ماذا يحصل في أوكرانيا؟ ما هي قصة الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا؟ + خريطة أوكرانيا
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساعات الأولى من يوم 24 شباط \ فبراير أن روسيا أطلقت رسمياً عملية خاصة لإحلال السلام في أوكرانيا! وبحسب خطاب الرئيس الروسي، الذي أذاعه التلفزيون الروسي الرسمي؛ فإن العملية تهدف إلى حماية سكان منطقتي دونتسك ولوهانسك وكذلك نزع السلاح من أوكرانيا ونزع النازية منها أيضاً.
حيث شدد بوتين على أن الغرض من هذه العملية هو حماية أولئك الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة الجماعية لمدة ثماني سنوات من قبل نظام كييف ولهذا الغرض نسعى إلى نزع السلاح ونزع النازية من أوكرانيا وكذلك محاكمة أولئك الذين قاموا بذلك وارتكبوا العديد من الجرائم الدموية ضد السكان المسالمين ومن ضمنهم مواطني روسيا الاتحادية.
وبعد هذا البيان، بدأت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في الساعات الأولى من يوم 24 شباط \ فبراير.
ولكن ما هو السبب الرئيسي لبدء هذه الحرب؟
قبل يومين، في 22 شباط، وبعد أسابيع من التوترات المتصاعدة في شرق أوكرانيا، اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيراً باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في جنوب شرق أوكرانيا، ومنح كييف 24 ساعة لوقف العمليات العسكرية في منطقة دونباس وتسليم جميع مقاطعات دونيتسك ولوهانسك إلى سكان المنطقة. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن اتفاقية مينسك “لم تعد موجودة” وإن أوكرانيا هي المسؤولة عن انهيارها. وتجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من نصف المناطق المذكورة في دونباس تخضع الآن لسيطرة جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين.
دونباس هي منطقة تاريخية واقتصادية وثقافية في جنوب شرق أوكرانيا انفصلت عن الاتحاد السوفيتي مع أوكرانيا أثناء تفكك الاتحاد السوفيتي. وتعتبر روسيا منطقة دونباس حيث يعيش العديد من الروس، جزءاً من أراضيها التقليدية.
وخلال الاضطرابات عام 2014 ، تمت الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش وتولى سياسيون مؤيدون لأوروبا السلطة في العاصمة الأوكرانية كييف. وبعد هذه الثورة (أو الانقلاب)، أعلن سكان شبه جزيرة القرم عن رغبتهم في الانفصال عن أوكرانيا وفي النهاية وبعد سلسلة من الأحداث، أدى ذلك إلى انفصال شبه جزيرة القرم وضمها إلى روسيا. وقد انفصل شعب لوهانسك ودونيتسك بعد ذلك وطالبوا بالانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا. وهكذا ، في 11 أيار \ مايو 2014 ، قام كل من دونيتسك مع لوهانسك، بعقد استفتاء من أجل الاستقلال عن أوكرانيا. وفي دونيتسك صوت أكثر من 89 في المائة من الناخبين وفي لوهانسك أكثر من 96 في المائة للحكم الذاتي والاستقلال.
ولكن هذه المرة قامت الحكومة الأوكرانية والتي كانت تشهد انفصال القرم، بقمع الانفصاليين بعمل سريع وعمليات عسكرية. ومع ذلك، فإن العملية العسكرية الأوكرانية في منطقة دونباس لم تنجح بقمع النزعة الانفصالية تماماً؛ لكنها قطعت العملية. وفي ذات العام، تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار (مينسك) بين أوكرانيا وروسيا وانفصاليي دونيتسك ولوهانسك. ومنذ ذلك الحين (حتى عام 2022) تشهد منطقة دونباس اشتباكات يومية بين القوات العسكرية للطرفين وقتل وتشريد و … لسكان المنطقة. وقبل الحرب في دونباس، كانت المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أوكرانيا بعد كييف، عاصمة البلاد.
ومع ذلك، على مدى السنوات الثماني الماضية، أصبحت المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الانفصالية في دونيتسك ولوهانسك في جنوب شرق أوكرانيا تحدياً لم يتم حله بين روسيا وأوكرانيا وموقعاً للصراعات السياسية بين روسيا والغرب. كما وفشلت اتفاقيتا مينسك 1 و 2 في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، حيث اتهم كل طرف الآخر بعدم الالتزام ببنود الاتفاقية.
وعلى مر السنين، سعت الحكومة الأوكرانية إلى استعادة أراضيها، على أمل الحصول على مساعدة مالية وعسكرية من الغرب والولايات المتحدة؛ وهو أمر لم يتحقق أبداً، بل على العكس من ذلك، مع تزايد نفوذ الولايات المتحدة في أوكرانيا تحول هذا البلد عملياً إلى مكان للتهديدات العسكرية المباشرة وغير المباشرة من قبل الناتو والولايات المتحدة ضد روسيا. وفي الآونة الأخيرة، أدت الهوامش المحيطة بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ونشر قواعد وأنظمة الدفاع والصواريخ التابعة للناتو في ذلك البلد، بالاتحاد الروسي إلى استنتاج أن السبيل الوحيد للخروج من هذه المشكلة هو نزع السلاح من أوكرانيا!
وبدأت العمليات العسكرية الروسية من أجل احتلال أراضيها التقليدية في دونباس وربما كل أوكرانيا…
اقرأ المزيد:
بدء عملية عسكرية روسية في أوكرانيا
آخر الأخبار من الحرب الروسية الأوكرانية 24 شباط \ فبراير 2022
تعليق