تعرّف على اليمن بشكل أفضل؛ لمحة عن موقعية محافظة مأرب في اليمن
فهم ودراسة موقعية محافظة مأرب ودور هذه المحافظة في التطورات اليمنية
مأرب هو اسم محافظة تاريخية وهامة في اليمن وتتألف من 14 مديرية وأكثر من 250 ألف نسمة يسكنها ومساحتها 17405 كيلومترات مربعة.
وكانت مأرب عاصمة اليمن (سبأ) منذ 650 قبل الميلاد وحتى 115م ومايزال القصر والسد التاريخي موجودان بمأرب والمعروفان بتلك الفترة.
يختلف مناخ هذه المحافظة في المناطق الجبلية والصحراوية وعلى الرغم من الجفاف فإن الزراعة وتربية الحيوانات تعتبر النشاط الرئيسي لسكان هذه المحافظة.
وتمتلك مأرب العديد من الموارد النفطية والغازية وفيها محطة لتوليد الكهرباء. حيث كانت مأرب حتى عام 2014م ترسل الكهرباء والغاز والنفط لكافة المحافظات اليمنية ومع بداية الحرب باتت هذه العملية تواجه صعوبات.
ووفقاً لتقرير مصادر محلية فإن مصفاة صافر والتي هي مصدر النفط والغاز بمحافظة مأرب تُنتج سنوياً أكثر من 700 ألف طن غاز و18 ألف برميل نفط في اليوم.
ولصافر خطا توليد رئيسيان حيث يمر الأول من صنعاء ويعبر محافظة ذمار ويوصل النفط لميناء رأس عيسى بالحُديدة والآخر هو أنبوب غاز والذي يصل لميناء بلحاف على سواحل جنوب اليمن بعبوره من محافظة شبوة.
وكما يوجد خطان داخليان آخران، أحدهما ينقل النفط لصنعاء والآخر يوصل الغاز لغرب مدينة سيئون في محافظة حضرموت.
يسكن في مأرب عدد من القبائل وثلاثة منهم يعتبرون من القبائل اليمنية الكبيرة.
حيث أن قبائل مراد وعبيدة يدعمون حكومة عبد ربه منصور هادي المخلوعة في حرب اليمن وذلك بسبب المعتقدات الدينية وأفكارهم الخاصة (الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح) وكذلك الدعم المالي السعودي لزعمائهم.
وبدأوا بقتال اللجان الشعبية وقبيلة خولان (الذين يسكنون في مديريات صرواح وحريب قراميش) في الحرب بعد انتقال القوات والمعدات الكثيرة للتحالف السعودي لمأرب في عام 2015م.
أصبحت مأرب خلال السنوات الأخيرة مركزاً وقاعدة رئيسية لجنود منصور هادي والتحالف السعودي ولذلك قامت اللجان الشعبية حتى الآن بعدد من الهجمات الصاروخية العنيفة على قواعد التحالف في هذه المحافظة. ويمكن الإشارة لبعض هذه الهجمات:
1- هجوم القوة الصاروخية للجان الشعبية بتاريخ 4 أيلول 2015م على القاعدة في أطراف صافر والتي أدّت لمقتل 52 إماراتياً و10 سعوديين و5 بحرينيين وعدد من قوات منصور هادي.
2- هجوم القوة الصاروخية للجان الشعبية على نفس هذه القاعدة بتاريخ 14 أيلول 2015م والتي أدّت لمقتل 23 سعودياً و18 سودانياً و9 مغاربة و7 إماراتيين.
3- هجوم القوة الصاروخية للجان الشعبية على قاعدة النصر شمال مدينة مأرب بتاريخ 18 كانون الثاني 2020 والتي أدّت لمقتل 111 شخصاً. (في الحقيقة لم تتبنى اللجان الشعبية مسؤولية هذا الهجوم.)
بشكل عام لأهمية محافظة مأرب في الوضع الحالي لليمن نقطتان:
“ألف- المصادر النفطية والغازية: طالبت اللجان الشعبية في المفاوضات بالتوزيع العادل للإيرادات من هذه الموارد واستقرار نشاط خط أنابيب النفط لصنعاء.
ب- تحويل مدينة مأرب لقاعدة لحزب الإصلاح وحكومة منصور هادي المخلوعة: لاتسعى اللجان الشعبية لإزالة حزب الإصلاح من اليمن وتفاعلت معه بطرق مختلفة للسلام ولكن بسبب تأثير أمراء الحرب وممارسة السعودية لسلطتها سلب منهم استقلالية الرأي.”
وقد حولت اللجان الشعبية توجهها إلى مأرب وذلك لتفادي هاتين النقطتين الباعثتين على تعزيز قاعدة حكومة عبد ربه منصور هادي المخلوعة في اليمن.
وفي حال لم يتحقق ذلك عن طريق مفاوضات اللجان الشعبية مع الجناح المعتدل لحزب الإصلاح (والتي تعتمد على سلطة قبائل مأرب) فإن العمليات العسكرية للجان الشعبية ليست بالبعيدة.
هامش: سنوافيكم بدراسة للسيناريوهات المحتلمة وتفاصيل عمليات اللجان الشعبية في مأرب فيما بعد.
تعليق