إجابات مختلفة لمستشار بوتين في أمور التاليش
إسماعيل شعبان أوف من مواليد لنكران في أذربيجان، درس الجيوسياسية ويقيم في روسيا الاتحادية. حيث هاجر إلى روسيا الاتحادية منذ حوالي 30 عاماً، وبالإضافة إلى كونه مستشاراً للمجلس القبلي الرئاسي لروسيا الاتحادية، فهو محلل سياسي يقدم إجابات مختلفة على الأسئلة. وهذه هي المقابلة الثانية لموقع تطورات العالم الاسلامي مع إسماعيل شعبان أوف.
شاهد المقابلة الأولى لإسماعيل شعبان أوف مع تطورات العالم الإسلامي: ما لم يسمع به من أذربيجان في محادثة مع مستشار بوتين
سؤال: اندلع الحريق في مصنع سومقايت للزيت بعد أيام قليلة من مؤتمر شوشا. كانت مهريبان علييفا، زوجة الرئيس الأذربيجاني، ووسائل الإعلام الحكومية حساسة للغاية بشأن الحريق. ما سبب هذه الحساسية؟
كان موقع الحريق مصنع آذارسفن للزيوت الغذائية بإدارة عبد الباري غوزل. وهو مواطن كردي من سكان ماكو الإيرانية، حيث ذهب إلى تركيا بعد الثورة الإسلامية الإيرانية وهو مرتبط بالموساد وسافر أيضاً إلى إسرائيل. كما وإن تجارة البن والشاي والزيوت الغذائية الأذربيجانية بين يديه فقط. و يدير عبد الباري غوزل جميع الأنشطة التجارية لعائلة علييف. وهذا المصنع الذي يديره هو ملك لعائلة وأبناء إلهام علييف.
وقد تجاوزت أذربيجان الخطوط الحمراء وقد يكون هذا هو سبب هذا الحريق. وأعتقد أن الحريق في سومقايت هو كفارة عن عقد المؤتمر العالمي للأذربيجانيين في شوشا والرقص ليلة استشهاد الإمام علي (ع).
سؤال: كيف تُقيم الوضع الحالي في إيران؟
الثورة الإسلامية في إيران هي السبيل لتحرير الأمة الإيرانية، والإمام الخميني أطاح بنظام مكروه. حيث أنه في وقت ما، كان أي شخص يفصل جزءاً من إيران والثورة الإسلامية استعادت الكرامة. وهذه الثورة جعلت إيران تثبت وجودها خارج حدودها بعد خمسمائة عام. واليوم إيران متواجدة في أفغانستان واليمن والعراق وسوريا. لقد دمّرت إيران بشكل تام الخطط الغربية في الشرق الأوسط.
سؤال: ما هي الأحداث التي دفعت بروسيا إلى دخول أراضي الدول المجاورة لها؟
كان الرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما على ما يبدو صديقاً لروسيا، ولكنه في ذات وقت الصداقة، كان يُعد القوات لمحاربة روسيا. كان الوضع في كازاخستان من النوع الذي أدى إلى ازدياد الأنشطة المناهضة للإسلام كالقوميين والتركية. وكان مستشار نزارباييف السابق ورئيس الوزراء الحالي تحت الحكم البريطاني. وحتى في كازاخستان، أرادوا أن يحذوا حذو أوكرانيا، حيث أحبطتها روسيا بوجودها، وتم قمع هذه المجموعة. والوضع في القوقاز أسوأ مما هو عليه في أوكرانيا، وقد ازدادت العنصرية ومناهضة الإسلام بشكل كبير. وأعتقد أن تطهير القوقاز سيحدث قريباً.
سؤال: ما هو الوضع الحالي للحكومة الأذربيجانية؟
يعمل البريطانيون واليهود في تركيا وأذربيجان على تطوير مشروعهم. وهذه التيارات تحكم في اذربيجان والحكومة جزء منها. واليهود الصهاينة يريدون بناء مركزاً آخر لهم في أذربيجان. حيث أن أذربيجان ساحة لعب لهم لاستخدامها ضد إيران وروسيا. حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إننا لا نريد النفط الأذربيجاني ووجودنا في هذا البلد فقط لأنه بجوار إيران. وبعد انتهاء حرب قره باغ في عام 2020، علمنا أنه ليس الطائرات العسكرية المسيرة هي التي كانت متمركزة في قاعدة سيتالتشاي الجوية فقط بل وكانت أجهزة المخابرات تنشط أيضاً.
سؤال: ما هي الأهداف التي تسعى الحكومات الأجنبية وراءها على طول حدود إيران؟
يجب أن أقول أولاً أن المقابلة السابقة كانت لها الكثير من ردود الفعل. حيث يقول لي التاليش أننا لا نفهم ما تقصده بإيران. والتاليش هم المجموعة العرقية الوحيدة التي تقاوم خطط الحكومة الأذربيجانية. والتاليش هم شعب صغير واليوم انفصال جزء منهم عن إيران كان خطأ ملوك القاجار غير الأكفاء الذين حكموا إيران. كما وتقع المناطق المنفصلة لهذا الشعب بالقرب من حدود إيران (جيلان وأردبيل). وهذه المنطقة لديها الكثير من الانتماء الديني والثقافي لإيران وأسلافنا كانوا من الشيعة الاثنا عشرية.
وتريد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والبريطانية القضاء على المذهب الشيعي الاثنا عشري عند التاليش والترويج للدين الزيدي للأئمة الأربعة. والهدف من ذلك هو فصلهم عن إيران بشكل عاجل وخلق عدو على طول حدود إيران. وقد تمكنت هذه الأجهزة من جذب مجموعة من الشباب. مثل ما فعلوه على الحدود الغربية لإيران في كردستان العراق المتعاونة مع إسرائيل.
وبالطبع، لا تقتصر هذه العملية على الموضوع الديني، ففي مدارس وجامعات رايون الست في أذربيجان التي يقطنها التاليش، يروجون لفكرة “نحن أتراك” و “نحن أصدقاء لتركيا”.
سؤال: كيف تسعى الحكومات الأجنبية لتحقيق أهدافها في أذربيجان؟
وقد أدى هذا إلى دخول “مبارز مانسيموف” إلى اللعبة لاستخدامه في هذه المهمة. ومبارز هو من قرية ميانكوه، رايون ماسالي، وهو من أتباع سعيد نورتشي وأداة البريطانيين واليهود. وبدأ العمل مع أجهزة المخابرات اليهودية بعد أن بدأ التجارة البحرية. وقد باع مانسيموف نفط داعش لتركيا وعمل مع بلال أردوغان نجل الرئيس التركي.
وقد رفعت القيود المفروضة على مبارز مانسيموف بعد المصالحة بين الحكومة التركية وإسرائيل. وفي تركيا الآن، يقوم مبارز بتسمية السفن باسم شهداء أذربيجان في حرب قره باغ ويوسع أنشطته في بحر قزوين.
وهذا الاتجاه ليس موجهاً لداخل أذربيجان، وقد تم إرسال بعض الأموال إلى روسيا لتحويل الناس إلى الدين الزيدي. كما ويتعاون الدياسبورا الأذربيجانيين (“الشتات” مجتمعات بعيدة عن الوطن) في روسيا، والذين تحكمهم إسرائيل، في هذه العملية.
وأحد هؤلاء المبشرين هو وقار سالايف، من سكان رايون ليريك، والذي يروج للزيدية في موسكو بأوامر ودعم من مبارز. حيث أن سالايف ليس رجل دين في الأصل وهو خريج جامعي.
خلفية سالايف واضحة جداً. وبعد رفع القيود المفروضة على مركز تاليش الحضاري في باكو (بشرط تعاونه مع الحكومة الأذربيجانية)، أصبح مرتبطاً باليهود ويتحدث الآن ضد إيران ويقوم بالدعاية لإسرائيل.
سؤال: ما هي استراتيجيتك لمواجهة المخططات الهدامة للحكومات الأجنبية؟
يتابع الأعداء هذه القضية بشكل منهجي ويعرفون أن التاليش مرتبطين بإيران وروسيا. ويخشى التيار الحاكم في أذربيجان أن يقف التاليش في وجه خطتهم. ويجب أن تتعاون إيران بشكل منهجي مع التاليش لتعطيل الخطة اليهودية البريطانية. وتجاهل هذا الموضوع خطأ كبير.
سؤال: ما هو تقييمك للأحداث في أرمينيا؟
أرمينيا دولة صغيرة في القوقاز وفي حال تمكنت من الحفاظ على نفسها فقد قامت بعمل كبير. وتحاول الحكومة تطبيع علاقاتها مع تركيا حيث أصبحت تعتمد على هذا البلد. ومع التوجه الحالي لا أرى مستقبلاً جيداً لأرمينيا.
وشعب أرمينيا، بما في ذلك النساء، خائف بسبب مقتل أكثر من أربعين ألف شاب في حرب قره باغ الثانية.
كما وقد قَبِل الشعب الأرمني الهزيمة ولا يريدون حرباً أخرى. وكانت النساء أكثر الداعمين لرئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان. ويرى الناس، روبرت كوتشاريان كمناضل. وفي حال كان تمتع معارضي باشينيان والحزب الحاكم بالقدرة، لكان بإمكانهما استدعاء 100 ألف شخص إلى الميدان. ولكن لم يأت أكثر من 30 ألف شخص، ومعظم الناس لم يؤيدوا الأحزاب المعارضة لرئيس الوزراء.
سؤال: بالتحديد ما هو الأمر الذي يمكن أن يحدث في أرمينيا؟
هذا الاتجاه بحد ذاته هو علامة خطر، وإذا أصبح باشينيان يتمتع بشعبية، فسوف يتنازل عن مقاطعة سيونيك في جنوب أرمينيا (على الحدود مع إيران) لأذربيجان.
وسيتم منح طريق مواصلات من هذه المقاطعة الأرمنية إلى أذربيجان، وهو ما سيحدث في العامين المقبلين والذي هو أمر خطير للغاية. حيث أن تسليم سيونيك لأذربيجان سيغلق طريق إيران إلى أوراسيا.
وهذه القضية مؤثرة للغاية في السياسة والأمن والوضع الجيوسياسي. وهذا المسار تم اقتراحه من قبل البريطانيين بالأساس، وتدخل القوات الأجنبية في منطقة القوقاز يخلق وضعاً خطيراً.
سؤال: كيف تقيمون الاتفاق بين إيران وأذربيجان وتواجد إيران في ممر الغرب إلى الشرق؟
الوعد بعبور ممر 40 كيلومتراً عبر الأراضي الإيرانية كذبة، وللأسف في إيران يصدقون ذلك. بالطبع، عبور هذا الطريق عبر الأراضي الإيرانية هو مؤقت أيضاً وسيُستخدم حتى يحصلوا على طريق عبور عبر سيونيك في أرمينيا. وقد جعلت تركيا وأذربيجان إيران لعبة لأهدافهما من خلال وعدهما بعيور الـ40 كم.
سؤال: في رسالة إلى السيد إبراهيم رئيسي، صرح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن أذربيجان قد أضافت إيران إلى قائمة الدول الواقعة في ممر الغرب إلى الشرق. ماذا تعني هذه الرسالة؟
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ليس له دور في الممر بين الغرب والشرق بحيث يمكنه أن يقرر وجود إيران على هذا الطريق وهو فقط منفذ للأوامر. حيث تلعب أذربيجان دور الوسيط في هذا الممر وليس لأذربيجان دور في العالم.
وتقارب إلهام علييف من إيران ومقترحاته خطير للغاية بالنسبة لإيران، وعلى الحكومة الإيرانية الامتناع عن قبولها. حيث تقرّب من إيران بأمر من الغرب وإسرائيل.
ويروج إلهام علييف لأهدافه من خلال رشوة بعض الأشخاص داخل إيران، وهم لوبي جمهورية أذربيجان في إيران.
نهاية المقابلة\
هامش: المحتوى والإجابات الواردة في المقابلات ليست بالضرورة معتمدة من قبل تطورات العالم الاسلامي.
تعليق