انتهاء المأزق السياسي العراقي في ظل اتفاق الفصائل الشيعية والكردية والسنية
بعد مرور عام على إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق، انتخب البرلمان العراقي أخيراً عبد اللطيف رشيد رئيساً جديداً للعراق بعد التشاور بين الفصائل الشيعية والكردية والسنية، حيث قام رشيد بتعيين محمد شياع السوداني رئيساً لوزراء العراق لتشكيل مجلس الوزراء. ولكن من هو عبد اللطيف رشيد؟
في الـ13 من تئرين الأول \ أكتوبر، وبعد مشاورات مكثفة للأطراف السياسية العراقية في مجلس النواب، انتُخب عبد اللطيف رشيد رئيساً جديداً للبلاد من قبل غالبية أعضاء البرلمان العراقي.
حيث أنه في العراق، هناك قانون غير مكتوب يقضي بوجوب وجود رئيس كردي ورئيس وزراء شيعي ورئيس برلمان سني. وقد تسببت القضية ذاتها في انتخاب عبد اللطيف رشيد أحد القادة القدامى والمؤثرين في الاتحاد الوطني الكردستاني رئيساً للجمهورية، ومحمد شياع السوداني كمرشح نهائي لرئاسة الوزراء من خلال الإطار التنسيقي الشيعي العراقي.
لكن من هو عبد اللطيف رشيد؟
ولد عبد اللطيف رشيد عام 1944 في مدينة السليمانية شمال العراق وهو عضو مؤثر في الاتحاد الوطني الكردستاني. وهو أحد المناضلين في عهد صدام كما وهو عديل الراحل جلال طالباني، أول رئيس منتخب بعد الإطاحة بنظام صدام البعثي. ورشيد خريج جامعة ليفربول وحصل على الدكتوراة من جامعة مانشستر بإنجلترا. وفي سجله أنه كان مسؤولاً عن وزارة الموارد المائية في الحكومة العراقية (بعد الإطاحة بنظام صدام البعثي) في حكومة نوري المالكي، وإدارة مشروع الفاو في اليمن والسعودية، والعضوية في المجلس التنفيذي لـ المؤتمر الوطني العراقي (INC)، وممثل عن الاتحاد الوطني الكردستاني (KNU) في انجلترا عام 1986.
ولقاء محمد كاظم آل صادق، سفير إيران في بغداد كأول سفير لدولة، مع عبد اللطيف رشيد، رئيس العراق الجديد، وتصريحاته في هذا الاجتماع تظهر أن الرئيس العراقي الجديد يعتزم زيادة التعاون والتنسيق بين البلدين أكثر من الرئيس العراقي السابق. وبالتأكيد هذا الموضوع لن يستسيغه الأمريكيون، ومن المحتمل أن تتأثر العلاقات الإيرانية-العراقية بضغوط وأفعال الجانب الأمريكي في المستقبل كما في الماضي.
اقرأ المزيد: لقاء بين السفير الإيراني في بغداد والرئيس العراقي الجديد
السيرة الذاتية لمحمد شياع السوداني
كلّف عبد اللطيف رشيد، رئيس جمهورية العراق، محمد شياع السوداني بتشكيل مجلس الوزراء كرئيس للوزراء في العراق. وأمام السوداني شهر واحد لتقديم أعضاء حكومته المقترحة إلى مجلس النواب العراقي للتصويت على الثقة. والسوداني هو سياسي شيعي عراقي شغل سابقاً منصب وزير الزراعة، ووزير الهجرة والمغتربين، ووزير التجارة، ووزير الصناعة، ورئيس المفوضية العليا للعدل والتفتيش، ومحافظ ميسان، وله علاقات وثيقة مع نوري المالكي، رئيس وزراء العراق الأسبق.
وفي آب / أغسطس من هذا العام، اختار إطار التنسيق الشيعي العراقي محمد شياع السوداني كمرشح نهائي لرئاسة الوزراء وأكد دعمه رغم معارضة بعض الأشخاص والجماعات السياسية في هذا البلد، مثل التيار الصدري.
وبالنظر إلى علاقات السوداني الوثيقة مع الإطار التنسيقي الشيعي العراقي ودعم الجماعات السياسية المقربة من إيران له، فإن انتخابه كرئيس للوزراء يمكن أن يلعب دوراً إيجابياً وبناءً في زيادة العلاقات والتعاون مع إيران، وتقليل الاعتماد السياسي والأمني على الغربيين، وكذلك التعامل بحزم مع تدخل المحاور الغربية-العربية في العراق.
وبالنظر إلى معارضة التيار الصدري العراقي لرئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، فمن المرجح أن يقوم خلال الأسابيع المقبلة بوضع العصي بالدواليب في طريق السوداني لتشكيل الحكومة ودعوة أنصاره إلى الشوارع. وهذه قضية يجب على السلطات العراقية أن تفكر في خطة لحلها وإنهاء التخييم في الشوارع بشكل قطعي وإلى الأبد من خلال استخدام الحلول الدبلوماسية والقانونية.
اقرأ المزيد: عبد اللطيف رشيد رئيساً للعراق
تعليق