صراع نفوذ وتصفية وجود.. “تحرير الشام” على أعتاب عفرين شمالي حلب

الخميس 13 أكتوبر 2022 - 13:38
https://arabic.iswnews.com/?p=26278

يسود جو من الهدوء الحذر والترقب اليوم الخميس، يتخلله حالة تخوف كبيرة لعموم المدنيين في مركز مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، مع أنباء عن نية “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها دخول المدينة، بعد تطويقها من الجهتين الغربية والجنوبية الشرقية، في وقت يتواصل القصف المدفعي الذي يستهدف وسط مدينة الباب شرقي حلب.

تحرير الشام تحاصر عفرين

قالت مصادر محلية في مدينة عفرين، إن المدينة باتت شبه محاصرة من محورين رئيسيين من قبل “هيئة تحرير الشام” وفصائل “الحمزة والسلطان سليمان شاه” بعد سيطرتهم على منطقة الباسوطة والقرى المحيطة بها جنوب شرق المدينة، إضافة لتوسعهم من جهة جنديرس وسيطرتهم على مركز المدينة.
ويسود حالة تخوف كبيرة في الشارع المدني بمدينة عفرين التي تغص بعشرات الآلاف من المدنيين من مختلف المحافظات، مع الأنباء التي تتحدث عن تحضيرات للفصائل المهاجمة لدخول المدينة، في وقت تشهد المدينة حركة نزوح كبيرة لمئات العائلات باتجاه شمالي حلب.

مصلحة تركية في الاقتتال؟

لا تزال تركيا تقف على الحياد أمام ما يجري في مناطق تخضع عملياً لسيطرتها، وبين فصائل تخضع لها بشكل أو بآخر، ما يدفع للتساؤل حول هذا الصمت التركي.
إذاً أن تكون الفصائل المسلحة في أضعف حالاتها فهذا يعجل بالذهاب إلى طاولة الحوار بين “المعارضة” والدولة السورية، خارج إطار جنيف والقرار الدولي 2254.
في حين يقول ناشطون أن تركيا تقوم بتجييش غير مباشر للفصائل التابعة لها لضرب الفصائل التي ترى أنها تتمرد عليها، مستخدمة في ذلك عصاها التأديبية “تحرير الشام”، والتي جاء تحركها للضغط على “الفيلق الثالث”، الذي هاجم مقرات “الحمزة” في الباسوطة ومناطق من ريف عفرين.

“سليمان شاه” تسيطر على بلدة معبطلي

سيطرت “فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) على بلدة معبطلي التابعة لمنطقة عفرين شمال غربي حلب.
وقالت مصادر إعلامية إن “الفرقة” سيطرت على البلدة بعد انسحاب قوات “الفيلق الثالث” منها. وأضافت المصادر أن الانسحاب جاء بعد تخوف “الفيلق الثالث” من محاصرة عناصره داخل البلدة.

“تحرير الشام” تسيطر على بلدة جنديرس ومعبر الحمام

أفادت مصادر محلية بأن “هيئة تحرير الشام” بسطت سيطرتها على بلدة جنديرس ومعبر الحمام مع تركيا والقرى المحيطة، بعد معارك مع “حركة التحرير والبناء” استمرت لساعات على عدة محاور. وتسللت “تحرير الشام” عبر نقاط أخلاها “فيلق الشام” إلى تل سلور ومنها توغلت الى البلدة.
وأشارت المصادر أن عفرين شهدت استنفاراً عسكرياً لفصائل الفصائل المسلحة، وسط أنباء عن هروب سجناء من سجن “معراتة” قرب المدينة، حيث قام مجهولون بفتح بعض زنازين السجن مستغلين حالة الفوضى.

ضحايا مدنيين بقصف “الحمزة” أطراف مدينة الباب

قضت امرأة وأصيبت طفلة بقصفٍ مدفعي لـ”فرقة الحمزة” (الحمزات) على أطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
وقالت مصادر محلية إنّ “الحمزات” المتمركزين في جبل الدير – الواقع بين مدينة الباب وبلدة قباسين شمال شرقي المدينة – استهدفوا أطراف الباب بقذائف “هاون”، ما أدّى إلى مقتل امرأة سقطت قذيفة على منزلها، وأصيبت طفلة في حي الصناعة بالمدينة.
ومن غير الواضح بعد متى يمكن أن تتوقف هذا الاشتباكات، فحتى الآن لا تزال مستمرة والأوضاع تزداد خطورة وهناك العديد من الاحتمالات لتبدل مناطق السيطرة خاصة لحساب “تحرير الشام”، وعلى الرغم من ذلك كله فإن المدنيين في تلك المناطق هم ضحية كل ما يجري.
وكانت اندلعت اشتباكات عنيفة يوم الأربعاء 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، بين الفصائل المدعومة من تركيا ممثلة بـ”الفيلق الثالث” من جهة، و”هيئة تحرير الشام” المساندة لمكونات “فرقة الحمزات والسلطان سليمان شاه، من جهة أخرى، على عدة محاور أبرزها دير بلوط والباسوطة، استخدمت فيها الدبابات والصواريخ المضادة للدروع، وخلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، إضافة لإصابات بين المدنيين وسجل سقوط ثلاث نساء ضحية الاشتباكات.

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *