هل تصبح جامعة الدول العربية لاعباً جديداً في القوقاز؟
لا تزال العلاقات بين طهران وباكو غير ودية جيداً وترافقها دعاية معادية لإيران في وسائل الإعلام لجمهورية أذربيجان بسبب المواقف المبدئية والمنطقية لإيران فيما يتعلق بحماية الحدود ومعارضة احتلال جنوب أرمينيا.
سافر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إلى طهران في 1 تشرين الثاني \ نوفمبر وبعد يوم واحد من الاجتماع الثلاثي في سوتشي الروسية، وسط العلاقات غير الودية بين جمهورية أذربيجان وإيران. وقد غطت وسائل الإعلام الإيرانية زيارة باشينيان، فيما تم في نفس اليوم تجاهل أنباء حضور الرئيس الأذربايجاني إلهام علييف كضيف شرف في قمة الجامعة العربية! قضية مهمة يمكن أن يكون لها تأثيرات مهمة للغاية في منطقة القوقاز وتؤدي إلى دخول لاعبين جدد إلى هذه المنطقة.
اجتماع جامعة الدول العربية في الجزائر
عقد اجتماع جامعة الدول العربية في العاصمة الجزائرية، الجزائر، مساء يوم 1 تشرين الثاني \ نوفمبر، ورحب المنظمون والمشاركون برئيس أذربيجان. وفي خطابه في هذا الاجتماع، أثار إلهام علييف قضايا مثل احتلال كاراباخ من قبل أرمينيا، وتدمير وإهانة مساجد المسلمين، وتحرير وإعادة إعمار كاراباخ. كما وناقش دور بلاده كمورد لناقلات الطاقة وجسر بين الشرق والغرب.
وتحدّث خبراء برنامج “أساس المشكلة” لقناة “آز تي في” الأذربيجانية عن جزء من العملية الجارية وقبل هذه المشاركة في قمّة الجزائر.
يقول المحلل المخضرم راسم موساباييف حول تواجد أذربيجان في الأسواق المالية والاقتصادية للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية: “تلعب جمهورية أذربيجان دوراً مهماً في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، وينتهي نفوذها في هذه المنطقة. حيث أن حوالي 90% من صادرات البلاد هي النفط والغاز، وحجم السلع المصنعة الأخرى لا يكفي للوصول إلى أسواق الدول العربية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب والخليج. كما أن أكبر شريك تجاري لأذربيجان بين الدول العربية هي مصر، وهذه العلاقة لا تزيد عن بضع عشرات الملايين من الدولارات.”
كما وقال مشيراً إلى التشابه الاقتصادي بين دول الجامعة العربية وأذربيجان: “الدول العربية الغنية تصدر النفط والغاز بشكل رئيسي، كما تصدر أذربيجان ذات المنتجات، مما يجعلها غير ضرورية للتصدير لبعضها البعض. ويمكننا دخول أسواق الدول العربية المتوسطية بدعم سياسي من تركيا وإلى جانب الشركات التركية “.
ومن خلال بيان الأرضية المشتركة بين جامعة الدول العربية وأذربيجان، يقول موساباييف: ” استطاعت أذربيجان أن تُدعى الى هذا الاجتماع بمساعدة تركيا، العضو المراقب في جامعة الدول العربية. حيث أن لتركيا دور تاريخي في جامعة الدول العربية، ومن ناحية أخرى، لديها علاقة ودّية مع أذربيجان. ويمكن اتباع هذه العلاقة في إطار القضايا السياسية والأمنية. حيث أن دول الجامعة العربية حساسة بسبب تدخل إيران في سوريا واليمن والعراق. كما أن الخلاف الأخير بين إيران وأذربيجان يهم جامعة الدول العربية أيضاً.”
ومشيراً إلى التوتر المشترك بين أذربيجان والجزائر قال الرئيس الدوري لجامعة الدول العربية: “أعدمت فرنسا مليون وخمسمائة ألف جزائري. كما أيد هذا البلد قتل الأرمن للشعب الأذربيجاني واحتلال أرمينيا لكاراباخ.”
ومعرباً عن شكوكه في إقامة علاقة متينة بين جامعة الدول العربية وأذربيجان، يعتقد راسم موساباييف: “الدول العربية وحدها أو في إطار جامعة الدول العربية لا تتصرف بقوة في العلاقات السياسية والعسكرية ولا تدعم بعضها البعض. ونحن لا نواجه اتحاداً متكاتفاً ويمكننا إقامة علاقة جيدة مع بعض الدول العربية.”
سامر حيدروف، محلل آخر لهذا البرنامج، وفي تحليله، مشيراً إلى دور الوساطة الذي تقوم به بلاده لتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، يقول: “لعبت أذربيجان دوراً في إقامة علاقات دبلوماسية بين الدول العربية في الخليج وإسرائيل”.
لذلك وفقاً لتحليل “تطورات العالم الإسلامي”، فإن إلهام علييف، رئيس أذربيجان، لم يعد من هذه الرحلة خالي الوفاض. وقد تمكن من فتح موطئ قدم في هذا الاتحاد بين 22 دولة من خلال مرافقته عدة دول عربية وتركيا. وإذا أخذنا في الاعتبار تحليلات هذا البرنامج، فقد تدخل بعض دول الجامعة العربية، بما في ذلك السعودية والإمارات والبحرين ومصر والمغرب والجزائر وعدة دول أخرى، في اللعبة السياسية والأمنية في القوقاز. وهذه هي ذات السياسة التي اتبعت خلال فترة الرئيس الأسبق لأذربيجان حيدر علييف بعد انتهاء حرب كاراباخ الأولى، وتمكنت من حماية هذا البلد من روسيا وإيران، الدولتين الجارتين القويتين.
تعليق