التستر والإخفاء هو الوجه الآخر للحرب بين أرمينيا وأذربيجان
قضية الخسائر البشرية في النزاع العسكري الذي استمر ثلاثة أيام بين القوات المسلحة الأذرية وأرمينيا في الفترة من 14 إلى 17 تشرين الثاني \ نوفمبر والإحصائيات المتناقضة لمسؤولي البلدين يثير التساؤل حول عدد الضحايا الذي تسبب فيه تبادل إطلاق النار والتقدّم الأذري على الحدود المتنازع عليها.
ذكرت وسائل الإعلام الأرمينية في البداية نقلاً عن مسؤولين عسكريين أن 15 شخصاً قُتلوا وأُسر 12 شخصاً آخر من القوات الأرمينية. ومع ذلك تشير الإحصاءات الرسمية إلى مقتل شخص واحد. وفي هذا الصدد قام رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان بإقالة وزير الدفاع الأرمني. ومن ناحية أخرى، تحدّثت وسائل إعلام فارغونزو ومراسلها سيمون بيغوف عن 26 جندياً في عداد المفقودين من الجيش الأرميني، وهو ما لم يتم تأكيده رسمياً بعد.
وفي الجهة المقابلة أعلنت وزارة الدفاع الأذرية أولاً عن عدد الضحايا حيث بلغ عدد الجرحى 2 ثم 7 قتلى و 16 جريحاً. كما وصرّح وزير خارجية جمهورية أذربيجان جيحون بيراموف، أن أرمينيا ستتلقى رداً حازماً. وهذا البيان غريب بعض الشيء مقارنة بمسألة الاستيلاء على مرتفعين استراتيجيين في شمال مقاطعة سيونيك الأرمنية.
والآن ادعى زبيل محمدوف وهو ناشط إعلامي من أذربيجان ومقيم في روسيا الاتحادية في منشور على إنستغرام أن عدد ضحايا الاشتباكات بين الجيش الأذري والقوات المسلحة الأرمينية أعلى من العدد المعلن عنه من قبل مسؤولي وزارة الدفاع. وذكر أن عدد القتلى السبعة لم يكن صحيحاً،بل 30 جندياً أذرياً لقوا حتفهم في هذه الاشتباكات.
يبدو أن كلا البلدين في جنوب القوقاز يريدان السيطرة على الرأي العام من خلال إنكار وقوع خسائر عسكرية. طبعاً هذا الأمر يعتبر أحد الحلول خلال الحرب حتى لا تتضرر معنويات الناس في فترة وجيزة. ولكن الأزمة السياسية الداخلية في أذربيجان وأرمينيا تشجّع المسؤولين الحكوميين على استخدام مثل هذا النهج.
وفي باكو، يستمر اتهام إلهام علييف من قبل معارضيه بالتخاذل أمام أرمينيا من أجل تحديد الحدود بشكل حازم ونهائي. كما ويتعرض نيكول باشينيان لضغوط شديدة من المعارضة في ييريفان وتجمهرهم ضد الحكومة. ولا يزال الرأي العام في كلا البلدين متشككاً بشأن عدد الخسائر التي أبلغ عنها الجيش.
اقرأ أكثر:
تفاصيل الصراع الحدودي المُسلّح بين جمهورية أذربيجان و أرمينيا
تعليق