خريطة لآخر أوضاع خطوط التماس في سوريا |خريطة كاملة| حتى تاريخ 22 شباط 2020
تقرير حول سير آخر التغييرات العسكرية في سوريا خلال الأشهر الماضية
شمال غرب سوريا
بدأ الجيش السوري عمليات عسكرية كبيرة وكانت محط أنظار العديد من المراقبين وتحت اسم “فجر ادلب” من تاريخ 3 أيار 2019م في شمال غرب سوريا ومنطقة ادلب حتى تاريخ 30 آب 2019م حرر فيها مناطق واسعة ومهمة في جنوب محافظة ادلب وشمال غرب محافظة حماة من يد الإرهابيين. حيث امتدت العمليات ما يقارب الأربعة أشهر وعشرة أيام وقد تم تحرير مدن مهمة خلال هذه المدة الزمنية مثل قلعة المضيق وكفر نبودة وكفر زيتا ومورك وخان شيخون.
بشكل عام فإن عمليات الجيش السوري في منطقة ادلب شملت مرحلتين رئيسيتين إلى الآن. المرحلة الأولى وتم خلالها تحرير شمال حماة وبعض الأجزاء من جنوب ادلب والمرحلة الثانية تقدّم في داخل محافظة ادلب وحرر مايقارب ال 50% من مساحة محافظة ادلب وجزء كبير من جنوب غرب محافظة حلب.
وكانت المرحلة الثانية لعمليات الجيش السوري تحت اسم “فجر ادلب2” وبدأت بتاريخ 19 أيلول 2019م. حيث كانت هذه المرحلة من العمليات مختلفة عن المرحلة الأولى حيث كان التعاون أكبر مع قوات المقاومة والقوات الإيرانية ومحور المقاومة أي الفاطميون والزينبيون وحزب الله و….الخ وأخذت مهامها الرئيسية من العمليات في أطراف مدينة حلب وأخذ الجيش السوري على عاتقه التقدم داخل ادلب.
حتى الآن مرّ مايقارب الشهرين وثلاثة أيام منذ بداية المرحلة الثانية لعمليات الجيش السوري في المنطقة وتم تحرير مساحة تناهز ال2000 كيلومتر مربع من يد الإرهابيين.
ومن الإنجازات الرئيسية المهمة للعمليات حتى الآن تحرير اوتستراد حلب-دمشق بالكامل أو المعروف بM5 بعد ثمان سنوات وتحرير عشرات المناطق المهمة والاستراتيجية من ضمنها معرة النعمان وسراقب. وكذلك تطهير كامل غرب حلب من تواجد الجماعات الإرهابية على اختلافها وطردهم بعيداً عن المدينة حيث تحررت مدينة حلب بالكامل بعد سنوات من تواجد الإرهابيين وتهديداتهم.
وفي الوقت الراهن توقف تقدم الجيش السوري في منطقة ادلب ويبدو أن المباحثات في المنطقة ستحدد القرار النهائي بشأن استمرار العمليات أو بداية هدنة مؤقتة من أجل تنظيم وضع الإرهابيين.
*المناطق المحررة في منطقة ادلب مشار إليها بالخط الأسود على الخريطة.
شرق سوريا
شنّ الجيش التركي بتاريخ 9 تشرين الأول 2019م عمليات عسكرية جديدة تحت اسم “نبع السلام” على الحدود الشمالية لسوريا في شرق الفرات بين رأس العين وتل أبيض ضد القوات الكردية.
وتمت هذه العملية التركية مثل سابقاتها داخل الأراضي السورية مثل عمليات درع الفرات وغصن الزيتون بالتعاون مع الجماعات المسلحة على اختلافها.
وقد نجح الجيش التركي باحتلال جميع المناطق بين رأس العين وتل أبيض خلال شهر ونصف من عملياته شرقي الفرات واخترق عملياً الأراضي السورية بعمق 32 كيلو متراً.
ومن النقاط الملفتة للنظر في العملية التركية شمال شرق سوريا هو أن أمريكا سحبت قواتها من شمال سوريا وأعطت الضوء الأخضر لتركيا لبدأ عملياتها وعملياً تركت القوات الكُردية وحيدة في مواجهة تركيا شرق الفرات. ومن هنا ذهب الأكراد باتجاه الجيش السوري ودخل الجيش السوري مجدداً لشرق الفرات بعد مرور سنوات وقام بالسيطرة على مناطق استراتيجية بالمنطقة وأنشأ نقاط مشتركة مع القوات الكُردية ووقف بجانب الأكراد في مواجهة الهجوم التركي على الأراضي السورية. وهذا الأمر أوقف التقدّم التركي داخل الأراضي السورية.
على أي حال بعد الكثير من التجاذبات والأخذ والرد تم إعلان وقف لإطلاق النار غير مطمئن بين طرفي الصراع وبناءً على وقف إطلاق النار هذا فإن الجيش التركي فعلياً يحتل المناطق بين تل أبيض ورأس العين بعد عمليات “نبع السلام” وكذلك دخوله لعمق 32 كيلو متر داخل الأراضي السورية. وتجري دوريات مشتركة روسية وتركية بشكل منظم على طول الحدود بين سوريا وتركيا وكما أن قوات الجيش السوري متواجدة على طول الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا. وكما أن أحد البنود الأخرى المتفق عليها في وقف إطلاق النار هذا انسحاب القوات الكُردية للداخل بعمق 32 كيلو متراً، ومع هذا لم يتم تنفيذ هذا الأمر بشكل كامل حتى الآن وأصبح ذريعة لإستمرار العمليات وعمليات القصف والكر والفر لتركيا على المواقع المشتركة للجيش السوري والأكراد في المنطقة.
وفي الوقت الراهن فإن العمليات التركية توقفت في هذه المنطقة بتاريخ 25 تشرين الثاني 2019م وقد تُستأنف العمليات العسكرية في حال حدوث تصعيد.
تعليق