الحرب داخل طالبان ترمي بظلالها على بلخاب؛ مهدي مجاهد، من هو وماذا يريد؟
أفاد موقع تطورات العالم الاسلامي بأن مسؤولين في حركة طالبان المركزية هددوا “مولوي مهدي مجاهد” قائد من الهزارة والذي انفصل عن طالبان، بقمعه بالقوة.
بعد عدم التوصل لاتفاق بين الوفد الثالث من طالبان المُرسل إلى بلخاب مع مولوي “مهدي مجاهد” قائد من الهزارة في طالبان، هدد مسؤولو طالبان بإحالة قضيته إلى وزارة الدفاع واستخدام القوة العسكرية لقمعه. وبعد هذا التهديد، حشد مولوي”مهدي مجاهد” قواته في مدينة بلخاب بمحافظة سربل واستقطب أكثر من 500 مسلح ومن أهالي بلخاب من خلال ترديد شعارات عرقية وشعبية.
وقد أفادت مصادر محلية، في 13 حزيران / يونيو، أن مسؤولي حكومة طالبان أمروا مولوي “عبد الرحيم أكه”، حاكم طالبان في سربل، إلى جانب قوات من قطعة البدري والحمراء والانتحارية، لاعتقال مولوي “مهدي مجاهد”. ولكن تم تعليق هذا القرار من خلال وساطة من علماء وكبار الشيعة في محافظة سربل. وقد التقى مجلس العلماء الشيعي الأفغاني مع مسؤولي طالبان في كابول وسربل والتقوا مع مهدي مجاهد في بلخاب في اجتماعات مختلفة ودعوا إلى تجنب الحرب وحل الخلافات من خلال الحوار. وعينوا وفداً برئاسة “آية الله واعظ زاده بهسودي” للقاء مهدي مجاهد وحكومة طالبان، وسيواصلون مشاوراتهم لحل الخلاف.
من هو مولوي مهدي مجاهد وماذا يريد؟
بعد وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، سيطر القادة المحليون الموالون لحركة طالبان على مناطق مختلفة في أفغانستان، بما في ذلك مدينة بلخاب، وبعضهم مثل مهدي مجاهد، كانوا من غير البشتون. وقد أدت الإجراءات التعسفية لهؤلاء القادة المحليين في بعض هذه المناطق إلى خلافات مع حركة طالبان المركزية، حيث تم عزل بعض هؤلاء القادة أو سجنهم. و”مولوي مهدي مجاهد” هو أحد قادة طالبان المستقلين ، وهو من الهزارة من سربل، والذي شغل منصب قائد الاستخبارات في محافظة باميان في حكومة طالبان. حيث أُقيل بعد أن انتقد سياسات وسلوك طالبان أحادي البعد تجاه الجماعات العرقية المختلفة في أفغانستان، وبعد بضعة أشهر في كابول، ذهب إلى بلخاب خالي الوفاض. وقد اشتبك مجاهد مع قوات طالبان في بلخاب للسيطرة على مناجم المنطقة، وكان ذلك بداية التوتر بينه وبين حكومة طالبان المركزية. واعتبر نفسه في تصريحاته بأنه مدافع وممثل عن الهزارة والشيعة في أجهزة حكومة طالبان. ولكن الهزارة لم يرحبوا به والشيعة لم يدعموه في التوترات الأخيرة مع طالبان. ولكن أنصاره في بلخاب يعملون بجد لدعمه ويحثون الناس على الوقوف في وجه طالبان.
وفي الوقت الحالي، يغلق مسلحو طالبان الطرق المؤدية إلى مدينة بلخاب أمام أنصار مولوي “مهدي مجاهد” ويراقبون حركة مرورهم بشكل صارم.
ويخشى سكان بلخب وشيوخها من اندلاع حرب بين مولوي “مهدي مجاهد” وطالبان ووضعوا مجلس علماء الشيعة كوسيط لحل هذه القضية.
ومهدي مجاهد ليس أول وآخر قائد مستقل لطالبان، وقبله كان قاري صلاح الدين أيوبي ومخدوم عالم ومولوي عطا الله عمري وكثيرين من بين قادة طالبان غير البشتونيين الذين أطاح بهم كبار مسؤولي طالبان.
اقرأ المزيد:
آخر تطورات أفغانستان وباكستان، 17 حزيران \ يونيو 2022
تعليق