زيارة وزير الدفاع الأذربيجاني إلى إيران، وجهان لعملة واحدة
تأتي تصريحات وزير دفاع جمهورية أذربيجان ذاكر حسنوف بشأن إيران وتوسيع العلاقات الدفاعية في وقت تُظهر فيه دراسة بسيطة أن هذا البلد رفض دائماً المساعدات العسكرية الإيرانية في الماضي وبدلاً من ذلك، سعى للحصول على المساعدة من تركيا وإسرائيل ويقوم بعمليات الشراء العسكرية منهما.
يرافق زيارة وزير دفاع جمهورية أذربيجان الجنرال ذاكر حسنوف إلى طهران يوم الإثنين 22 كانون الثاني \ يناير تحليلات مختلفة.
حيث التقى خلال هذه الرحلة العميد الركن محمد رضا قرايي آشتياني، وزير الدفاع الإيراني، واللواء محمد حسين باقري، رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة، ثم مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وقد زار الجنرال حسنوف متحف الثورة الإسلامية والدفاع المقدس والتقى أيضاً بالطاقم الإداري في السفارة الأذربيجانية في طهران.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية لوسائل الإعلام: “سبب هذه الزيارة هو دعوة رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية لمراجعة وتوسيع التعاون العسكري والدفاعي”. نفس النص الإخباري الذي نشرته جميع وسائل الإعلام الأذربيجانية.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية لوسائل الإعلام: “إن سبب هذه الزيارة هو دعوة رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية لدراسة وتوسيع التعاون العسكري والدفاعي”. وهو ذات النص الإخباري الذي نشرته جميع وسائل الإعلام الأذربيجانية.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، من بينها وكالتا أنباء إيرنا وفارس، قال سيد إبراهيم رئيسي في لقائه مع ذاكر حسنوف: “لا يمكن للكيان الإسرائيلي أن يكون صديقاً للمسلمين”. وأشار إلى خطورة وجود القوات السلفية والتكفيرية في المنطقة. وتحدث رئيسي عن العلاقات بين البلدين والتي تقوم على أساس القواسم الدينية والتاريخية العميقة المشتركة بين شعبي البلدين، ودعا إلى تعميق العلاقات التجارية.
كما وأعرب رئيس جمهورية إيران الإسلامية عن اهتمامه بتقديم الخدمات التقنية والهندسية الإيرانية إلى أذربيجان.
وفي اجتماع منفصل، أشار الجنرال باقري إلى احتلال أرمينيا لمنطقة قره باغ لمدة 30 عاماً، وقال: “إيران تعارض أي نوع من الاحتلال والمرشد الأعلى للثورة سعيد بتحرير هذه الأرض من الاحتلال الأرمني. وقال متابعاً: “الحدود المشتركة تستخدم للسلام والصداقة والتجارة وهي مكان لتنقل الناس”.
وكانت القضايا الدفاعية والإقليمية الهامة من بين موضوعات هذه المحادثات؛ لكن لم يتم تسريب تفاصيل واضحة. كما والتقى ذاكر حسنوف مع أمير قرايي آشتياني وناقشا مجالات التعاون الدفاعي.
وقد قامت وسائل الإعلام الأذربيجانية بتنسيق واحد بحذف كامل لتصريحات السيد إبراهيم رئيسي حول إسرائيل والقوات التكفيرية وتحدثوا فقط عن توسيع العلاقات.
كما أشادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بالاجتماع وأعربت عن حماسها لتحرير قره باغ وتوسيع العلاقات الدفاعية وتأمين الحدود.
وبحسب وكالة ايرنا، فقد شدد وزير الدفاع الأذربيجاني على أن: “العلاقات العسكرية بين البلدين ستستمر على مستوى عال بعد هذا الاجتماع ودعا الجنرال باقري لزيارة أذربيجان”. وفي لقاء مع آشتياني، وصف ذاكر حسنوف إيران أيضاً بأنها قوة مهمة وأشاد بالعلاقات الدفاعية لحكومته مع إيران.
تأتي تصريحات وزير دفاع جمهورية أذربيجان ذاكر حسنوف بشأن إيران وتوسيع العلاقات الدفاعية في وقت تُظهر فيه دراسة بسيطة أن هذا البلد رفض دائماً المساعدات العسكرية الإيرانية في الماضي وبدلاً من ذلك، سعى للحصول على المساعدة من تركيا وإسرائيل ويقوم بعمليات الشراء العسكرية منهما.
ومثال على ذلك هو رقم الرحلة AZQ-4622 للطائرة العسكرية إليوشن 76 لهذا البلد والمسجلة برقم 4K-AZ101. حيث حلقت الطائرة من جنوب الكيان الصهيوني إلى باكو في 24 كانون الثاني\يناير. حيث تتزامن هذه الرحلة مع استعداد وزير دفاع أذربيجان للقيام برحلة إلى إيران!
وتظهر مراجعة الرحلات الثنائية أيضاً أن الجنرال حسنوف أتى إلى إيران في عام 2017 (قبل حوالي خمس سنوات) بدعوة من العميد حسين دهقان، وزير الدفاع آنذاك. ولكن خلال هذا الوقت، لم تتطور العلاقات الثنائية كثيراً في مجال الدفاع فحسب، بل أصبحت أيضاً حرجة.
ولكن مصادر في أذربيجان تؤكد أن القوى المدمرة هي سبب العلاقات الباردة بين البلدين. وقال المحلل العسكري أوزير جعفروف لموقع “آخار” حول هذا الموضوع: “أرمينيا في طليعة القوى المدمرة في العلاقات الثنائية بين أذربيجان وإيران، ولا توجد حكومة أخرى غير أرمينيا تنوي تعطيل هذه العلاقة”.
وزعم أن حكومة يريفان: تلقت مساعدة من إيران في الماضي، وهي الآن قلقة من توسيع علاقات إيران مع أذربيجان وقطع المساعدات الإيرانية عنها.
كما و أن أذربيجان تشتري وتستخدم المسيرات الإسرائيلية بمساعدة مستشارين عسكريين صهاينة، بالإضافة إلى عقد تجميع أسلحة برية بدون سائق وزوارق للدوريات مسلحة، وشراء رادارات حدودية، وتقارير غير مؤكدة عن قيام القوات الإسرائيلية بدوريات وهي ترتدي لباس حرس الحدود على الحدود مع إيران و لطالما كان إنشاء قاعدة استخبارية إسرائيلية في هذا البلد القوقازي موضع قلق للمحللين الإيرانيين وأصدقاء إيران الأذربيجانيين.
يحاول المسؤولون في جمهورية إيران الإسلامية الحصول على نصيب من عقود إعادة إعمار قره باغ وتطهير حقول الألغام، ولكنهم لم يتلقوا أي إشارات واعدة حتى الآن. وتشارك في هذه المشاريع شركات أوروبية وتركية وروسية وإسرائيلية.
ويبدو من غير المحتمل أن تتخلى الحكومة الأذربيجانية ببساطة عن تعاونها مع الكيان الصهيوني وتركيا وحلف شمال الأطلسي على الحدود الشمالية لإيران.
وهذه السياسة التي تعود لعهد الرئيس السابق حيدر عليوف، هي لتحقيق توازن بين القوى المتنفذة أو التوازن الايجابي. والمبدأ الذي لطالما كان مبدأ مصوناً لأذربيجان وهو إقامة علاقات مع جميع البلدان.
والآن يتم النظر في نفس السياسة في إطار مشتريات عسكرية جزئية وعديمة الجدوى من إيران ومناورات محتملة وتدريبات مشتركة للتخلص من تداعيات المواجهة العسكرية والأمنية مع إيران.
اقرأ المزيد: لقاء بين السفير الأذربيجاني مع وزير الدفاع الإيراني
تعليق