ما علاقة الناشطين البيئيين في أذربيجان بتعدين الذهب؟

الأربعاء 14 ديسمبر 2022 - 06:21
https://arabic.iswnews.com/?p=29444

في صباح يوم الاثنين 12 كانون الأول \ ديسمبر، تمركز نشطاء البيئة في جمهورية أذربيجان مرة أخرى في شمال مدينة شوشا على الطريق المؤدي إلى خانكندي (ستيباناكيرت) أمام حاجز قوات حفظ السلام الروسية وأغلقوا الطريق أمام الأرمن. حيث قامت مسيرة الأسبوع الماضي على نحو بدا وكأن رجالاً عسكريين متنكرين بملابس مدنية وتحت عنوان ناشطين بيئيين، بإغلاق الطريق. ولكن هذه المرة القصة مختلفة ويمكن مشاهدة النساء والرجال والشباب في هذا التجمع الذي ضم حوالي 100 شخص، وهم وجوه معروفة لمنظمات غير حكومية بيئية ومدنية والتي بالطبع تتماشى تماماً ومتوافقة مع سياسات حكومة هذا البلد.

يسردون الشعر ويصفقون ويصفرون ويرفعون أعلامهم في السماء. ومن القصائد التي سردوها “ساري غلين” والتي تعني العروس الصفراء وهي كناية للشمس. وفجأة وبدون تفكير نتذكر الأداء المشترك لهذه المقطوعة ذاتها من قبل “عالم قاسموف” ومغنيين أرمن وإيرانيين، والتي يسميها الإيرانيون “دامن كشان” والأرمن يسمونها “ساري آغتشيك”. وهي أسطورة تتعلق بتأثير الثقافة “الميثرائية” المشتركة مع إيران وبالطبع الأرمن. وطالبوا العميد أندري فولكوف، قائد قوات حفظ السلام أن يأتي إلى هذه النقطة ويجيب على أسئلتهم. وشعارهم هو وضع حد للجريمة البيئية ووضع حد لنهب ثروة أذربيجان في المناطق التي يسيطر عليها الأرمن في ناغورنو كاراباخ. وقالوا إنهم سيبقون حتى يجيبهم قائد قوات حفظ السلام. كما وخفضت قوات حفظ السلام الروسية الحواجز واصطفت خلفها. وقد أرسل أندري فولكوف تعزيزاته إلى هذه المنطقة ولم يجب الضابط المسؤول عن الحاجز على أي أسئلة أمام الكاميرات والميكروفونات والهواتف المحمولة. وعلى الرغم من أن الأذربيجانيين لم يكن معهم أسلحة وليس لديهم نية للتقدم. يمكن مشاهدة مواطن تركي أيضاً يحمل لافتة بين المتظاهرين في شوشا، حيث كان الأذربيجانيون يردون على شعاراته، ويبدو أنه كان أحد القادة.

مواطن تركي في مسيرة نشطاء البيئية في شوشا

وكان يرافقهم أيضاً مراسلو القنوات التلفزيونية الحكومية والصفحات الموالية للحكومة على شبكات التواصل الاجتماعي. كما واستحوذت قناة “آذ تي في” على البث المباشر والنقل لحظة بلحظة و كان من ضمن برامج “آي تي في” و “باكو تي في” و “ريال تي في” و “خزر تي في” إظهار التجمع عند حاجز شوشا.

اقرأ المزيد: حاجز معبر كاراباخ؛ إنجازات الناشطين البيئيين لأذربيجان

وقد انتهى اليوم الأول من الاحتجاجات ولم يتلق الأذربيجانيون أي نتائج. حيث توفر وزارة الطوارئ الأذربيجانية الخيام والبطانيات والأسرّة والوقود والطعام والمشروبات الساخنة لهؤلاء المتظاهرين لمواصلة مواجهة الروس والطقس شديد البرودة.

ويوم الثلاثاء 13 كانون الأول \ ديسمبر هو اليوم الثاني؛ ولم يصل الأذربيجانيون إلى أي مكان وهم يستعدون لليوم الثالث لإرسال المزيد من الناس إلى شوشا، وهذه المسألة تظهر بوضوح في برنامج الاحتجاج الخاص “تأثير الدائرة C” لقناة “ATV”. ويقول أحمد عليلي لي، خبير ومحلل القضايا السياسية في هذا البرنامج، مشيراً إلى قطع طريق لاتشين إلى كاراباخ: كان أندريه فولكوف، قائد القوات الروسية في كاراباخ، قد وعد في وقت سابق بإقامة نقطة تفتيش عند مدخل هذا الطريق للسيطرة على الشحنات الخارجة. ولكن لم يتم الوفاء بهذا الوعد والقائد الروسي لم ينفذه. وفي حال لم تتم تلبية مطالب أذربيجان للاستفادة من المناجم ومراقبتها، فقد يقوم المواطنون الناشطون في المنظمات غير الحكومية بسد هذا الطريق في المستقبل أيضاً.”

