سوء فهم علييف لحسن نيّة إيران

السبت 3 ديسمبر 2022 - 13:03
https://arabic.iswnews.com/?p=28685

لا تزال أذربيجان تفكر في إنشاء ممر زنغه زور ولا تتردد في بذل أي جهد من أجله. وهذه المرة من خلال إقامة مؤتمر “الممر الأوسط؛ الجغرافيا السياسية والاقتصاد والأمن” في جامعة آدا في باكو. وبحسب تقرير موقع Telegraph Az، فإن الرئيس الأذربايجاني إلهام علييف يوم الجمعة 25 تشرين الثاني \ نوفمبر وفي بداية هذا الاجتماع، مؤكداً على إنشاء ممر زنغه زور لربط الطريق القصير من تركيا، نخجوان إلى ميناء باكو، زعم: “لقد ناقشنا مع روسيا افتتاح ممر زنغه زور. وإيران لن تمنع ذلك، ولن يكون لدى أرمينيا القدرة على منعه”.

كما تحدث عن علاقته بجمهورية إيران الإسلامية وقال “لقد عايشت فترات الرؤساء الثلاثة السابقين لإيران خاتمي (السيد محمد خاتمي) وأحمدي نجاد (محمود أحمدي نجاد) وروحاني (حسن روحاني). وخلال هذه الفترة لم نشهد مثل الوضع الحالي. حيث أجرت إيران مناورتين عسكريتين على الحدود في غضون أشهر قليلة. ولم يسبق أن تم التعبير عن هذا المستوى من الكراهية والتهديدات اللفظية ضد أذربيجان.”

كما وادعى علييف حول تجمع قوات جيش هذا البلد وإجراء مناورة عسكرية مركّبة على الحدود الإيرانية: “لقد قمنا بالرد على كل عمل ضد اذربيجان وسنرد بعد ذلك أيضاً. وقد اضطررنا لإجراء مناورات عسكرية على حدود إيران لإظهار الشجاعة. نحن نفعل كل ما هو ضروري لحماية وجودنا، أذربيجان والأذربيجانيين، بما في ذلك الأذربيجانيون الذين يعيشون في إيران، والتنمية العلمانية للأذربيجانيين في العالم. إنهم جزء من عرقنا”.

ووفقاً لتطورات العالم الاسلامي يبدو أن كلام إلهام علييف جاء رداً على رسالة علي أكبر ولايتي عضو المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني. حيث أكّد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، أن العلاقات بين إيران وجمهورية أذربيجان في مدونة نشرتها وسائل إعلام إيرانية منذ فترة “خلال الأسابيع الأخيرة، نشر البعض بدافع الجهل والبعض عن بقصد ترويج شائعات بأن إيران تريد الحرب مع جمهورية أذربيجان. هذا هو أبشع افتراء ضد إيران. إيران ليس لديها خطط لمهاجمة أي دولة مجاورة، سواء في القوقاز أو في أي مكان آخر، وخاصة جيرانها، وخاصة الأشخاص من نفس الجنس والعرق واللغة والدين والمذهب والتقاليد والتاريخ، أي أن شعب أذربيجان هم نور أعيننا.”

وقد بُعثت رسالة علي أكبر ولايتي للجانب الأذربيجاني في موقف اعتبر فيه إلهام علييف حسن النوايا وضبط النفس في هذه الرسالة بمثابة ضعف إيران وتراجعها، وبالتالي أصرّ على استمرار كلامه وسلوكياته الهدامة.

وظهر ذات النهج لعلييف في شكل تقرير على قناة “آذ تي في” الحكومية (Social TV). حيث يذكر هذا التقرير أن حكومة جمهورية إيران الإسلامية تنهار وتتعامل مع تداعيات هذا الانهيار، وقد تم تسليط الضوء فيه على موضوع مصير المناطق المأهولة بالسكان الأذريين. كما وعرضت هذه القناة خرائط مشابهة لخطة كوندوليزا رايس لتقسيم دول الشرق الأوسط.


كما وصل إلى باكو وفد يُدعى المجلس الانتقالي لأذربيجان الجنوبية وعقد اجتماعات في مزار حيدر علييف وظريفة حيدر إيفا وسيد جعفر بيشه وري. وانتهى هذا الاجتماع الذي استمر 3 أيام يوم الأربعاء 30 تشرين الثاني \ نوفمبر.

وبالنظر للتحركات في جمهورية أذربيجان، يبدو أن إلهام علييف يقوم بعمله في إطار خارطة طريق محددة ويريد حصة محددة من مناطق شمال وشمال غرب إيران. لذلك ومن خلال جميع الوثائق والأدلة على السلوك العدائي والموجه لجمهورية أذربيجان، لا يوجد حتى الآن أي نهج رسمي من جمهورية إيران الإسلامية للرد على هذه الفتنة.

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *