القوى الأمنية توجه صفعة جديدة لـ “داعش” في درعا
وجهت القوى الأمنية في درعا، الجمعة، صفعة جديدة لتنظيم “داعش” الارهابي، حيث تمكنت قوة أمنية من اقتحام مقر “أبو عمر الشاغوري” والقضاء عليه مع اثنين من مرافقيه في بلدة المزيريب.
حيث طويت بذلك صفحة أحد أبرز المطلوبين والذي كان يدير مشهد الاغتيالات والتوتر في ريف درعا الغربي
إلا أنه وبحسب المعطيات، فإن ذلك لا يعني تراجع مشهد العنف في درعا ضد الجيش والشرطة والمدنيين على حد سواء، حيث تتعدد الأطراف اللاعبة في الحديقة الخلفية للجنوب السوري، وتتعدد الأهداف من وراء استمرار العنف ذو المنحى التصاعدي والذي باتت هاجس الناس ومصدر قلق يثير حفيظة الجميع.
ومع كل مشهد عنف جديد يجتاح مدينة درعا وريفها تعود الذاكرة بالمشهد الأمني إلى السنوات التي سبقت اتفاق الجنوب عام ٢٠١٨، حيث تقاسمت الجماعات المسلحة متعددة الانتماءات الإيدلوجية والولاءات السياسية والمالية، الساحة وأصبحت الجرائم ذات الأبعاد المختلفة سيدة الموقف، حيث تمكنت تلك الجماعات من تبرير جرائمها لإقناع الأهالي بمبرراتها.
واليوم يعود المشهد كما كان سابقاً جرائم يومية وأناس يدفعون أرواحهم وأموالهم دون أن يعرف أحد من هو الفاعل ولماذا يحصل ما يحصل في الجنوب وتحديداً درعا.
وتشير المعطيات إلى أن التصعيد الأمني يسير نحو المزيد، دون أفق يسمح بإيجاد مخرج رغم العمليات الامنية التي قادتها الفصائل المحلية بدعم استخباراتي وعسكري من الجيش السوري لاجتثاث خلايا “داعش” والحد من نشاطها الذي تركت فيه بصماتها مع كل جريمة ترتكبها، وبحسبة بسيطة فَقد 4 أشخاص حياتهم في كل من “درعا” و”نوى” و”الحراك” و”جاسم”، وأصيب خامس بجراح في بلدة “الحريك” المجاورة للحراك بإطلاق نار، وأفادت مصادر محلية أن القتلى في “درعا” و”جاسم” هم عناصر مجموعات محلية، فيما القتيلان في كل من “نوى” و”الحراك” مدنيان لا علاقة لهما بأي جهات عسكرية، وكذلك المصاب من بلدة “الحريك” مدني، فيما استشهد ضابط برتبة “نقيب” وأصيب كل من مدير ناحية “داعل” وعنصران آخران في درعا بجروح إثر استهداف بالأسلحة الخفيفة وعبوة ناسفة يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين.
وتبدو المؤشرات أن الجماعات التي تحرك المشهد متعددة الولاءات بعدما تواردت معلومات عن عودة “غرفة الموك” التي تفككت قبل أربعة أعوام ونصف العام إلى الواجهة، وكان معروفاً وقتها أن من يدير الغرفة استخبارات من عدة دول غربية وعربية.
إضافة الى استخبارات الاحتلال “الاسرائيلي” حيث جمعت هذه الغرفة المتناقضات بين الجماعات المسلحة متعددة الولاءات في الجنوب السوري وصنعت منها أداة مهمتها الاستمرار في زعزعة الاستقرار وإشاعة الفوضى، وهو ما يعني بالضرورة أن استمرار العنف هو مشهد تديره جهات خارجية و تنفذه آياد داخلية وما الحديث عن تجدد نشاط “داعش” بعد عمليتين أمنيتين شبه قاسمتين للتنظيم أودتا بحياة رؤوسه في درعا، وإعادة تسمية زعيم جديد له في درعا إلا إصرار من محركي المشهد الذين يدعون محاربة الإرهاب على استمراره في درعا لتبقى الخاصرة التي تؤلم سورية رغم كل الجهود التي تبذل على الصعيد الاجتماعي لتفكيك حاضنة الإرهاب والتطرف في المحافظة.
اقرأ أيضا”: مقتل أبرز المطلوبين والمتهم بالانتماء لداعش في درعا
تعليق