حيث كان موقع تطورات العالم الإسلامي قد توقع في السابق أن يصبح النشطاء ذوي اللباس المدني الأذربيجانيين أداة ضغط على قوات حفظ السلام، ومواجهة القوات الروسية معهم سيتبعها العار. ووفقاً لوسائل الإعلام في أرمينيا ومنطقة كاراباخ، فقد خططت مجموعة من المواطنين الأرمن في خانكندي (ستيباناكيرت) والقرى المجاورة لتنظيم مسيرة احتجاجية رداً على تحرك أذربيجان والتحرك نحو المنطقة المغلقة في شوشا لليوم الثاني. ولكن تم إلغاء هذا التجمع بناء على نصيحة غاردانيان وفولكوف للسلطات الأرمنية المحلية.

خلف كواليس الاحتجاجات وإذلال علييف
قال تورال صادقلي الناشط السياسي والاجتماعي والمحلل المقيم في المنفى من أذربيجان والمقيم في إنجلترا، عن كواليس الاحتجاجات: “إن من بين العناصر التنفيذيين لهذه الاحتجاجات، وسائل الإعلام المتملقة والصحفيين والنشطاء الاجتماعيين الذين يتلقون أموالاً من حكومة علييف. حيث لا يُسمح لسكان شوشا بالدخول إلى مدينتهم، ولكن أعضاء المنظمة غير الحكومية توجهوا إلى هذه المدينة بالحافلة وأغلقوا الطريق.”

وأضاف أيضاً مستنداً بمصدر ميداني: ” أن أحد الأشخاص الحاضرين في المسيرة أخبره أن هذه الاحتجاجات نُظمت من قبل مكتب الرئيس. ولا يحق للمشاركين ترديد شعارات ضد وجود قوات حفظ السلام في كاراباخ. حيث أن أحد الأشخاص الذين رددوا مثل هذه الشعارات تم سحبه من قبل عدّة أشخاص آخرين وحذروه من هذا الموضوع. ويُسمح للمشاركين بإطلاق شعارين فقط وهما إنهاء الجريمة البيئية وإنهاء نهب ثروات أذربيجان.”

اقرأ المزيد: توتر ثلاثي في ناغورنو كاراباخ بدون أسلحة!

وقد تحدّث تورال صادقلي عن المفاوضات السرية بين الرئيس الأذربيجاني وسلطات روسيا الاتحادية حول سبب هذا التجمع وقال: “لقد تلقيت معلومات من مصادر مطلعة ومقربة من مكتب الرئيس تفيد بأن إلهام علييف يعتزم إجراء محادثة سرية مع فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية. والموضوع هو حول نشاط منجم الذهب بالقرب من خوجالي (منجم كاشن) والمواد الأخرى القيّمة في كاراباخ والتي يستغلها الروس والأرمن. حيث أن سبب هذه المحادثة السرية كان طلب علييف الحصول على نصيب شخصي من هذه المناجم. وقد رفض بوتين طلب علييف وقال في رده إنه مشغول بإدارة الحرب في أوكرانيا وهذا ليس من اختصاصه. وبهذا يكون فلاديمير بوتين قد أذل علييف وقلل من شأنه. مما اضطر الرئيس الأذربيجاني إلى إرسال مستشاره العسكري محرم علييف للتفاوض مع القائد الروسي ولكن لم يتم الحصول على نتيجة إيجابية. وقد قال الجانب الروسي لمحرم علييف إنه غير مسموح لأذربيجان بالتدخل في الأراضي الخاضعة لإشراف الروس وفقاً لبنود بيان 10 تشرين الثاني \ نوفمبر 2020.”

كما وذكر صادقلي الاستغلال الشخصي لآريزو وليلى علييفا، ابنتي رئيس أذربيجان لمناجم الذهب في “غده بي” و “داشكسن”.

تسليم المنجم للبريطانيين
في إشارة إلى وجود شركات استثمار أجنبية في كاراباخ، يقول الخبير الأرميني نايري هوخيكيان: إن شركة التعدين البريطانية Asian Mining Anglo مستثمرة في مناجم جمهورية أذربيجان وتريد الاستحواذ على مناجم الذهب في ناغورنو كاراباخ والتي تحت سيطرة الأرمن. حيث وقع إلهام علييف عقداً في 5 تموز \ يوليو 2022 لتسليم عملية الاستفادة من منجم ديرميون – كاشن (بالقرب من خوجالي) لذات الشركة. وقد سبق للحكومة الأذربيجانية تسليم مناجم ذهب كوفساكان (بالأذرية أندريان زنغيلان) ولاتشين لهذه الشركة بقيمة 10 و 50 مليار دولار على التوالي.

المال خلف كواليس جميع الحروب وكل طرق المال تنتهي في لندن! حيث أن للبريطانيين اليد العليا في السيطرة على مناجم كاراباخ وعلى الجانب الآخر من الحدود الأذربيجانية، يتم تشغيل منجم كابان للذهب في أرمينيا أيضاً من قبل شركة إنجليزية أخرى تسمى Chaarat plc!

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *