الحاج قاسم سليماني سينتقم من أمريكا!
الملاحظة المهمة في استشهاد القائد سليماني هي بركة دم هذا الشهيد.
كان استشهاده نقطة تحول في حياة الشهيد الحاج قاسم المليئة بالفخر حيث كان لاستشهاده ودمه تأثيراً على وحدة المسلمين والأحرار وسيبقى، ربما لو كان موجوداً الآن في المنطقة لن يؤثر مثل هذا التأثير.
1- من أين بدأت القصة؟
من وجهة نظر الإعلام القصة الكاملة كما يلي:
احتدت التوترات بين المقاومة وأمريكا خلال الشهر الماضي على الأراضي العراقية وقامت الطائرات الحربية الأمريكية بقصف أماكن كتائب حزب الله على المناطق الحدودية بين العراق وسوريا. وقام الحشد الشعبي كرد على هذا بجمع أنصاره والتوجه إلى السفارة الأمريكية وطالبوا بخروج القوات الأمريكية من العراق. ومن جهة أخرى قام مجهولون بهجوم صاروخي على القاعدة الأمريكية K1 شمال غرب كركوك وتم مقتل مقاول أمريكي في هذا الهجوم.
وبعد بضعة أيام قامت أمريكا بذريعة هذا الهجوم ومع معلومات مسبقة من جواسيسها برصد موكب قائد فيلق القدس ومرافقيه ومستقبليه على طريق مطار بغداد واستهدفتهم بهجوم بطائرة مُسيّرة مما أدى لاستشهادهم.
ارتفعت حدّة التوترات بين ثلاث دول إيران والعراق من طرف وأمريكا من طرف آخر وقام البرلمان العراقي بإلغاء المعاهدة الأمنية مع أمريكا وطالب بخروج القوات الأمريكية من الأراضي العراقية.
وبعد عدة أيام من الصبر قامت إيران بهجوم صاروخي على قاعدتين أمريكيتين في العراق (عين الأسد و أربيل) كردٍّ أولي حيث لم تنشر تفاصيل الهجوم. وبحسب كلام المسؤولين الأمريكيين لم ينتج عن الهجوم أية خسائر فقط شيء بسيط وهذا كذب واضح كي نصدقه. (للإطلاع على تفاصيل الهجوم الكاملة بلسان العميد حاجي زاده اضغظ هنا).
2- نتائج الهجوم الإيراني على أمريكا وماذا عن الرد الأمريكي؟
بغض النظر عن تفاصيل الهجوم والذي من الأفضل الاعتماد على الوثائق المصورة والاحصاءات المثبتة بهذا الشأن، أظهر الهجوم وعدم الرد الأمريكي مايلي:
ألف- إذلال أمريكا: لم تتعرض أمريكا لهذا المستوى من الهجمات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الوساطة السويسرية والقطرية والتهديدات المتكررة والحرب المجنونة الأمريكية قبل الهجوم والانسحاب الغريب بعد الهجوم الصاروخي والذي سنشرحه بالتفصيل، دليل على ذل وإهانة لهذا البلد في مواجهته للأعداء.
ب- القدرة العسكرية الإيرانية: لقد أثبتت للعالم بتحطيمها لقاعدتين أمريكيتين بأن تهديداتها عملية وليست نظرية و أن التعدّي على إيران سيكون الرد عليه بهجمات صاروخية ثقيلة وأن الطائرات الحربية المتطورة والسلاح الذري وتشكيل التحالفات والاقتصاد القوي لن تركع إيران.
ج- تعزيز وحدة إيران داخلياً وفي المنطقة: مراسم التشييع المليونية لجثامين الشهداء في العراق وإيران وتجمعات شعوب المنطقة من كشمير وباكستان حتى البحرين ونيجيريا وإعلان دعم مجموعات المقاومة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين تشير إلى تعزيز الوحدة أكثر من أي وقت مضى لمحور المقاومة بعد الإعتداء الأمريكي.
د- التيارات التي تعمل خلف الستارة الأمريكية ومدعومة من قبلها وبالأخص خلال الاشتباكات الأخيرة أو التي كانت موالية لأمريكا وليس لها أي مكان أصبح واضحاً لدى الشعب العراقي طبيعة هذا التيارات الفارغة والتي هي فرع أمريكي آخر. كما كشف عادل عبدالمهدي في اجتماع البرلمان العراقي عن مزيد من المؤامرات الأمريكية في الاحتجاجات العراقية.
