“تحرير الشام” تدخل المواجهة وتخلط الأوراق.. آخر تطورات الشمال السوري
توترت الأوضاع اليوم، واندلعت معارك عنيفة شمال سورية بمختلف الأسلحة بين القوات المدعومة تركيّاً و”هيئة تحرير الشام”، وسط توارد أنباء عن دخول وفد رسمي من النظام التركي إلى مدينة إعزاز المحتلة شمالي حلب يضم وزير الداخلية وعدداً من المسؤولين الأتراك.
معارك عنيفة
بث “ناشطون” مشاهد تظهر أرتالاً عسكرية ضخمة لـ “تحرير الشام” وهي تحاول التقدم على محور دير بلوط باتجاه ريف حلب الشمالي، وسط معارك عنيفة تشهدها المنطقة وحركة نزوح قوية للمدنيين والنازحين المتواجدين بالقرب من مناطق الاقتتال.
وقالت مصادر محلية، أن “تحرير الشام” بدأت عملية عسكرية في مناطق ريف حلب الشمالي وتحديداً منطقة عفرين وذلك مساندةً لفرقتي “السلطان سليمان شاه” و”الحمزة” في المعارك ضد “الجبهة الشامية” و”جيش الإسلام” و”حركة التحرير والبناء” في المنطقة، وهي فصائل تابعة للقوات المدعومة تركيّاً.
وأضافت المصادر، أن “تحرير الشام” بدأت بالتوغل في قرى وبلدات ريف عفرين شمالي حلب من معبر الغزاوية وذلك بعد انسحاب “فيلق الشام” من المنطقة دون قتال.
وأفادت المصادر، بوقوع أكثر من 9 جرحى بصفوف “تحرير الشام” جراء وقعوهم بكمين عسكري نفذه مسلحي الفصائل على محاور الباسوطة بريف عفرين شمالي حلب، وأن عدة آليات عسكرية تم تدميرها وحرقها الأمر الذي أجبر قسم من قوات “تحرير الشام” على التراجع.
محاور متعددة
تحدث مصادر، أن “تحرير الشام” فتحت محوراً آخر للقتال وهو محور دير بلوط وتهدف للتقدم نحو قرى ريف جنديرس بريف حلب الشمالي وسط معارك طاحنة تدور في المنطقة.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين “تحرير الشام” والقوات المدعومة تركيّاً قرب قرية قرزيحل جنوب شرق مدينة عفرين، حيث تحاول “تحرير الشام” اقتحام القرية بالدبابات بعد قصفها بالمدفعية.
حيث كانت قد أعلنت الفصائل الموالية لأنقرة عن تدمير عدة آليات لـ “تحرير الشام” على محاور دير بلوط بعد استهدافها بالصواريخ والرشاشات الثقيلة كما سقط أكثر من 6 جرحى بصفوف “تحرير الشام” على ذات المحور، حيث استهدفت الفصائل المدعومة تركياً برشقات نارية معبر دير بلوط الفاصل بين حلب وإدلب.
فيما وأصيب عدد من المدنيين بينهم أطفال جراء المعارك المشتعلة بين الطرفين في منطقة جنديرس كما اشتعلت الحرائق في المنطقة.
“الفرقة 32” تؤازر “الحمزة” و “تحرير الشام”
دخلت “الفرقة 32” (القطاع الشرقي في حركة أحرار الشام) على خط المواجهة لمؤازرة “فرقة الحمزة” و”هيئة تحرير الشام”، في نقض لاتفاق حزيران الماضي.
وسيطرت “الفرقة 32 وفرقة الحمزة” على مقر لـ”الفيلق الثالث” في تل بطال بريف حلب الشرقي، وأسرت خمسة عناصر من “الفيلق”.
وتوسعت الاشتباكات على هذه الجبهة الجديدة لتشمل عولان وسوسيان وعبلة إلى جانب تل بطال.
والاتفاق بين “الفرقة 32” (القطاع الشرقي في حركة أحرار الشام) و “الفيلق الثالث” يعود إلى الـ 21 من حزيران الفائت، عندما داهم “الفيلق الثالث” مقار “الفرقة 32” (القطاع الشرقي/ أحرار الشام)، والتي جاءت عقب انشقاق “الفرقة” عن مكوّنات الفيلق ورفضها قرارات لجنة الإصلاح.
وحينها، تدخلت “تحرير الشام” لإنقاذ “الفرقة”، ودخلت للمرة الأولى مناطق سيطرة نفوذ أنقرة، لتنسحب منها لاحقاً بعد اشتباكات مع “الفيلق” وتوقيع اتفاق ينص على انسحاب “الفرقة 32” من جميع النقاط التي سيطرت عليها في منطقة جرابلس شمال شرقي حلب، مع بقائها في نقاطها السابقة بمنطقة عولان شمال غربي مدينة الباب، في حين تتسلّم “الجبهة الشامية” نقاط “الفرقة” في منطقتي عبلة وتل بطال القربتين.
بعد الباب.. “الزنكي” تعلن طرد “فرقة الحمزة” من قرى في ريف حلب
طردت “حركة نور الدين الزنكي”، فرقة “الحمزة” من عدة قرى وبلدات في ريف عفرين شمال غربي حلب، وذلك بعد ساعات من سيطرة ما يسمى “الفيلق الثالث” على جميع المقار التابعة لـ “الفرقة” في مدينة الباب شرق حلب.
وتداول ناشطون صوراً أظهرت عدداً من عناصر “الحركة” وقالوا إنها التقطت في مقرات ونقاط تابعة لـ”فرقة الحمزة” في قرى “جولقان وكوكان وكرزيته وفقيران وقوجمان وشيخ عبد الرحمن” بريف عفرين. ولم تعلن الحركة حتى الساعة عن سيطرتها على القرى آنفة الذكر بشكل رسمي.
وكان “الفيلق الثالث” قد سيطر، يوم الثلاثاء، على جميع المقار التابعة لـ “فرقة الحمزة” في مدينة الباب.
وبحسب المصادر فإنّ “الفيلق الثالث” سيطر بعد اشتباكات مع عناصر “فرقة الحمزة” على الكلية الحربية التي أطلق عليها “الناشطون” اسم (كلية الشهيد أبو غنوم)، إضافةً إلى “مدرسة الزراعة” الواقعة على المدخل الجنوبي الغربي لمدينة الباب.
ضحايا بين المدنيين
وكانت الفصائل المدعومة تركياً قد سيطرت منتصف الليلة الماضية على بلدات الغندورة شرقي حلب واستعادت السيطرة على معسكر أرندة بريف عفرين شمالي حلب وسط معارك عنيفة مع “فرقة الحمزة وسليمان شاه”.
وسقط أكثر من 5 قتلى و30 جريحاً خلال المواجهات المشتعلة والمباشرة بين الطرفيين على مدار الساعات الـ48 الماضية وهي حصيلة مرشحة للزيادة جراء امتداد المعارك على أكثر من محور وجبهة.
وكانت شرارة المعركة بدأت بعد مقتل “الناشط” محمد أبو غنوم وزوجته وجنينها على أيدي عدد من مسلحي “فرقة الحمزة” المدعومة تركيّاً.
ويعاني الشمال السوري من انفلات أمني ومحاولة الفصائل العاملة فيه فرض سلطتها بقوة السلاح، وتدور بينها خلافات مستمرة على المعابر التجارية والمناطق الخاضعة لسيطرة كل منها.
يشار الى أن “تحرير الشام” استغلت خلال الفترة الماضية، سلسلة الصراعات بين مكونات نفوذ أنقرة، لبناء تحالفات مع أطراف عدة في مناطق “غصن الزيتون”، على حساب مكونات أخرى من الفصائل ممثلة بـ “جيش الإسلام والجبهة الشامية”، والتي من المتوقع أن تكون تلك الفصائل هدف “تحرير الشام” في هذه المرحلة.
تعليق