يستنزف جيوب الأهالي.. ارتفاع أسعار صهاريج المياه في درعا
يعاني أهالي محافظة درعا من أزمة مياه حقيقية منذ عدة سنوات، حيث تنقطع المياه لفترات طويلة، مما يضطرهم إلى شراء الصهاريج بشكل دوري، وقد حمّلهم هذا أعباء إضافية في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي لا تملك فيه العديد من العائلات ثمن شراء صهاريج المياه، حيث بلغ سعر تعبئة خزان المياه سعة 2 متر قرابة الـ 30 ألف ليرة سورية.
يشكو أهالي محافظة درعا من ارتفاع أسعار صهاريج المياه مؤخراً بصورة غير معقولة، ويشير الأهالي إلى أن العائلة الواحدة تحتاج في الشهر لقرابة الـ 6 أمتار من المياه الصالحة للشرب على الأقل، لتفي بالاحتياجات المنزلية اللازمة.
وأكد عدد كبير من الأهالي الذين التقاهم “تطورات العالم الإسلامي” أن المياه تصل إلى المنازل والأحياء عبر الشبكة مرة كل شهر تقريباً بمعدل ساعة إلى ساعة ونصف، وهذا الوقت غير كاف لملء خزان المياه.
بالإضافة إلى أن المياه تكون ضعيفة جداً، وتحتاج لتشغيل شفاط كهربائي لتحسين ضخ المياه، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وهذا ما زاد الأمر تعقيداً حيث أن ساعات التقنين وصلت لمراحل قياسية تجاوزت حاجز الـ 22 ساعة في اليوم، مما أدى إلى تفاقم أزمة المياه في درعا وزاد من معاناة سكانها.
وقد دفع ضعف الكهرباء العديد من الأسر لشراء مادة (المازوت أو البنزين) لتشغيل المولدات الكهربائية، من أجل تشغيل الشفاط الكهربائي، لضمان عملية سحب المياه، إلا أن أزمة ارتفاع أسعار المحروقات وفقدانها من الأسواق، سبّب لهم معاناة مضاعفة في ظل تلك الأزمات المتتالية، مما بات يدفعهم لشراء صهاريج المياه على الرغم من ارتفاع ثمنها في ظل الضائقة المعيشية السيئة التي يعيشونها.
ارتفاع أسعار الصهاريج مؤخراً
يشكو العديد من الأهالي من الارتفاع المفاجئ لأسعار الصهاريج، مشيرين إلى استغلال أصحاب الصهاريج لأزمة ارتفاع أسعار الوقود، إضافة إلى استغلال شح المياه وعدم وصولها للأحياء.
ويضيف أهالي المدينة “لقد عمل أصحاب الصهاريج على استغلال حاجة المواطن للماء، ليزيدوا من معاناته وهمومه لأنهم على يقين بأنه لا يمكن لأي شخص الاستغناء عن المياه في ظل الشح والانقطاع الشديد”.
وأردف الأهالي، أن “سعر صهريج المياه ارتفع خلال الأسابيع القليلة الماضية، أكثر من الضعف، مؤكدين أنه كان يحصل على الصهريج الكامل بسعر 35 الف ليرة سورية، بينما قفز سعره لقرابة الـ 75 الف ليرة سورية في الآونة الأخيرة”.
وعن سبب الارتفاع قال أحد أصحاب الصهاريج أن السبب الرئيس لارتفاع الأسعار هو ارتفاع سعر مادة المازوت والبنزين اللازمين لإيصال المياه إلى منازل المواطنين، حيث أن هناك مناطق بعيدة عن أماكن الآبار، وتحتاج إلى تكلفة أعلى من المناطق القريبة، وأضاف ان هذا الارتفاع هو ارتفاع معقول ومتناسب مع التكلفة الاجمالية.
يشار الى أن شراء المياه بات همّاً آخر يثقل كاهل العائلات في درعا في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تشهدها المحافظة، وسط انعدام شبه تام للخدمات الأساسية والصحية وضعف القدرة الشرائية للمواطن، في الوقت الذي يعاني فيه أهالي المنطقة من صعوبة بالغة في تأمين المستلزمات اليومية، فكيف لهم أن يؤمنوا ثمن شراء صهاريج المياه التي تزداد بشكل مستمر وسط غياب أي من الحلول لتلك الازمة.
اقرأ أيضا”: خلال 24 ساعة.. ضحايا وجرحى بينهم طفل في عدة مناطق بدرعا
تعليق