الدفاع الصاروخي؛ الاستراتيجية الايرانية
خبر توقيف القارب الإيراني المحمل بالتجهيزات الصاروخية في البحر الأحمر بالإضافة إلى خبر إرسال رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة من قبل ثلاثة دول أوروبية جميع هذه الأخبار تحاكي قصة خيالية من نسج الغرب ضد إيران.
أقدم سفراء ثلاثة دول أوروبية فرنسا، ألمانيا وانجلترا على كتابة رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كُتِب فيها أنّ إيران بدأت وتتوسع في توليد الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية وهذا العمل يعد خرق لإتفاقية مجلس الأمن من قبل إيران. والجدير بالذكر أن الدول الثلاث طالبت بإحالة الموضوع لمجلس الأمن.
القرار الأممي رقم 2231 لمجلس الأمن لعام 2015م نص على أن تتوقف إيران عن تطوير الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية وجاء هذا القرار بعد الإتفاق النووي بين إيران والدول 5+1.
ومن جهة أخرى ادعت أمريكا بأن البارجة فورست شرمن قامت بتوقيف قارب محمل بتجهيزات صاروخية متطورة من طرف إيران إلى أنصار الله وتم تحويل هذا القارب لخفر السواحل التابع لقوات التحالف السعودي.
يُعد خبر ادعاء أمريكا بتوقيف تجهيزات عسكرية من قبل إيران إلى اليمن هو خبر قديم ومنذ بداية حرب اليمن بدأت هذه القصة. ولكن الشيء المغاير في ادعاء أمريكا هو حمولتها المكونة من تجهيزات صاروخية متطورة.
في تحليلنا لهذان الخبران نستطيع القول وبحسب رأي المحللين العسكريين بأن القدرة العسكرية لأنصار الله نابعة من الصناعة الداخلية و عمل المختصين العسكريين اليمنيين (بمساعدة قوات المقاومة) و دخول السلاح الإيراني من البحر الأحمر أو عن طريق عُمان في هذا الوقت حيث يمر اليمن بحصار مطبق أمر منفي تماماً.
القوة الصاروخية لإيران تطورت وتوسعت بسبب ضعف القوة الجوية المتطورة وذلك بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية ومن أجل إيجاد قوة ردع والقيام بحملات بعيدة المدى لمواجهة الأعداء في المنطقة وبالأخص أمريكا، اسرائيل والسعودية. في الحقيقة كانت الاستراتيجية الإيرانية هي دفاعية صاروخية للدفاع عن نفسها وهذه الاستراتيجية عملية وقامت إيران بنقل هذه التجربة لأنصار الله، حزب الله ومجموعات المقاومة الفلسطينية.
التفاوض وقبول الشروط والمحدودية في هذا العمل يُمثل التجربة للاتحاد السوفيتي وليبيا ويُعد خطوة نحو السقوط الحر. لذلك تُعد الخطوة الأمريكية عبارة عن طعام أُضيف إليه نكهة أوروبية وهو مشروع تكراري من أجل زيادة الضغط الاقتصادي، السياسي وخرق الإتفاقيات مع إيران.
رأي: محراب
تعليق