3- ماهي أكاذيب أمريكا حول الاشتباكات الأخيرة؟
قال الأمريكيون أن زيارة القائد سليماني إلى بغداد كانت من أجل التحضير للهجوم على السفارة الأمريكية حيث أظهر عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي في البرلمان التالي: (كان الشهيد سليماني في طريقه للإجتماع معنا حتى يعطينا الرد الإيراني على الرسالة السعودية.) وهذا يعني أن ادعاء الأمريكان باطل.
الكذبة الثانية تتعلق بالخسائر الأمريكية في قاعدة عين الأسد حيث لم تعرف تفاصيلها إلى الآن ولكن نقل الضحايا إلى الأردن وإسرائيل وبغداد مؤكّد لأنه تم رصد المروحيات الأمريكية التي تنقلهم.
4- تحذير لكافة مجموعات المقاومة!
في الوقت الحالي تقوم بعض الدول الأوروبية الحليفة لأمريكا بسحب قواتها من قواعد التحالف في العراق وقد هددت مجموعات المقاومة في العراق في حال لم يتم الإصغاء إلى قرار الخروج من العراق عليهم انتظار رد ساحق.
يبدو أن الاشتباك العسكري بين إيران وأمريكا قد انتهى ولكن من الممكن في أي لحظة أن تقوم أمريكا بهجوم جديد. بالنظر للتجربة الأمريكية في الانسحاب سواءً في السياسة على تويتر أو في العمل ينبغي الانتباه إلى أن أمريكا عندما تنسحب تستعد للقيام بهجوم. قامت حكومة ترامب المقامرة بعد إسقاط الطائرة المُسيّرة بمدة زمنية خلال فترة ركود المباحثات بتوفير جو للفتنة داخل إيران، وبعد وأد الفتنة في العراق من قبل الحشد الشعبي هاجموا كتائب حزب الله وبعد الاعتصامات أمام السفارة الأمريكية قاموا بعملية حربية ضد قائد فيلق القدس. والآن وبعد الهجوم على قاعدة عين الأسد هاهم يدعون للسلام وهذا يعتبر تحذير جاد وواضح للخبراء السياسيين والعسكريين الإيرانيين ومجموعات المقاومة.
5- تحذير للشعب الإيراني و دول المنطقة!
بشكل عام نرى أن الناس وشعبنا العزيز يقولون بأن الهجوم الصاروخي الأخير على القواعد الأمريكية ليس رداً مناسباً على استشهاد القائد سليماني وليس كما قال المرشد الأعلى للثورة “انتقام قاسي”.
في هذا الصدد يجب القول أولاً إن “الانتقام القاسي” من أمريكا وحلفائها هو إخراجهم من المناطق الاسلامية وأي هجوم عسكري مهما كان واسعاً لن يعوّض استشهاد شخص مثل الحاج قاسم سليماني.
ثانياً في المواجهة العسكرية بشكل مؤكّد يد الحرس الثوري ومجموعات المقاومة هي العليا وأمريكا لاتستطيع مواجهة هجماتنا الصاروخية و طائراتنا المُسيّرة. والشاهد على ذلك إسقاط المُسيّرة الأمريكية في مضيق هرمز من قبل المنظومة الإيرانية والهجمات الصاروخية على عين الأسد والصور والفيديوهات التي انتشرت عن هذه الهجمات.
ثالثاً الانتقام هو بالنسبة لنا عندما يصل شعبنا والمنطقة إلى مستوى الوعي بأن قدرة القوى الأجنبية هي فقط للاستعمار وإثبات ذلك عملياً وعدم انتظار شخص أو مجموعة من الخارج لفعل شيء من أجل رفاهيتهم.
بالنظر إلى معرفتنا بالحاج قاسم فإن هذا هو هدف هذا الرجل العظيم بلا شك أو القضاء على إسرائيل خلال بضعة أيام من المعارك وهذا ليس بالمستحيل بالنسبة لمحور المقاومة.
إن شاء الله ببركة دم هذا الشهيد العظيم سوف تستيقظ المنطقة وسوف يُغرِق الحاج قاسم بدمه أمريكا.
مُذكّرة: محراب
حمّل الصورة
تعليق