لماذا تأخذ دولة نفطية مثل فنزويلا البنزين من إيران؟!
غداً سيكون عيداً لدى فنزويلا وذلك لأنه ستصل غداً أول حمولة من البنزين ومشتقاته الإيرانية إلى فنزويلا وستملأ 1800 محطة بنزين فنزويلية خالية وستنعش الصناعة النفطية الفنزويلية الخاضعة للعقوبات.
والعديد يتساءلون أليست فنزويلا دولة نفطية فلماذا تحتاج لمنتجات إيران النفطية؟
والجواب هو بأن البنزين المُنتج من قبل فنزويلا وبسبب تعطيل أغلب وحدات التكرير فإن الأوكتان لديها ذو نسب منخفضة وامتناع الشركات النفطية من عرض خدماتها ومنتجاتها النفطية على الصناعة النفطية الفنزويلية بسبب العقوبات الأمريكية على فنزويلا وبشكل عملي فقد توقفت مصافي التكرير الفنزويلية عن العمل. وعلى الرغم من أن فنزويلا تعتبر بلداً مُصدراً للنفط ولكن في الماضي فإن المواد اللازمة للإنتاج النفطي لفنزويلا من النفط الخام كان يتم تأمينها من الشركات الأمريكية…
ومن المثير للإهتمام أن تعلموا بأنه في الوقت الراهن وبسبب العقوبات الأمريكية النفطية والمالية الشديدة التي أدّت لقطع ارتباط فنزويلا بالسوق الأمريكية النفطية وحتى النظام المالي الأمريكي؛ حالياً يتم الاستفادة فقط من 10% من 1.3 مليون برميل نفط تنتجه فنزويلا يومياً بسبب توقف المصافي النفطية عن العمل.
ولكن الصادرات من المنتجات النفطية الإيرانية ومشتقاتها إلى فنزويلا وكذلك معدات العوادم والتي مؤخراً باتت تُصدّر لفنزويلا ستساعد هذا البلد حتى يتمكن من تشغيل مصافيه بطاقة أكبر ويرفع نسبة الأوكتان ويرفع من جودة الوقود الذي ينتجه وكما أن الشحنة الكبيرة من البنزين المُرسلة لفنزويلا سوف تلبي احتياجات هذا البلد لفترة جيدة.
وفيما يتعلق بالعقوبات المالية يجب أن تعلموا بأن أمريكا حظرت جميع الحسابات المالية الفنزويلية وعلى عكس القانون الدولي منحت التحكم بالحسابات المصرفية الفنزويلية في أمريكا لرئيس جمهورية غير شرعي وجعلته يتصرف بها وهو خوان غايدو. ومن جهة أخرى فقد اتبعت المصارف الأوروبية السياسة الأمريكية والتي هي تابعة للسياسة الأمريكية وعرقلت التعاملات المالية الفنزويلية.
وعليه وبالنظر لعدم قدرة فنزويلا التحكم بحساباتها بشكل swift أو أي نظام دفع مالي آخر فإن هذا البلد لايمكنه الشراء بأي شكل من الأشكال وحتى في حال تمكن من ذلك فإن أمريكا ستضع التعاملات بيد خوان غايدو!
ومن هذا المنطلق فإن البلد الوحيد الذي يمكنه مساعدة فنزويلا وهو أيضاً تحت العقوبات هو إيران. وذلك لأنه في مثل هذه الصفقة لايحتاج الأمر لتعاملات مالية بين الدولتين وبشكل عملي فإن العقوبات الأمريكية لن تؤثر على هذه العملية أبداً. ويحتاج الأمر إلى قدر كبير من “الشجاعة والرجولة” وهذا الأمر موجود وبشكل كبير لدى الإيرانيين! وحالياً نشهد صفقة مربحة للطرفين حيث أن إيران تلقت كمية كبيرة من الذهب وأرسلت منتجات نفطية وبعض المعدات إلى فنزويلا.
ضعوا بذهنكم بأن قصة العقوبات على فنزويلا وإرسال المساعدات النفطية الإيرانية هي بداية لسلسلة من الأحداث المهمة والتي ستؤثر تبعاتها ببطىء على أمريكا!
تعليق