لماذا تعتبر المسيرات الإيرانية التي تتفادى الرادار خطيرة ولماذا على أوكرانيا أن تنتظر أخباراً غير سارة في المستقبل القريب؟

على الرغم من التقدم المستمر لأوكرانيا في الحرب، أفادت المخابرات الأمريكية أن الجيش الروسي يحاول تعزيز موقعه من خلال شراء مسيرات من إيران. وقد رفضت إيران إدانة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في الأمم المتحدة، ولهذين البلدين تاريخ من التعاون العسكري الوثيق منذ عام 2010، حيث انضمت القوات الروسية إلى القوات الإيرانية في العمليات العسكرية في سوريا. وعلى الرغم من رفض الصين بيع الأسلحة لطرفي الحرب روسيا وأوكرانيا، فإن إيران وكوريا الشمالية هما الدولتان الوحيدتان اللتان تمتلكان قطاعاً دفاعياً قوياً خارج دائرة القوى الغربية ويمكنهما لعب دور مهم في العمليات الحربية الروسية من خلال توفير الأسلحة والذخيرة.

وعلى الرغم من أن قطاع الدفاع الروسي أكثر تقدماً من إيران، إلا أن الطائرات المسيرة الإيرانية لا تزال نقطة القوة الأكبر لإيران وأحد الجوانب المهملة في الجيش الروسي. وقد تم استخدام المسيرات الإيرانية في العديد من المعارك في سوريا والعراق، ونفذت القوات الإيرانية آلاف المهام فقط باستخدام المسيرات العادية والتي تتفادى الرادار مثل شاهد-129 (مشابهة لمسيرة ” Predator” الأمريكية و” Wing Loog II” الصينية). حيث إن اعتماد روسيا على المقاتلات باهظة الثمن والقوة الغير كافية في مجال المسيرات من حيث دقة الهجمات يثبت أن الحصول على مسيرات منخفضة التكلفة ذات القدرات المتقدمة يمكن أن يضاعف قوة غارات الهجمات الجوية الروسية.

حيث تتمتع إيران بخبرة أكثر من أي دولة أخرى في مجال تطوير المسيرات التي تتهرب من الرادار في ساحة المعركة، وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة والصين فقط لديهما مثل هذه الأدوات المتقدمة لذلك، في حال تم تأمين المسيرات المذكورة لروسيا جنباً إلى جنب مع الخبرة والتدريب الكافيين، ففي ذلك الوقت ستتغير نتيجة الصراع، خاصة في ساحة المعركة الأوكرانية. حيث أن تعقيدات المسيرات يعني أنه لا يمكن استبعاد احتمال مشاركة القوات الإيرانية في العمليات، تماماً مثلما أرسل السوفييت قواتهم إلى جميع أنحاء العالم لتركيب المعدات الحربية المتقدمة في الدول الحليفة (من ليبيا في الثمانينيات إلى الصين في الخمسينيات).

حيث برز جزء من التطور الهام للمسيرات الإيرانية منذ أوائل عام 2010 في المجال الجوي الإيراني بعد الهجوم السيبراني الناجح لإيران على مسيرة لاكهيد مارتين RQ 170 Sentinel المتهربة من الرادار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وفي ذلك الوقت، تم إنزال المسيرة المذكورة على الأرض سليمة بشكل تام وبعد الهندسة العكسية تم استخدامها كأساس لإنتاج سلسلة من المسيرات التي تتفادى الرادار. ويمكن القول أن RQ-170 كانت واحدة من أكثر المسيرات العسكرية سرية وتهرباً من الرادار في العالم في ذلك الوقت. وبالطبع، تدعي المصادر الإيرانية أن المنتجات المحلية القائمة على RQ-170 تعمل بشكل أفضل من النموذج الأمريكي. وتم تصميم مسيرات صاعقة وشاهد-171 أيضاً على أساس RQ-170. ومن خلال نجاح المسيرة صاعقة بإختراق المجال الجوي الإسرائيلي في شباط \ فبراير 2018، أثبتت المسيرة أنها تمكنت من تجاوز أقوى أنظمة الدفاع الجوي. وكانت الطائرة المذكورة قادرة على التهرب من أنظمة باتريوت الأمريكية والإسرائيلية، ولكن تم إسقاطها من خلال اشتباك قريب (حيث أن قدرات التخفي لا تفيدها في هذه الحالة) نتيجة إطلاق نيران مضادة للطائرات. وقال داني ياتوم، الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي، عن هذه الحادثة إن العملية كانت معقدة للغاية. والمسيرة المذكورة هي نموذج ممثال للمسيرة الأمريكية التي سقطت في إيران. ولم نكن لنعلم أن المسيرة من صنع إيران في حال انفجرت المسيرة داخل إسرائيل.

ومنذ رفع حظر تجارة الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران في تشرين الأول \ أكتوبر 2020 ، كانت إيران تصدر معظم أنواع الأسلحة بشكل قانوني، ولكن مصداقية قطاع الدفاع الروسي ستتضرر أيضاً نتيجة شراء أسلحة عسكرية من إيران، و من المؤكد أنه سيجعل سلطات موسكو تفكر وتتأمل بالموضوع. حيث إن نقل التكنولوجيا الإيرانية لدعم تطوير المسيرات الروسية يشبه إلى حد بعيد التعاون بين روسيا وإسرائيل بعد توقيع عقد إنتاج المسيرات في عام 2009. وقوات جمهورية إيران الإسلامية، التي كانت تعاني من عدة عقود من التخلف في مجال العتاد من المقاتلات إلى الأسلحة المدرعة، تمكنت روسيا من تقليل تكلفة إنتاج أدوات جديدة بشكل كبير من خلال تزويد إيران بالمعدات العسكرية.

ولطالما تم الإعلان عن نظام الدفاع الجوي S400 ومقاتلات Su350M أو Su35 ونظام الدفاع الساحلي Bastion، كخيارات تهم إيران. حيث تعد المسيرات الإيرانية المتخفية عن الرادار الجديدة، وخاصة شاهد-181 و شاهد-191، مزعجة لقوات الدفاع الأوكرانية. وحتى يومنا هذا، إيران هي الدولة الوحيدة التي اختبرت المسيرات التي تتفادى الرادار في ساحة المعركة، ويمكن أن يؤدي الوصول إلى معرفتها وتقنياتها إلى تغيير مسار الحرب في أوكرانيا تماماً وكذلك تعزيز موقف روسيا ضد أعدائها. كما يمكن أن يؤدي نقل هذه التكنولوجيا إلى روسيا إلى تحسين موقع برامج المسيرات الإيرانية ومضاعفة اهتمام الدول الأجنبية بشرائها.

مقتبس من موقع  militarywatchmagazine