ما هي أبعاد مشروع الرهاب الأفغاني ومعاداة إيران؟
للمشروع الأمني لأجهزة التجسس الغربية أبعاد مختلفة لزعزعة استقرار منطقة آسيا الوسطى لا سيما الحدود الشرقية لإيران. ويتراوح المشروع بين أنشطة الجماعات الإرهابية مثل جيش العدل وعصابات التهريب والحرب النفسية والادعاءات الكاذبة مثل قتل إيران للمهاجرين الأفغان.
في 11 نيسان \ أبريل 2022، تظاهرت مجموعة صغيرة من المتظاهرين المزعومين، زاعمين “إساءة معاملة إيران للمهاجرين الأفغان” ورددوا شعارات مناهضة لإيران، عند تقاطع الشهيد إيزديار في كابول بالقرب من سفارة جمهورية إيران الإسلامية.
وبالتزامن مع هذه المظاهرة، هاجمت مجموعة أخرى القنصلية الإيرانية في مدينة هرات وإضافة إلى رشق مبنى القنصلية بالحجارة، قاموا بإضرام النار في مدخل القنصلية.
حیث قیل أن سبب هذه الاحتجاجات هو سوء معاملة حرس الحدود الإيراني للمهاجرین الأفغان الذين دخلوا إيران بشكل غير قانوني. ولكن الواقع شيء آخر!
في عهد الحكومة الأفغانية السابقة، وفي تاريخ 30 كانون الثاني \ يناير 2017، أنشأ عملاء المخابرات من السفارتين الفرنسية والأمريكية في كابول مكتباً مشتركاً في تقاطع صدارت في المنطقة الثانية في كابول لتصميم وتنفيذ برامج ضد مصالح جمهورية إيران الإسلامية في أفغانستان.
حيث أطلق طاقم استخبارات السفارة الفرنسية والقسم اليهودي في السفارة الأمريكية على المكتب اسم “المكتب 59”. وفي هذا المكتب عمدوا لإحداث شرخ بين البلدان الناطقة بالفارسية من خلال نشر محتوى معاد للإسلام في وسائل الإعلام ونشر وتوزيع الكتب المناهضة للدين ومعلومات ثقافية وتاريخية خاطئة.
وكانت من أهم مهام هذا المكتب إدارة وإطلاق الاحتجاجات المناهضة لإيران، وتمزيق صور قائد الثورة الإسلامية، وتشجيع ودعوة الشباب إلى اعتناق المسيحية والتشكيك في الأفكار الإسلامية.
وكان بعض الموظفين في المكتب 59 موظفين في منتصف العمر يتحدثون الفارسية وهم من أصل إيراني. وكان لديهم تاريخ كأعضاء في منظمة مجاهدي خلق الإرهابية ويعملون الآن مع الفرنسيين والأمريكيين في أفغانستان.
والآن وبعد السقوط الكامل للحكومة السابقة في 15 آب \ أغسطس 2021 وتولي حركة طالبان للسلطة في أفغانستان، واصل هذا المكتب أنشطته الاستخبارية في أفغانستان دون انقطاع ويقوم بتنفيذ مشروع أمني يمكن تسميته بـ “الرهاب الأفغاني-معاداة إيران”.
وعلى الرغم من أن تولي حركة طالبان للسلطة قد أدى إلى زيادة الأمن العام في أفغانستان، إلا أن الضعف الإداري والمعرفي لمنظماتهم لا يزال يترك أيدي الجماعات الإرهابية مجاهدي خلق وداعش وجيش العدل وغيرهم مفتوحة. ومن ناحية أخرى فإن الظروف المعيشية السيئة للناس تتماشى مع استثمار الدول الغربية لجذب القوى، ويتم بسهولة تنفيذ الفتن الصغيرة والكبيرة.
ولأكثر من 40 عاماً قام شعب وحكومة إيران، دون التطلع للأراضي وموارد أفغانستان، بإيواء المهاجرين الأفغان بطريقة أخوية وودية كمعاملتهم لشعبهم، ولم يقفوا في أي وقت بوجه أي مساعدة من أجل السلام و الاستقرار في أفغانستان. ومن ناحية أخرى، كانت الأمة الأفغانية دائماً نصيراً للمقاومة في الفتن الكبرى مثل حرب الثمان سنوات والحرب ضد الجماعات التكفيرية في سوريا.
ونشهد اليوم مرة أخرى فتنة الغربيين في المناطق الشرقية من إيران، ولكن شعبي أفغانستان وإيران يقظين بما فيه الكفاية ولديهم بصيرة حول الأوضاع والشرط الوحيد لكسر هذه الفتنة هو النخب الواعية و مثقفي الشعبين.
اقرأ المزيد:
هجوم على القنصلية الإيرانية في مدينة هرات + صور وفيديو
اشتباك حدودي بين إيران وطالبان على حدود محافظة سيستان وبلوشستان
الاشتباك الحدودي الثاني بين إيران وطالبان في محافظة سيستان وبلوشستان + فيديو
تعليق