سؤال من الجمهور: هل تصطدم تركيا بإيران شمال حلب؟ وهل انسحبت القوات الإيرانية من شمال حلب؟

السبت 3 ديسمبر 2022 - 14:19
https://arabic.iswnews.com/?p=28701

انتشرت خلال الأيام الأخيرة أنباء حول هجوم تركي على شمال سوريا وانسحاب القوات المدعومة من إيران من شمال حلب وأنباء مماثلة لذلك. ولكن الواقع الميداني على الأرض في شمال سوريا يروي قصة أخرى.

تتحدث تركيا منذ عدّة أيام عن قضايا أمنية ومحاربة الجماعات الإرهابية في شمال سوريا بذريعة الانفجار الذي وقع في شارع استقلال في اسطنبول في 13 تشرين الثاني \ نوفمبر. وقد قوبلت هذه القضية بردود فعل متباينة من روسيا وأمريكا والأكراد والحكومة السورية وكذلك من “إيران”.

حيث أن موقف روسيا من العملية المحتملة لتركيا في شمال سوريا، رغم إدانتها، مؤشر على وعودهم الفارغة لأردوغان خلال اتفاق 2019. فخلال تشرين الأول / أكتوبر 2019، وقعت روسيا وتركيا اتفاقية من 10 بنود، كان من أهم بنودها انسحاب المجموعات الكردية لمسافة تصل إلى 30 كيلومتراً عن الحدود الجنوبية لتركيا، ونشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية. ولكن الروس فشلوا في تنفيذ هذا البند من الاتفاقية وأعربت السلطات التركية عدّة مرات عن استيائها من هذا الوعد الفارغ.
وموقف الأمريكيين من الصراع بين المجموعات الكردية وتركيا مزدوج كما كان في الماضي، ورغم معارضتهم للعملية التركية المحتملة، إلا أن مشاوراتهم مستمرة لانسحاب الكرد من مناطق مهمة مثل منبج وتل رفعت، وعين العرب (كوباني)، …. إلخ. وبالطبع، هذه القضية يُتابعها الروس أيضاً، ويمكن اعتبارها القاسم المشترك بين الأمريكيين والروس في شمال سوريا.

اقرأ المزيد: ما هي شروط الأتراك الثلاثة لإيقاف اعتداءاتها العسكرية في الشمال السوري؟؟

لكن إيران والحكومة السورية، على عكس مواقفهما السابقة، تبنتا الصمت الذكي، وهو غطاء مناسب لأعمالهما في الميدان. وهذه التحركات تتماشى مع الواقع الميداني لشمال سوريا وتظهر عزم إيران وسوريا الجاد على تثبيط العملية التركية المحتملة.
ومن بين الأهداف التي أعلنتها تركيا لعمليتها البرية، تعتبر مدينتي منبج وتل رفعت أكثر أهمية بالنسبة لمحور المقاومة. حيث أن الحفاظ على محافظة حلب، ومنع حصار مدينة حلب، والسيطرة على طريق حلب – الحسكة الدولي، وهو الطريق الأسرع والأفضل والأقرب في شمال سوريا، والسيطرة على الموارد المائية لنهر الفرات وسد تشرين وما إلى ذلك هو من ضمن أسباب أهمية هذه المنطقة بالنسبة لإيران وللحكومة السورية. لذلك، إذا كانت تركيا تهدد مصالح المقاومة هذه، فهناك احتمال للصراع بين قوى المقاومة والجيش التركي.

وفيما يخص السؤال الثاني، يجب أولاً أن نذكر الإطار العسكري للمقاومة في سوريا. وبحسب قرارات قيادة قوات المقاومة في سوريا، فإن مسؤولية الحفاظ على الخطوط الأمامية ملقاة على عاتق قوات الجيش السوري، وقوات المقاومة، بما فيها وحدات الدفاع الوطني السورية، والفاطميون، ومستشاري حزب الله، … إلخ منظمة تحت مسمى “قوات ذو الفقار”، ولديهم دعم شامل (استخبارات، صواريخ، طائرات مسيرة، إلخ) من الجيش السوري في جبهات حلب. والآن، ربما تحركت هذه القوات وغيرت تشكيلاتها في الخطوط الأمامية، بما في ذلك منطقة تل رفعت، وهذا ليس مثالاً للانسحاب من تلك المنطقة.

بشكل عام، تتسم مواقف إيران والحكومة السورية من التطورات في شمال سوريا بدرجة عالية من الوحدة والتنسيق، الأمر الذي كبّل أيدي روسيا أمام تبني مواقف أحادية الجانب. كما ستضطر قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وخاصة المجموعات الكردية، إلى المقاومة والتعاون مع الحكومة السورية وذلك من أجل مواجهة الهجمات التركية، لأن الولايات المتحدة غير فاعلة في دعمها ضد الهجمات التركية، وليس لدى الروس حل لهذا الوضع باستثناء محادثات مخيبة للآمال.

اقرأ المزيد: آخر الأوضاع العسكرية شمال حلب؛ العد التنازلي لبدء عملية تركية ضد الميليشيات الكردية؟!

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *