تهميش النواب الأذريين في المسجد الأزرق بيريفان
أفاد موقع تطورات العالم الاسلامي بأن ممثلي الوفد الأذربيجاني اللذان وصلا إلى العاصمة الأرمينية يريفان في الـ21 والـ22 من شباط \ فبراير بدأوا بتهميش إيران والمسجد الأزرق في يريفان.
زار طاهر ميركيشيلي رئيس لجنة الاقتصاد والمناجم والمهن برفقة سلطان محمدوف المسجد الأزرق في يريفان بشارع مسروب ماشتوتس بعد حضورهم اجتماع البرلمانات الأوروبية في مجمع كارن دميرتشان.
ونشر طاهر ميركيشيلي صوراً تذكارية للوفد الأذربيجاني المكون من عضوين على صفحته على فيس بوك وكتب: “كنا في المسجد الازرق في يريفان. وهذا هو المبنى الأذربيجاني الوحيد الذي نجا. وتوجد على الجدران نقوش تتعلق بدولة أخرى (أي إيران)، وهندسة الجدران وروح المبنى متعلق بنا. هذا ما شعرنا به نحن والمسجد. ونعتقد أن المالكين الأصليين لهذا المسجد سيبدأون بالدعاء قريباً. ودعاء الأذربيجانيين دائماً جيد ومستجاب دائماً”.
ويأتي التهميش اللافت للوفد في الوقت الذي تجمعت فيه مجموعة من المتظاهرين خارج مجمع كارين دميرتشان الثقافي والرياضي في يريفان احتجاجاً على حضور الوفد الأذربيجاني ورددوا هتافات ضد أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا.
كما وشن الفصيل المعارض للحكومة الأرمنية في البرلمان هجوماً كلامياً شديداً ضد الوفد الأذربيجاني خلال الاجتماع.
يمكن القول أن أعضاء البرلمان الأذربيجاني حاولوا بهذه الحيلة أن يبتعدوا عن الموقف البارد للأرمن ويتجهوا نحو إيران وحكومة الجمهورية الإسلامية. وعلى الجانب الآخر للعملة هناك روح القومية التركية والمعادية لإيران لهذا الممثل المؤيد للحزب الحاكم الذي اتخذ مثل هذه الخطوة وهو استمرار لسياسة الحكومة الأذربيجانية.
وبالطبع، أثناء تواجد طاهر ميركيشيلي في يريفان قام أيضاً ببث فيلم ليلي لساحة الجمهورية، حيث نشرت قناة “تي في الاجتماعية” التليفزيونية الحكومية منشوراته.
اقرأ المزيد: نواب البرلمان الأذربيجاني في يريفان؛ ماذا قال الأرمن؟
ولم تقف السفارة الإيرانية في يريفان مكتوفة الأيدي ونشرت تغريدة بثلاث لغات، الفارسية والأرمنية والإنجليزية يوم الأربعاء 23 شباط، فيما يتعلق بهذا التهميش؛ الأمر الذي كان مناسباً في نوعه.
ونص هذه الرسالة، حيث أن التغريدة باللغة الفارسية مختلفة قليلاً، مع أربع صور لنقوش الطلاب ومخطوطاتهم والطابع التذكاري للمسجد الأزرق، على النحو التالي:
“إن المهتمين بالتاريخ يفهمون جيداً الهوية الحقيقية وقيمة العمارة الإيرانية للمسجد الأزرق مع النقوش والمخطوطات الفارسية للطلاب الذين درسوا فيه منذ أكثر من 200 عام. يا لها من نعمة أن تبقى هذه النقوش التاريخية محفوظة وقد تم متابعة العمل البحثي لتوثيقها!
وكذلك أيضاً فإن التغريدة الإنجليزية تشبه هذه التغريدة، لكنها تحتوي على نص أكثر صرامة قليلاً، وهو كالتالي:
“المسجد الأزرق هو رمز الفن الإيراني وقد أعيد تنشيطه في العقود الثلاثة الماضية كمكان للعبادة للمسلمين الذين يعيشون في أرمينيا فضلاً عن كونه نقطة جذب سياحي. وهو مكان بهيج للغاية حيث تم الحفاظ على النقوش الفارسية لعدة مئات من السنين. من الذي يستطيع قراءتها؟
تم بناء المسجد الأزرق أو مسجد يريفان الكبير مع أسماء أخرى له كالمسجد الفارسي ومسجد جك جامي في فترة الزندية. وقد بدأ بناء المسجد عام 1179 هـ، أي ما يعادل 1760 م واكتمل بناءه على يد حسين علي خان قاجار، حاكم بيغلربيغي يريفان في عام 1179 هـ أي ما يعادل 1765 م.
