لماذا يجب على إسرائيل أن تدعم إنشاء الممر الأوسط (تركيا – الصين)؟

الجمعة 9 ديسمبر 2022 - 01:07
https://arabic.iswnews.com/?p=29138

يعتقد السياسيون والمحللون الإسرائيليون أن على سلطات هذا الكيان دعم إنشاء الممر الأوسط، وذلك لأن توسيع هذا الممر سيساعد إسرائيل والدول العربية بالإضافة إلى أوروبا والدول الناطقة بالتركية. وبالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية، فإن المساعدة في إنشاء هذا الممر ستكون فعالة للغاية في مواجهة عدوهم المشترك، أي إيران.

أيوب قرا السياسي ووزير الاتصالات الأسبق في الكيان الصهيوني وعضو حزب الليكود يجيبعلى ذلك:

بعد توقيع اتفاقية إنشاء الممر الأوسط من قبل حكومات جمهورية أذربيجان وجورجيا وتركيا وكازاخستان، قررت وزارات الخارجية والنقل في هذه الدول إنشاء طرق النقل السريع والتي ستشمل ممر نقل عبر سكة الحديد والبحر بحيث يربط الصين بأوروبا. ويبدأ هذا الممر من جنوب شرق آسيا والصين ويمر عبر كازاخستان وبحر قزوين وأذربيجان وجورجيا وتركيا ثم يصل إلى جنوب ووسط أوروبا. حيث سيسمح هذا المسار لقطارات الشحن بالوصول إلى أوروبا من الصين في غضون 20 إلى 25 يوماً، مما يساعد على إحياء طريق الحرير السابق.

اقرأ المزيد: الممر الأوسط؛ خطة تركيا للاتصال بالصين!

بصفتي وزيراً سابقاً في إسرائيل، أعتقد أن على إسرائيل دعم إنشاء الممر الأوسط، وذلك لأن توسيع هذا الممر سيساعد إسرائيل والإمارات والدول الأخرى في المنطقة على تعزيز “اتفاقيات إبراهيم”.

حيث تم ربط منطقة الشرق الأوسط بأكملها (غرب آسيا) بالقطار في عهد الأتراك العثمانيين، وهناك عدد من بقايا نظام السكك الحديدية المذهل هذا في إسرائيل، بما في ذلك محطات القطار العثمانية في بئر السبع ويافا وأورشليم (القدس المحتلة). ومحطات القطار العثمانية هذه هي معالم تاريخية من حقبة ماضية عندما كان السفر بالقطار ممكناً في جميع أنحاء الشرق الأوسط (غرب آسيا). وقد انطلقت قطارات العهد العثماني من يافا إلى أورشليم (القدس المحتلة) وحيفا وكافة مناطق الإمبراطورية التركية العثمانية السابقة مثل المدينة المنورة ودمشق.
ومع ذلك، منذ إعلان استقلال إسرائيل، لم يكن هناك سفر بالقطار بين إسرائيل والعالم العربي، وهو أحد أسباب الصراع بين إسرائيل وفلسطين.

ومع ذلك، بعد اتفاقيات إبراهيم، كل هذه القضايا لديها القدرة على التغيير، وذلك لأن الدول العربية لم تعد ترى إسرائيل على أنها منبوذة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن دول الخليج تنظر الآن إلى إسرائيل كشريك في الحرب ضد إيران أيضاً مثل الجمهوريات التركية، مثل أذربيجان، التي تكره بشدة سلوك الملالي (الحكومة الإيرانية) مع الجالية الأذرية في الجمهورية الإسلامية.

لذلك، في حال تم بناء الممر الأوسط هذا، فيمكننا نحن الإسرائيليين أيضاً محاولة الاتصال به، لأنه سيساعد في مواجهة الملالي (الحكومة الإيرانية) في طهران من خلال خلق علاقة أقوى بين الجمهوريات التركية وإسرائيل والعالم العربي. كما ويمكننا الاتصال بها عبر تركيا بالعبّارة ومن ثم لدينا مجموعة أخرى من القطارات التي تنطلق من إسرائيل إلى الأردن والسعودية ومن هناك إلى الإمارات. وفي عصرنا هذا يمكن تحقيق هذا الأمر.
وسيساعد ذلك في توسيع التجارة بين الصين والجمهوريات التركية وإسرائيل والدول العربية.

وإسرائيل والسعودية والأردن يعلمون من الماضي أنه يجب أن يكون لديهم خط سكة حديد يربط إسرائيل بدول الخليج، وهم يتحدثون عن هذه المسألة ويفكرون فيها باستمرار. إنهم يعملون بالشاحنات والحاويات التي جهزتها، بحيث تنقل الحاويات من أبو ظبي إلى إسرائيل، والطريق يمر عبر السعودية، ثم الأردن إلى حيفا. وهذا يعني أنه يمكن أن يكون لدينا قطار ينطلق من أوروبا إلى تركيا ومن هناك يمكن أن تذهب السفن إلى حيفا ومن حيفا إلى الأردن والسعودية ومن هناك إلى دول الخليج ويمكنها العودة في الاتجاه المعاكس.

أنا الآن في بلغاريا وللتحقق من عملية تسهيل هذا الاتصال، وبعد ذلك يمكن أن تبدأ صفقة المملكة العربية السعودية مع إسرائيل بخط سكة حديد جديد مثل الخط مع الحجاز خلال العهد العثماني. وأهل الحجاز يريدون تكراره مرة أخرى. وهذا متاح في خطة “اتفاقيات إبراهيم” و در آینده نیز اتفاق خواهد افتاد.

المصدر: مدونة أيوب قرا حول الممر الأوسط

أيوب قرا، سياسي ووزير الاتصالات السابق في الكيان الصهيوني

توضيح:
إن أحد بنود اتفاقيات إبراهيم هو إقامة تعاون وعلاقات ودية بين الكيان الصهيوني والدول العربية في الخليج، وخاصة البحرين والإمارات.

هامش:
تسعى إسرائيل منذ سنوات عديدة إلى إقامة علاقات عميقة مع دول آسيا الوسطى بأساليب ونماذج مختلفة. وعلى سبيل المثال، كانت علاقات إسرائيل مع كازاخستان في المجالات العسكرية والأمنية وكذلك الطاقة قوية للغاية، وكانت هناك زيارات رفيعة المستوى بين الكيان الصهيوني وكازاخستان في الماضي.

وفي بلد مثل أوزبكستان، يعد وجود “جالية كبيرة من اليهود الطاجيك من بخارى” أمراً مهماً جداً لإسرائيل، وقد سعوا دائماً للتأثير والفاعلية عليهم، وكذلك تحت غطاءهم، ضمن مجتمع آسيا الوسطى.

وغني عن القول أن إسرائيل لديها علاقات سرية أكثر في طاجيكستان، بحيث أنه وفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، كان أحد أسباب هذا الارتباط هو مساعدة حكومة هذا البلد في قمع وتدمير الجماعات الإسلامية القريبة من إيران، في طاجيكستان، ونتيجة لذلك، يمكنها التنافس والتغلب على نفوذ ومكانة الجمهورية الإسلامية في هذه المجتمعات.

والآن، بسبب الحساسية التي نشأت ضمن دول آسيا الوسطى، نشهد تواجداً ودوراً قوياً لمختلف الدول في تطورات هذه المنطقة الجغرافية. وكان نشاط وتأثير أمريكا والدول الأوروبية ودول الخليج، وخاصة السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، ملفتاً للنظر، والآن تظهر تركيا أيضاً نفوذها وقوتها في هذه المنطقة بوسائل مختلفة.
حيث أن إحدى مبادرات تركيا في هذه المنطقة هي إنشاء وتشغيل “الممر الأوسط”، الذي جذب انتباه الدول الأخرى ولاقى ترحيباً جدياً من قبل الأوروبيين والولايات المتحدة.

وبالنظر إلى حاجة إسرائيل لمنطقة آسيا الوسطى، سواء من وجهة نظر الموارد المطلوبة أو تحديد ساحة لعب جديدة للمواجهة مع جمهورية إيران الإسلامية، وكذلك تأثير هذا الكيان في المنطقة، لا سيما في أذربيجان والتي هي واحدة من أهم البلدان المطالبين بخطة “الممر الأوسط” ومحاولة هذا الكيان لإيجاد أي صلة مع هذه الخطة مفهومة تماماً.
والآن، وبحسب أقوال أيوب قرا، وزير الاتصالات الأسبق في الكيان الصهيوني، من السهل القول إن هذه الخطة هي أساساً لعزل روسيا وإيران عن الطريق الاقتصادي السريع في هذه المنطقة.
ومن ناحية أخرى، يبدو أن المهم بالنسبة للصين في مجال الدبلوماسية الخارجية هو الحفاظ على قوتها الاقتصادية وتصدير منتجاتها وتسويقها، حيث أنه أمر يمكن تصوره بأن الصين ستمضي في خطة الممر الأوسط.
على الرغم من أن قدرة هذا الممر وكذلك تنفيذ هذه الخطة وفقاً لتصريحات بعض الخبراء أمر مثير للجدل إلى حد ما، إلا أن هذه الجهود فقط يمكن اعتبارها بمثابة إنذار خطير لمكانة إيران وروسيا في المنطقة، الأمر الذي يتطلب المزيد من انتباه المسؤولين ومراجعة سياسات إيران الإقليمية.

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *