في ظل ظروف رئيس وزراء باكستان المعادي لأمريكا!
يقول عمران خان لأنه لم يسمح للأمريكيين ببناء قاعدة عسكرية في باكستان، فهم يعتزمون الإطاحة به. فيما هي أبعاد القصة؟
يقول عمران خان إنه لم يسمح للأمريكيين بإقامة قاعدة عسكرية في باكستان، ولطالما انتقدهم لقصفهم مناطق القبائل الباكستانية. ورداً على رسالة التهديد من الدول الغربية بالتصويت ضد روسيا في الاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 آذار \ مارس، قال: هل نحن عبيدكم لننفذ كل ماتقولونه؟ عندما انتهكت الهند قانون كشمير المحتلة هل قطع أي منكم علاقاته وتجارته معها؟
لدينا علاقات ودّية مع أمريكا وروسيا والصين وأوروبا، ولن ندخل في أي تكتل وذلك لأن موقفنا يقوم على الحياد وسنسعى لإنهاء الحرب بالتعاون مع جميع الدول.”
هذه المواقف القومية والشعبوية والمعتدلة تقود العقل إلى شعاراته الانتخابية. ولكن اتخاذ هذه المواقف لدول مثل باكستان لن يمر مرور الكرام، وأيدي الأحزاب والتيارات السياسية الموالية للغرب والمعتدلة في البرلمان ليست مُكبلة. ولطالما استندت السياسة العامة لباكستان منذ نشأتها إلى عدم خلق توتر مع القوى العالمية.
وكان أحد الأسباب الرئيسية لهذا الموقف هو خلافاتهم مع الهند وانعدام الأمن المتجذر في جارتهم الشمالية، أي أفغانستان. لذلك، فإن الهيكل الرئيسي للحكومة الباكستانية لا يسمح لعمران خان وأي سياسي آخر بالخروج من السياسات الكلية الباكستانية. لذلك، لا يبدو أن عمران خان يستطيع إجراء تغيير جوهري في بنية باكستان. قد يكون قادراً على استخدام سلطات الرئيس لحل البرلمان وجر الاحتجاجات التي تقودها الولايات المتحدة والتيارات الموالية للغرب إلى مستنقع الانتخابات، ولكن من الصعب التنبؤ باستعادة حزبه للسلطة مجدداً.
حيث نظم معارضو عمران خان مظاهرات واسعة النطاق ضده. وحكومته متهمة سياسياً بسوء الإدارة والحكم الضعيف وتواجه خطر الانقلاب، والثورة المخملية، والضغط السياسي والاقتصادي الأجنبي من الناحية الأمنية.
ومن ناحية أخرى، نجا عمران خان مؤقتاً من فخ الديمقراطيين المرتبطين بالولايات المتحدة من خلال حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة خلال التسعين يوماً القادمة. ولكن الأيام القادمة ستكون أيام ملتهبة بالنسبة له. حيث أنه بحاجة إلى تحالفات جديدة والمزيد من التمويل للفوز بالانتخابات البرلمانية مرة أخرى.
بشكل عام أدّت الخلافات السياسية إلى مستوى عالٍ من الوضع الأمني في باكستان، وهذا الأمر لا يعجب المؤسسات الأمنية والعسكرية الباكستانية، التي تلعب دوراً مهماً في السلطة. وعلى الرغم من نوع حكومتها (الجمهورية الإسلامية)، لم تتخذ باكستان خطوة ضد وجهات نظر القوى العالمية وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة. وقد يكون عمران خان قادراً على هزيمة التيارات المؤيدة للغرب في البلاد بسياسات مناهضة لأمريكا وتحريض المشاعر القومية والشعبوية الباكستانية، ولكن التغيير الجوهري في الهيكل السياسي الباكستاني له مكونات أخرى لا يوجد دليل عليها. وسنذكر هذه المكونات أكثر في التطورات المستقبلية لباكستان…
اقرأ المزيد:
عمران خان محاطباً أوروبا: أتحسبون أننا عبيد عندكم؟
تعليق