حيث كلّف بناء المسجد ستة آلاف تومان من العملة الإيرانية وتؤكد النقوش على الرواق الجنوبي واسم حسين علي خان تاريخ الانتهاء من بنائه.
والمسجد الأزرق في يريفان مبني من الآجر على أرض مساحتها 21300 متر مربع على الطراز المعماري لأربعة أروقة الصفوية و القاجارية وهنالك 28 غرفة على الجانبين ومئذنة.
كما ويوجد بالمسجد صحنان، حسينية وحوزة دينية، حيث درس الطلاب حتى عام 1330 هـ (1912م) وكتبوا تذكارات على الجدران.
وقبة المسجد مطلية باللون الفيروزي والذهبي بكلمة يا علي ولها 3 محاريب رخامية منحوتة بآيات قرآنية تم بناؤها في أصفهان ونقلها إلى يريفان. حيث أن وجود ثلاثة محاريب يدل على أن أتباع المذاهب الإسلامية الثلاثة يصلون فيه.
ويرجع اسم المسجد الأزرق إلى اللون الأزرق لبلاط الفسيفساء ذي السبعة ألوان مع زخارف إسلامية عند مدخله الرئيسي وهو مشابه للمسجد الأزرق في تبريز.
ومن عام 1921 إلى عام 1940 أمر جوزيف ستالين الزعيم الديكتاتوري للاتحاد السوفيتي السابق بهدم وتغيير استخدام جميع الكنائس والمساجد والمعابد اليهودية. وتم إدراج مساجد الأزرق وعباس ميرزا ومحمد خان ورجب باشا وزالي خان ونوروز علي بك وسرتيب خان وحاجي إمام فردي وحاجي جعفر بك ونورزال وخدابنده في قائمة عمليات الهدم. حيث واجه المسلمون الشيعة الأذريون في يريفان (Yeraz) صعوبة في استخدام المسجد الأزرق وخلال هذه السنوات لم يُسمحوا بترميم المبنى وقد تدمرت أجزاء منه.
في عام 1940 اقترحت مجموعة من المثقفين الأرمن في يريفان تحويل المبنى إلى متحف تاريخي في يريفان لمنع هدم المسجد الأزرق.
وبعد الاستقلال وانهيار الاتحاد السوفياتي السابق واستقلال جمهورية أرمينيا اقترحت جمهورية إيران الإسلامية مسألة إصلاحه وتغيير استخدام المسجد، على السلطات الأرمينية.
وقد تم توقيع عقد الترميم بين البلدين في 13 تشرين الأول \ أكتوبر 1995 وتولت منظمة التراث الثقافي في ذلك الوقت الترميم الفني بمساعدة وثائق وصور جامعة يريفان، وقد تولى مستثمروا مؤسسة المحرومين والمحاربين القدامى في ذاك الوقت و مستشارية منظمة الثقافة الإسلامية والتواصل تلك المهمة.
وقد تم تصميم الطابع التذكاري من قبل فاهان مكردتشيان مع منظر للمسجد الأزرق في يريفان وكنيسة المخلص المقدس في أصفهان. وتم الكشف عن هذا الطابع بحضور آرمان خاتشاطوريان وزير النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أرمينيا وعلي ناصر سبحاني بور المستشار الثقافي لإيران، في 20000 مجلد.
وبعد أربع سنوات من بدء إعادة الإعمار وفي صيف 1999 تم تسليم هذا المبنى إلى المستشارية الثقافية لسفارة جمهورية إيران الإسلامية في يريفان. وتم تركيب نقش ترميمه عام 2000م، على المدخل الرئيسي بعد اكتمال الترميم.
وفي الوقت الحاضر، تؤدى صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء في هذا المسجد، ويقيم المسلمون الذين يعيشون في يريفان بما في ذلك الإيرانيون طقوسهم الدينية هناك. ويعد تدريس اللغة الفارسية والمعرض الدائم للصور والمكتبة جزءاً من أنشطته ويزوره السياح في الصباح وبعد الظهر.
وقد طلبت إيران من الحكومة الأرمينية ترشيح المبنى لإدراجه في قائمة التراث التاريخي-الثقافي العالمي لليونسكو.
تعليق