هل ستقوم إيران بردٍ قاسٍ على الجريمة الأمريكية وتنتقم للحاج قاسم؟
بشكل مباشر وبدون هوامش أقول لكم، نعم! سترد حتماً؛ ولكن ربما ليس كما يتخيل البعض؛ لماذا؟ اقرأوا هذه المُذكّرة.
استشهد ليلة أمس الحاج قاسم سليماني قائد قوات القدس في الحرس الثوري و أبو مهدي المهندس قائد القوات الشعبية العراقية برفقة عدد من المجاهدين الآخرين خلال هجوم صاروخي إرهابي أمريكي على مطار بغداد. سوف نعرض في وقت لاحق كيفية الشهادة وكيف تم الرصد والأبعاد الأمنية الظاهرة والمخفية لهذه الحادثة…
من المهم للغاية معرفة هذه القضية الهامة وعدم نسيانها وهي أن طبيعة تيار ومحور المقاومة في المنطقة سينقسم لقسمين بعد هذه الحادثة؛ 1-محور المقاومة قبل استشهاد الحاج قاسم و 2-محور المقاومة بعد استشهاد الحاج قاسم.
من الواضح أن محور المقاومة قد دخل مرحلة جديدة بعد هذه الحادثة الكبيرة و على عكس العديد من المحللين الذين يُبسطون هذا الموضوع ويعتبرونه إضعاف لمحور المقاومة أو البعض الذين يعتبرون أن الحادثة حالة طبيعية وبدون أي تأثير؛ على العكس، هذه الحادثة سوف تؤدي إلى الزيادة في شرعية وقوة و وحدة الشعب في المنطقة والتي هي أساس محور المقاومة وهذا الموضوع بدا واضحاً في مستوى ردة فعل شعوب المنطقة. اليوم شعوب المنطقة على استعداد للوحدة أكثر من أي زمن مضى وهنالك العديد من الأسباب والعلامات التي قد لايكون من الصحيح تبيانها في مثل هذه الأوقات وهذا ما يمثل التطورات الكبيرة التي تصب في مصلحة محور المقاومة….
وكما قال أحد الأخوة الأعزاء “الأيام بيننا سترى بنفسك وصدقني بحول الله وقوته”…
ولكن كيف سيكون الرد؟
من الواضح أن إمام الأمة قرر الرد وكما قال سيكون الرد قاسياً. لا أتذكر مطلقاً أنه نطق بكلمة أو وعد وعداً وأخلف به خاصة عندما يتعلق كلامه بالعدو. الانتقام سيكون قاسياً.
ضعوا بذهنكم أن الانتقام والرد الإيراني لن يكون من طرف الحكومة الإيرانية من أمريكا فحسب! الموضوع أكبر من ذلك بكثير وفي الحقيقة هو مطلب شعبي وأكثر من ذلك هو مطلب إقليمي. الآن جميع الأحرار والأمم اليقظة في المنطقة يطالبون ومتعطشون لرد ساحق ويشفي الصدور من طرف إيران على الجريمة الأمريكية. وبالتالي سيؤثر ذلك بشكل طبيعي على طريقة أخذ القرار و طريقة الرد.
أولاً؛ عندما يتعلق الحديث بالانتقام المتبادل هناك خيار في الاستهداف على الجانب الأمريكي بما يعادل الاثنان يعني بوزن قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس على الجانب الأمريكي. هل هناك مثل هذا الخيار مع هذا المستوى من النفوذ والوضع الإقليمي في الطرف المقابل؟ في حال وجوده، ماهو احتمال الوصول لهذا الشخص وكم من الوقت سيستغرق للوصول إليه والانتقام منه؟
ثانياً؛ من الممكن أن تُنفّذ في الأيام المُقبلة سلسلة من الهجمات الخفيفة أو من الممكن الهجمات الثقيلة من قبل إيران أو قوات المقاومة ضد بعض الأهداف الأمريكية في المنطقة؛ لاتفسروا هذه الهجمات المُتعجلة على أنها الانتقام والرد الإيراني! الانتقام القاسي هو أكبر بكثير من مجرد استهداف بعض القواعد والأهداف في المنطقة.
الانتقام والرد الحقيقي يجب أن يكون إما من نفس فئة الحاج قاسم و رفاقه أو رداً سيؤدي في النهاية إلى الانتقام القاسي لإيران. إذا قمنا بوضع المشاعر والعواطف جانباً سوف نرى أن الخيار الثاني هو أفضل بعدة مراتب والأكثر فعالية والأكثر قابلية للتحقيق إلى حد بعيد حيث أن جميع مكونات هذا الخيار متاحة لإيران ببركة دماء الشهداء وثمرة تضحيات جميع المجاهدين على طريق الحق.
لن ترد إيران على عجل، لذلك لاتتعجلوا وتذكروا بأن كل العناصر اللازمة للرد موجودة وتم التحقق وسيتم تنفيذها وأقل ثمارها طرد أمريكا من العراق و سوريا.
لكن لاتخطئوا، عدم التسرع لايعني الضعف، كونوا على ثقة بأن إيران ستقوم بعمل يجعل أمريكا تدرك تماماً وتتذكر بأنه لايجب أن تتجاوز الخطوط الحمراء. مع مرور الوقت سوف يُثبت هذا الأمر…بالطبع وبالتأكيد هنالك رد بنفس مستوى الحاج قاسم في كل مرحلة من مراحل إجراء الخطة الأكبر.
وتذكروا هذه الملاحظة بأن بعض الكبار والشهداء المختارين يقومون بالقيادة أيضاً بعد استشهادهم أو وفاتهم؛ وقاسم سليماني هو واحد منهم…
مُذكّرة: أخلاقي
تعليق