أوسيتيا الجنوبية، قره باغ الأخرى في القوقاز
قال رئيس حكومة أوسيتيا الجنوبية (ألانيا) (بحكم الواقع) في خطاب ألقاه يوم الخميس: وقفت روسيا الاتحادية إلى جانبنا في جميع الصعوبات، والآن هو وقت حرج بالنسبة لشعب روسيا وأوسيتيا. وروسيا هي الوطن التاريخي لشعبنا وفي عام 2008 اعترفت باستقلالنا.
تحدث أناتولي بي بيلوف عن الإطار القانوني للانضمام إلى روسيا ويريد إجراء استفتاء في المستقبل القريب من أجل ذلك.
الأوسيتيون منقسمون بين روسيا الاتحادية وجورجيا. وقد أصبحت أوسيتيا الشمالية الآن جزءاً من روسيا، وأوسيتيا الجنوبية جزء من الأراضي الجورجية.
يبلغ عدد سكان هذه المنطقة 70 ألف نسمة وهم مزيج من الأوسيتيين والجورجيين والروس و .. والجورجيون أقلية يبلغ عددهم 14 ألف نسمة. وتبلغ مساحة هذه المنطقة 3900 كيلومتراً مربعاً وفيها مدينة واحدة وأربع بلدات ومنطقة.
وتُستخدم العملة الروسية، الروبل، الآن وكذلك اللاري الجورجي، ويتم التحدث باللغتين الأوسيتية والروسية في المنطقة، ويحمل معظم المواطنين جوازات سفر روسية.
وقد تم إجراء استفتاء لتغيير اسم هذه الجمهورية إلى جمهورية ألانيا في 9 نيسان \ أبريل 2017، بالتزامن مع الدورة السادسة للانتخابات الرئاسية لهذا البلد. وأظهرت نتائج الاستفتاء أن أكثر من 78% من سكان هذه البلاد صوتوا لصالح اسم ألانيا في هذه الجمهورية. وبالتزامن مع الاستفتاء، أجريت الدورة السادسة من الانتخابات الرئاسية في هذه المنطقة، حيث فاز رئيس مجلس النواب أناتولي بي بيوف بنسبة 57.98 % من الأصوات.
حيث كانت أوسيتيا الجنوبية مقاطعة تتمتع بالحكم الذاتي في جورجيا السوفيتية خلال الحقبة السوفيتية، وكانت التوترات شديدة في هذه المنطقة كما هو الحال في قره باغ، منذ عام 1989، مما أدى إلى صراع مع جورجيا.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، رفضت أوسيتيا الجنوبية الحكم الجورجي وأعلنت الاستقلال. واشتبك مسلحو هذه المنطقة مع الجيش الجورجي واستمر التوتر حتى عام 1992، مما أسفر عن مقتل ألفي شخص من سكان هذه المنطقة. وأخيراً، وافق الرئيس الجورجي إدوارد شيفرنادزه على وقف إطلاق النار مع روسيا الاتحادية وأرسلت كل من الحكومتان 500 جندي من قوات حفظ السلام إلى هذه المنطقة.
ودفع إعلان استقلال أوسيتيا الجنوبية وخطة السلام لعام 1992 منطقة أبخازيا الواقعة شمال غرب جورجيا إلى الانفصال في نفس العام. واستمرت الصراعات في المنطقة من 1992 إلى 1993، ومع خطة السلام الروسية، تم نشر قوات حفظ السلام الروسية والجورجية على خطوط التماس. كما وأعلنت المنطقة استقلالها رسمياً في عام 1999.
وبعد الإطاحة بالرئيس الموالي لروسيا إدوارد شيفرنادزه في ثورة الزهور المخملية في جورجيا عام 2003، وصل الرئيس الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي إلى السلطة. ورفض خطة السلام الروسية ودعا إلى فرض حكومة بلاده في هذه المنطقة.
حيث تصاعدت التوترات بين روسيا وجورجيا في عام 2008، وخلال سلسلة من الأحداث اشتبك الجيش الجورجي مرة أخرى مع ميليشيات أوسيتيا. وفي النهاية وبعد سلسلة من الاشتباكات، وافق المسؤولون من الجانبين على وقف إطلاق النار. ومع ذلك، في 7 آب \ أغسطس 2008 دخل الجيش الجورجي مدينة تسخينفالي في عملية مباغتة. وفي 8 آب \ أغسطس 2008، أمر رئيس روسيا الاتحادية، دميتري ميدفيديف، بتنفيذ عملية عسكرية لدعم المواطنين الروس في أوسيتيا وتقدم الجيش الروسي إلى العاصمة الجورجية تبليسي، بعد طرده من تلك المناطق.
ومن ثم انسحبت روسيا من جورجيا تحت ضغط من الناتو والاتحاد الأوروبي، ولكنها ضغطت على العديد من حلفائها للاعتراف باستقلال هاتين المنطقتين. وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا معترف بهما من قبل فنزويلا ونيكاراغوا وناورو وتوفالو وسوريا، ولكن بقية دول العالم تعتبر هذه المنطقة جزءاً من جورجيا.
وتعتمد أوسيتيا الجنوبية (ألانيا) بشكل مباشر على الاقتصاد الروسي ويتم تمويل برنامج إعادة الإعمار الاقتصادي من خلال الاستثمارات الروسية.
وقد يكرر الاستفتاء على الانفصال عن جورجيا في المنطقتين المتاخمتين لروسيا الاتحادية موقفاً مشابهاً لما حدث في شبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الأوكرانيين. وهذا يمكن أن يفرض حرباً أخرى على منطقة جنوب القوقاز ويزيد من التوترات الدولية.
والجدير بالذكر أنه حتى القرن الثامن عشر، كانت أوسيتيا الشمالية والجنوبية جزءاً من إيران، والتي ضمتها روسيا القيصرية في القرن الثامن عشر بتوقيع معاهدتي جولستان وتركمنشاي.
تعليق