقماش.

اللافت في هذا المجال، وبحسب ما تحدث، أحد التجار في مجال بيع وشراء الملابس، أنه بات رائجاً بيع الملابس بالكيلو، حيث يتراوح سعر كيلو الملابس بين 6 آلاف ليرة و15 ألف ليرة.

وأشار التاجر، إلى أن البيع بالكيلو ظاهرة جديدة وهي وليدة الأزمة، مضيفاً: في حال كانت القطع قريبة من الجديدة اشتريها بالمفرد، أما إذا كانت الملابس مهترئة فإنني مضطر لشرائها بالكيلو، حيث أبيعها للسيدات اللواتي يعملنّ في تنظيف المنازل بعد قصها وتصغيرها.

في السياق، اعتبرت خبيرة التنمية البشرية وتطوير الذات “ربيعة يوسف”، أن “بيع وشراء الملابس عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الصفحات الشخصية مشروع ذاتي من دون تكاليف ويحقق عائدية مالية للشخص، فأي سلعة يمكن أن يتم عرضها عبر مواقع التواصل أفضل من رميها أو التخلص منها بلا فائدة.”

وأضافت يوسف: “الإنسان دائماً يمر بأوقات عصيّبة ويحتاج إلى مشاريع ذاتية مؤقتة ليؤمن ما يريد، لذلك من وجهة نظري أرى أن أي إنسان يجب أن يحتفظ بكل شيء ولا يرميه لأنه قد يأتي يوم ويستفيد منه بطرق مختلفة.”

يذكر أن الكثير من السوريين، قاموا ببيع ممتلكاتهم وأثاث منازلهم، من أجل تأمين الاحتياجات الأساسية لأسرهم، بعد ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار الفاحش الذي زاد عشرات الأضعاف عمّا كان عليه قبل الأزمة.

اقرأ أيضاً: بعد بلوغ الأزمة الاقتصادية أوجها.. ناشطون يطلقون حملة للمطالبة “برفع العقوبات عن سورية”

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *