أردوغان يرحب بالصهاينة بحفاوة في أنقرة

الخميس 10 مارس 2022 - 22:30
https://arabic.iswnews.com/?p=15667

أفاد موقع تطورات العالم الاسلامي بأن رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتصوغ وصل إلى تركيا في زيارة تستغرق يومين بدعوة من رجب طيب أردوغان.

وصل رئيس كيان الاحتلال إلى العاصمة أنقرة، يوم الأربعاء 9 آذار / مارس 2022، بدعوة رسمية من الرئيس التركي.

وفي هذه الرحلة التي تستغرق يومين، يسعى إسحاق هرتصوغ إلى تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل. حيث كانت آخر زيارة رسمية لرئيس للاحتلال إلى أنقرة قبل 14 عاماً في عهد شمعون بيريز، حيث تعتبر هذه الزيارة غير مسبوقة من حيث مضمونها.

وقد أقيم حفل استقبال لإسحاق هرتصوغ في مطار أنقرة بشكل مميز. حيث كان موكب الشرف من الخيالة ويحملون علمي إسرائيل وتركيا ورافقوا موكب إسحاق هرتصوغ حتى القصر الرئاسي في أنقرة.

وقبل يوم من وصول الرئيس الإسرائيلي، رفعت بلدية أنقرة الأعلام الإسرائيلية في الساحات والشوارع وطريق الاستقبال. وفي الساعات الأولى من الليل أنزل الإسلاميون ومزقوا عدداً من هذه الأعلام واستبدلوها بالعلم الفلسطيني تضامناً مع فلسطين.

وقد وضعت الحكومة التركية بروتوكولات أمنية صارمة للترحيب بهرتصوغ لمنع أي تجمع محتمل وذلك بسبب حساسية الرحلة والانتقادات بين الشعب ووسائل التواصل الاجتماعية لهذه الزيارة.

ومع ذلك نظم قسم من الشعب مسيرات احتجاجية على زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا وأضرموا النار بعلم الكيان الصهيوني ورددوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

الشعب التركي ينزل العلم الإسرائيلي

وكتبت وكالة أنباء الأناضول عن طريقة استقبال هرتصوغ: حضر مراسم استقبال رئيس إسرائيل 16 جندياً وعلماً يرمز للـ16 حكومة تركية. وبعد إطلاق 21 قذيفة مدفعية رمزية، تم عزف النشيد الوطني لتركيا وإسرائيل.

كما وقدّم أردوغان وهرتصوغ الوفدين المرافقين لبعضهما البعض ثم التقطوا الصور على درجات المجمع الرئاسي أمام علمي البلدين. وقد حضر المراسم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ورئيس الشؤون الإدارية للاتصالات متين كراتلي والمتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين ومحافظ أنقرة واصب شاهين.

وعقب الاجتماع، تحدث أردوغان وهرتصوغ في مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة حول عدد من القضايا، من بينها العلاقات التركية الإسرائيلية.

إسحاق هرتصوغ ورجب طيب أردوغان في المؤتمر الصحفي

قال رئيس تركيا في بداية خطابه: إنني على ثقة من أن الزيارة التاريخية للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ ستكون نقطة تحول جديدة في العلاقات بين الجانبين. وهدفنا المشترك مع إسرائيل هو إحياء الحوار السياسي بين الجانبين على أساس المصالح المشتركة والحساسيات المتبادلة.
وقال: إن تطوير العلاقات التركية الإسرائيلية وتعزيزها أمر بالغ الأهمية لكلا الجانبين وكذلك السلام والاستقرار في المنطقة. وإحلال السلام والهدوء والمشاركة في ثقافة التعايش في المنطقة هي في أيدينا!

وقد انعقد المؤتمر الصحفي لأردوغان-هرتصوغ في وقت لم تتوقف فيه قضية هبوط الليرة التركية أمام العملات الأخرى.

حيث أن جذور هذه القضية مرتبطة بشخص رجب طيب أردوغان. حيث يحاول تولي قيادة الدول الإسلامية والأتراك والدخول في معركة مع القوى العظمى بقوة كبيرة حول مختلف القضايا. وبعد جدال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن إهانات نبي الإسلام، دعا الرئيس التركي المسلمين إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.

في الحقيقة هذا الصراع اللفظي موجود منذ الماضي ، وبدايته مرتبطة بالاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن على يد العثمانيين، حيث أثارت تركيا المذبحة الفرنسية بحق الشعب الجزائري. وبطبيعة الحال، فإن قضية المعارضة الفرنسية لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي هي قضية مهمة أخرى تحاول حكومة أردوغان مقاومتها. وإذا نظرنا إلى الموضوع من هذا المنظور، فإن تصريحات أردوغان كانت استعراضاً للقوة.

كما وكان له صراع شفهي مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول مسألة شراء الأسلحة الروسية ومن ضمنها منظومة s-400 الدفاعية وإلغاء صفقة شراء مقاتلات F-35 مع الولايات المتحدة. حيث أدى شراء الأسلحة الروسية إلى عقوبات اقتصادية أمريكية على الصناعات الدفاعية التركية.

و تحاول تركيا تقليص اعتمادها العسكري على الأسلحة الغربية وخاصة الأسلحة الأمريكية، التي لم تعد تروق لحلفائها.

وأدى عجز الموازنة بأكثر من 23.5 مليار دولار والتضخم بأكثر من 20%، وتدخل الرئيس في السياسة النقدية للمصرف المركزي وخفض أسعار الفائدة المصرفية في مواجهة التضخم، إلى انخفاض حاد في الليرة التركية منذ أواخر 2020.

حيث أن دولار أمريكي واحد يعادل 14 ليرة و 63 قرشاً. وضمن هذه الظروف، ذهب أردوغان في أواخر عام 2021 أولاً إلى الكنيس اليهودي التركي، بسبب الانخفاض الحاد في قيمة الليرة، حيث انخفضت قيمة عملة هذا البلد، ولكن هذه العملية لم تتوقف بعد.

كما ويسعى الآن إلى تطبيع العلاقات السياسية مع إسرائيل، وتوسيع التجارة الثنائية والتعاون في مجال الطاقة. حيث كانت مسألة استخراج موارد النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط ​​حول قبرص والمنطقة المتنازع عليها مع لبنان أحد الأشياء التي ستظهر قريباً في العلاقات بين الحكومتين. حيث تلقى مولود جاويش أوغلو دعوة للسفر إلى تل أبيب الشهر المقبل خلال زيارة إسحاق هرتصوغ لأنقرة كما وسيتوجه وزير الطاقة التركي قريباً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتجدر الإشارة إلى أن علاقة تركيا مع إسرائيل توترت بعد هجوم الجيش الصهيوني على قافلة الحرية في عام 2010. حيث كانت القافلة ستنقل مساعدات من 40 دولة من ميناء أنطاليا التركي إلى قطاع غزة. وخلال هذا الهجوم الذي وقع في المياه الدولية قُتل تسعة أتراك في اشتباك على سفينة ماري مرمرة. حيث كان أردوغان يخطط في الوقت ذاته لمشروع قيادة العالم الاسلامي والذي فشل بالهجوم الإسرائيلي.

وتجدر الإشارة إلى أن أحد خيارات تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية هو طرد أعضاء حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس.

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *