نظرة على التطورات شرقي اليمن؛ وما هو دور محافظة حضرموت؟

 محراب
المؤلف: محراب
الأحد 11 ديسمبر 2022 - 02:32
https://arabic.iswnews.com/?p=29229

تُعد محافظة حضرموت أهم نقطة تنافس بين الأطراف المتصارعة، في هذه الفترة من حرب اليمن. حيث أن موارد النفط والغاز والموقع الجغرافي الخاص لهذه المحافظة الذي يمتد من الحدود السعودية إلى شواطئ خليج عدن ومن مأرب إلى مقربة من عُمان من الجهة الأخرى، كانت جميعها أسباباً لتثير اهتمام من في اليمن وتلفت أنظارهم نحو هذه المنطقة.

في الوقت الراهن، تخضع معظم المناطق الشمالية من هذه المحافظة لسيطرة مسلحي حزب الإصلاح، وتخضع مناطقها الوسطى والجنوبية لسيطرة الجماعات التابعة للإمارات، وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي. ويأتي هذا الوضع نتيجة الاستقالة الأخيرة لعبد ربه منصور هادي من منصب رئاسة الجمهورية في الحكومة المستقيلة، تلاها توتر وتنافس بين الأطراف القوية مع بعضهم البعض في المجلس الرئاسي للحكومة المستقيلة، وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح.

كما أدّت المعركة بين الجنوبيين وحزب الإصلاح على سيادة حضرموت إلى دخول أنصار الله في المعركة، وخلال الأشهر الأخيرة، قامت سلطات حكومة الإنقاذ اليمنية (ومقرها صنعاء) ومن خلال دعم مسيرات أنصار الله بتنفيذ تهديدات فعالة من أجل وقف تصدير النفط من سواحل هذه المحافظة. وخلال مفاوضات وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة، أراد أنصار الله تخصيص عائدات النفط اليمنية لرواتب موظفي الحكومة وجعلوا تمديد الاتفاق مشروطاً بهذا المطلب. ولكن ممثلي السعودية وأمريكا اعتبروا أن هذا المطلب مُبالغ فيه وغير مستعدين لدفع مبلغ من عائدات النفط اليمني إلى حكومة صنعاء.

اقرأ المزيد: هجوم لأنصار الله بالمسيرات على ناقلة نفط أجنبية قبالة سواحل حضرموت

حيث اشتد التوتر بين الجنوبيين وحزب الإصلاح بعد إرسال عدد كبير من مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي إلى مدينة سيئون، وكذلك إقالة وتعيين عدد من أعضاء حزب الإصلاح من مناصب حكومية في حضرموت من قبل رشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي في الحكومة المستقيلة. حيث يبدو أن رشاد العليمي يعتزم إقامة توازن ظاهري في الحكومة المستقيلة من خلال تسليم شمال حضرموت إلى حزب الإصلاح ومنح امتيازات النفط والمناطق الجنوبية من هذه المحافظة للجناح الإماراتي (التابع لأمريكا) وتقليص حصة حزب الإصلاح تدريجياً في الحكومة المستقيلة.

وفي آخر التطورات التي تشهدها هذه المحافظة، نظم أنصار الجنوبيين مظاهرات في مدن سيئون وتريم والقطن وطالبوا بانسحاب مسلحي حزب الإصلاح وأنصارهم الأجانب (القاعدة) من هذه المدن. ومن ناحية أخرى، يحاول مسلحو حزب الإصلاح، الذين تمت تقويتهم بمساعدة القاعدة، أثناء اعتقالهم للمتظاهرين، السيطرة على الطرقات وتدعيم خط الاتصال مع مأرب.

بشكل عام، مع استمرار واحتمال زيادة التوتر بين المجلس الانتقالي الجنوبي (المدعوم من الإمارات) وحزب الإصلاح (المدعوم من تنظيم القاعدة)، سنشهد المزيد من الصراعات في محافظة حضرموت خلال الأيام المقبلة.

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *