الأمين العام لحزب الله: لبنان وقف في وجه الضغوط الأمريكية والأزمة الاقتصادية
موقع تطورات العالم الاسلامي؛ ألقى السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، كلمة تناول فيها آخر المستجدات في هذا البلد والأحداث الإقليمية.
أشار السيد حسن في بداية حديثه، في إشارة إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى أن فتحي الشقاقي القائد الشهيد ومؤسس الجهاد الإسلامي، خلق روحاً جديدة للجهاد وأفقاً جديدة للمقاومة وكذلك أملاً جديداً للشعب الفلسطيني.
وذكر أن الشقاقي اكتشف الثورة الإسلامية الإيرانية بسرعة كبيرة وأخذ دورها المهم في القضية الفلسطينية بعين الاعتبار، وذكر أن الجهاد الإسلامي واصل مسيرته ونموه وأصبحت جماعة تقدمية تفرض معادلات جديدة وتحقق انتصارات مهمة في فلسطين.
ومن ثم أشار الأمين العام لحزب الله إلى التظاهرات الحاشدة لأبناء الشعب الإيراني والتشيع منقطع النظير لشهداء الحادث الإرهابي في شيراز، وقال إن هذه المظاهرات كانت رسالة قوية من هذه الأمة المجاهدة والصابرة لجميع المتآمرين، بأنكم تعتمدون على سراب وأوهام. والحضور الجماهيري الهائل والمواقف الحاسمة التي اتخذت هي بداية رد حاسم على من لعب دوراً في هذه الفتنة والمؤامرة.
وشدد نصرالله على مفاوضات لبنان غير المباشرة مع الكيان الصهيوني على الحدود البحرية، فمنذ تحرير الأراضي اللبنانية عام 2000، قال حزب الله إنه لن يتدخل في ترسيم الحدود الجنوبية، بل إن هذا الأمر من مسؤولية الحكومة. وهذه القضية ترجع إلى قضايا أيديولوجية وسياسية.
ومشيراً إلى أن الكيان الصهيوني يعتقد بأن حدوده من النيل إلى الفرات ولا يعترف بهذه الحدود إطلاقاً ويعتبر حدوده محصورة في قوته وجبروته وجيشه وقوة جيشه ذكر السيد حسن، أن الحكومة اللبنانية، وبتصريح من مجلس النواب، ووفقاً للقرار الرسمي للبنان، أعلنت حدودنا على أنها الخط 23 الذي يبدأ من الخط قرب الناقورة. ويجب تحرير كامل المنطقة الواقعة شمال الخط 23 تحت عنوان المنطقة الاقتصادية. وقد أصبحت هذه قضية وطنية للشعب والمقاومة.
وأشار نصر الله إلى أن ما تعتبره الحكومة اللبنانية مياهها الإقليمية أو منطقتها الاقتصادية الخالصة، هو أساس عمل المقاومة، مشيراً إلى “أن العدو حاول رسم خط يعرف بالخط 1 من الناقورة، والذي يغطي مساحة كبيرة. وقد اعتبره لبنان حقه ومنطقته الاقتصادية الخالصة، وقال العدو إنه ممنوع على أحد الاقتراب منه. وتبلغ المساحة الواقعة بين الخط 23 والخط 1، التي حددتها الحكومة اللبنانية والعدو على التوالي، حوالي 879 كيلومتراً مربعاً.
وأضاف الأمين العام لـ”حزب الله” أن الحدود البرية التي تم رسمها من قبل فرنسا وإنجلترا عام 1923 لم يتم فيها التطرق إلى إرادة الشعبين اللبناني والفلسطيني. والحدود البحرية ولكن بعد تشكيل كيان الاحتلال لم يتم تحديد الحدود البحرية وتركت هذه المنطقة متروكة بحالها. وبعد عام 2000 ، كانت هناك محادثات عن وجود كميات كبيرة من الغاز والنفط قبالة سواحل جنوب لبنان، ولهذا السبب أصبح ترسيم الحدود حاجة ماسة للبنان.
وذكر أنه لم يطلب من هذه الحركة أي شيء منذ بدء المفاوضات الحدودية، وأوضح أن الشركات التي التزمت بالعمل في الكتل (البلوكات) الجنوبية خلال السنوات الماضية واجهت العراقيل من قبل الولايات المتحدة.
وشدد نصر الله على أن عرقلة أمريكا لاكتشاف الغاز والنفط واستخراجهما يأتي تماشياً مع حصار لبنان، مشيراً إلى أن الأمريكيين يمارسون ضغوطاً على الجميع، ولكن الموقف الرسمي للبنان كان معارضة خط “هوف”. وخط هوف هو خط اقترحه الوسيط الأمريكي فريدريك هوف في عام 2012 ، والذي بموجبه سيُحرم لبنان من مساحة بحرية تبلغ 860 كيلومتراً.
وتابع في وصف التطورات السابقة المتعلقة بالترسيم البحري حتى اليوم، وذكر أنه بعد دخول السفينة التابعة للصهاينة حقل كاريش من أجل استخراج النفط، توحد موقف رؤساء السلطة الثلاثية في لبنان وأكدوا أن بداية الاستخراج تعني الاعتداء على لبنان. وانطلاقاً من هذا الموقف، قرر حزب الله عدم السماح للعدو باستخراج النفط والغاز من حقوله كاريش قبل التوصل إلى اتفاق يحل المطالب الرسمية اللبنانية.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن حزب الله منع استخراج الغاز والنفط حتى وإن كان هنالك حرب، وقال إن حكومة لبيد ليست قادرة على الحرب ولا يمكنها التخلي عن الاستخراج من حقل كاريش. ولهذا السبب، كان عليه أن يتفاوض. كما وتعرض الأمريكيون لضغوط. حيث أن أولويتهم هي الحرب بين أوكرانيا وروسيا. كما قال عاموس هوشستين إن الخوف من الحرب أدى إلى الاتفاق.
وقال نصرالله إن لبنان حقق كل ما يريده في هذه المفاوضات، وقال إن لبنان وقف بوجه الضغوط الأمريكية والأزمة الاقتصادية، ولكنه لم يستسلم لخط هوف. وقد أصر لبنان على جميع الكتل البحرية في منطقته الخاصة وحصل عليها كاملة. وحقق لبنان إنجازاً مهماً؛ لأنه أنهى منع أنشطة الشركات من قبل الولايات المتحدة.
ومؤكداً أن لبنان كسب حقل قانا في هذه المفاوضات، قال: إن العدو الإسرائيلي لم يحصل على أي ضمانات أمنية في هذا الاتفاق. وقد حاولت الحكومة اللبنانية في هذه المفاوضات تجنب أي شكوك حول تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. كما اعترف العدو الإسرائيلي بتوازن الردع مع حزب الله نتيجة قضية ترسيم الحدود البحرية.
وأشار السيد حسن إلى أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية كانت أيضا فاعلة في تحقيق هذا الإنجاز للبنان، وأكد أن وقوف لبنان على المستوى الرسمي، وتضامن قادة القوى لهذا البلد، وعدم التحرك نحو التطبيع، واستعداد المقاومة وقيامها بإرسال الطائرات المسيرة إلى كاريش كما وكان دعم الشعب لموقف الحكومة وحزب الله من النقاط القوية في هذا الإنجاز.
وشدد نصر الله على أن العدو الصهيوني يعلم جيداً أن تهديد حزب الله بشأن الحرب هو تهديد جاد، وأضاف أنه إذا وقعت حرب فقد تتحول إلى حرب إقليمية تشارك فيها فلسطين واليمن وكافة دول محور المقاومة الأخرى. علاوة على ذلك، لم يستسلم لبنان لتهديدات أمريكا وإسرائيل في هذه المفاوضات.
وهدد بأنه في حال منع لبنان من استخراج الغاز والنفط فلن يتمكن أحد من فعل ذلك. وحزب الله يريد الأمن في لبنان، ولكن في حال كانت المصلحة الوطنية تقتضي منه خرق قواعد الصراع فلن يتردد حتى لو آلت هذه القضية إلى الحرب.
تعليق