دراسة آخر الأوضاع العسكرية في ادلب وسير تقدم الجيش السوري + خريطة ميدانية
إرسال قوات كبيرة تركية لإدلب وفشل المفاوضات الروسية التركية لم يمنع من استمرار عمليات الجيش السوري وحلفائه في شمال غرب سوريا وقد تم تحرير مساحة 2000 كيلو متر مربع إلى الآن في ادلب من يد الإرهابيين والأيام القادمة ستحمل في طياتها أحادثاً حامية وحساسة في سوريا.
1- ماذا حدث بالمفاوضات بين وفدي روسيا وتركيا؟
تحدث الروس في المفاوضات بأن تركيا لم تلتزم بأحكام اتفاق سوتشي بشأن فصل جماعات المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين ورغم كل ذلك أنشأت مراكز مراقبة جديدة وغير قانونية وكذلك أرسلت قوات كبيرة لإدلب. تعتبر روسيا العمليات الأخيرة في إطار محاربة الإرهاب ولكنها لم تغلق الباب أمام المفاوضات وهي في صدد فرض شروط جديدة على أردوغان.
ولكن في المقابل قام أردوغان بتناقضات وهدد الدولة السورية وانتقد المشاركة والدعم الروسي والإيراني في هذه العمليات.
2- استمرار عمليات الجيش السوري وحلفائه:
نتج عن عمليات الجيش السوري وحلفائه إلى الآن تحرير 2050 كيلومتراً مربعاً في غرب محافظتي حلب وادلب وقام الجيش السوري بمحاصرة 7 مراكز مراقبة تركية و6 مراكز عسكرية بقواتها والبالغ عددهم في هذه المراكز أكثر من 500 جندي. وهذا الأمر قد يكون سبباً في خفض احتمال الهجوم من الجانب التركي وذلك لأن القوات المحاصرة هي أفضل هدف للرد على أي عدوان تركي على المواقع العسكرية السورية.
وكما يتضح من التصريحات الأخيرة لبشار الأسد والمسؤولين الروس فإن العمليات مستمرة في شمال غرب سوريا حتى تحرير ادلب على أقل تقدير والسيناريوهات المحتملة واتجاه العمليات قبل وبعد السيطرة على ادلب مجهولة. يمكن للجيش السوري التحرك باتجاه الحدود التركية ويحاصر المعارضة المعتدلة والإرهابيين ويجبرهم على الاستسلام أو تحرير ماتبقى من المدن في ادلب وحلب ودفعهم باتجاه الحدود التركية.
بشكل عام من الواضح أن أردوغان يسعى للحصول على تنازلات أكبر في شمال سوريا وذلك من خلال تهديداته وإرسال القوات الكبيرة إلى سوريا، ولكنهم لم يجاوبوه فقد وقعت السياسة التركية بمشكلة بعد أن امتنع بوتين عن لقائه وسماع مقترحاته واستمرار العمليات في غرب محافظتي حلب وادلب وبهذا الشكل أصبح أردوغان أمام خيارين الصراع أو الانسحاب من مواقعه. حيث يدرك أردوغان أن تبعات الاشتباك مع الجيش السوري (نزوح أكبر للاجئين من ادلب لتركيا و…حتى وصول الحرب لداخل الأراضي التركية) لذلك هو يتجنب هذا الهجوم الواسع على الجيش السوري في الوقت الراهن. في الحقيقة غالباً ماتكون الحروب ناتجة عن سوء تقدير وأردوغان أيضاً من الممكن أن يكون لديه سوء تقدير.
وستشهد سوريا في الأيام المُقبلة أخباراً أكثر عن التحرير ما لم ينسى أردوغان حلمه في الصلاة بالمسجد الأموي وتعامل بالوقائع السورية في المفاوضات مع الروس.
تعليق