رواية رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 عن سقوط كابول والتهديدات الكبرى لبريطانية
اعتبر “ريتشارد مور” رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني في مقابلته الأولى أن سقوط كابول في أيدي طالبان كان غير متوقعاً وكان نتيجة سوء تقدير استخباراتي.
في أول مقابلة مباشرة له مع قناة بي بي سي اعتبر “ريتشارد مور” رئيس جهاز المخابرات البريطاني MI6 أن الصين وروسيا وإيران والإرهاب الدولي هم التهديدات الأربعة الرئيسية لبريطانيا.
ورداً على سؤال ما إذا كان سقوط كابول مسألة استخباراتية؟ قال: “من الواضح أن تقييم تقدم طالبان في أفغانستان كان خاطئاً، ولكن سقوط كابول ليس إخفاقاً استخباراتياً وهذا الوصف مبالغ فيه للغاية. حيث كان خطأنا الوحيد هو حساب السرعة التي سيطرت بها طالبان على كابول بالسرعة التي كانت تغادر بها القوات البريطانية والأمريكية أفغانستان.
ولأكون صادقاً إذا قمنا بتعيين مجلس قيادة طالبان وكبار قواتهم كعملاء سريين فلم نكن لنتوقع سقوط كابول وذلك لأن طالبان لم تكن لتتوقع ذلك وكان ذلك غير متوقع بالنسبة لهم أيضاً. لم يتوقع أي منا أن تسقط كابول بهذه السرعة.
ولا شك في أن انتصار طالبان كان بمثابة انعكاس خطير ونحن قلقون من أن ذلك سيرفع معنويات المتطرفين في جميع أنحاء العالم وفي الواقع لأولئك الذين يجلسون في بكين وطهران وموسكو”.
وتابع في تصريحاته بشأن إيران:
“إيران تشكل تهديداً أساسياً. وهم يستخدمون المجموعة السياسية والعسكرية لحزب الله والتي هي دولة داخل دولة من أجل إثارة الاضطرابات في البلدان المجاورة.”
وفي أعقاب انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان في 1 أيار\مايو 2021، كثفت طالبان تقدمها نحو مراكز المحافظات، ومع الانسحابات المتكررة للجيش الأفغاني، تمت الإطاحة بالحكومة الأفغانية بقيادة أشرف غني. وأخيراً مع وصول مقاتلي طالبان إلى كابول وهروب أشرف غني في 13 آب\أغسطس 2021، سقطت الحكومة الأفغانية الموالية للغرب في يد طالبان مرة أخرى بعد عشرين عاماً. حيث يرى العديد من المحللين ووسائل الإعلام أن سقوط أفغانستان في أيدي طالبان هو مشروع جديد لوكالات المخابرات الأمريكية والبريطانية.
و يستند هذا التحليل إلى نص خطط مراكز الأبحاث الغربية للإطاحة بالحكومات وإثارة الاضطرابات في البلدان الإسلامية بما في ذلك أفغانستان ولبنان وغيرهما. ويبدو أن الخطة نجحت ظاهرياً في بلد مثل أفغانستان وفشلت في دول أخرى مثل لبنان بسبب تواجد حزب الله. لذلك فإن الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا تحاول التستر على إخفاقاتها خاصة في أفغانستان من خلال تقديم تحليلات كاذبة والتلاعب بالحقائق ومن ناحية أخرى، للاستفادة على أكمل وجه ممكن من التطورات الميدانية في أفغانستان. حيث أن قصة التقدم السريع لطالبان في أفغانستان وهيمنة الجماعة ونفوذها على أجزاء مختلفة من البلاد كانت قصة واضحة، وقد تنبأ موقع تطورات العالم الإسلامي منذ فترة طويلة بإمكانية حدوث مثل هذا السيناريو. فكيف لم تكن الكتلة الغربية رغم كل مراكز الفكر والقوى الميدانية على الأراضي الأفغانية، على علم بهذه القضية ؟! الجواب واضح: إنهم يكذبون.
تعليق