تعرفوا على اليمن بشكل أفضل؛ نظرة على موقعية محافظة صعدة في اليمن
معرفة ودراسة موقعية محافظة صعدة في التطورات اليمنية
تقع محافظة صعدة شمال اليمن ويبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة ومساحتها 11375 كيلو متراً مربعاً. وتتضمن هذه المحافظة 15 مديرية وهي الحشوة، صفراء، الظاهر، باقم، حيدان، رازح، ساقين، ساحر، شداء، صعدة، غمر، قطابر، كتاف، مجز ومنبه.
وحالياً تعتبر الزراعة وتربية الحيوانات هي الأنشطة الرئيسية لسكان هذه المحافظة وكما أن الحرف اليدوية والمناجم الصخرية أعطت لأهالي محافظة صعدة أرضية تجارية واسعة.
ومعظم الأراضي بالنصف الغربي لهذه المحافظة غنية بالموارد المعدنية والأراضي الخصبة للزراعة بسبب المرتفعات والمناخ المناسب والنصف الشرقي للمحافظة هو أراضي جافة وصحراوية حيث أن تربية المواشي هناك هي الأكثر شيوعاً.
وفي الماضي كانت صعدة في طريق قوافل الحجاج لمكة والتجار اليمنيين ولهذا السبب تمتعت بازدهار اقتصادي وثقافي وفني كبير.
ويوجد في صعدة عدد من الأسواق القديمة مثل سوق الطلح والسوق القديم والسوق الأسبوعي وكل واحد منها يفتح أبوابه في أيام مختلفة عن الآخر للتصدير وتجارة سلع معينة من الحرف اليدوية وحتى القهوة والفواكه وما إلى ذلك.
ولعبت صعدة دوراً مهماً في التحكم والسيطرة على المناطق شمالي اليمن وكانت دائماً المرتفعات الشمالية سداً في وجه الأعداء. وكانت صعدة عاصمة اليمن خلال حكم الزيديين.
ومن الشخصيات العظيمة في تاريخ صعدة الشهيد “السيد حسين بدر الدين الحوثي” والذي يُعرف بقائد الثورة اليمنية. ولعب السيد حسين دوراً هاماً جداً في التنوير والترويج لثقافة المقاومة الاسلامية في اليمن. وهو أحد مؤسسي النواة الأولى لأنصار الله في عام 1986م تحت اسم “اتحاد الشباب المؤمن”. وتشكلت هذه الحركة بالتركيز على العالم الشيعي “صلاح أحمد فليتة” وباقي الشباب القياديين مثل “السيد محمد بدر الدين الحوثي” (أخ السيد حسين) وآخرين ومن ثم في عام 1990م بداية بالأمين العام “محمد يحيى عزان” ومن بعده الشهيد “السيد حسين بدر الدين الحوثي”.
ومع صعود هذا التيار في اليمن مترافقاً بإسم السيد حسين بدر الدين الحوثي بات يُعرف هذا التيار بالحوثيين وبعد استشهاده وبداية قيادة السيد عبدالملك والعمل على تشكيلات شيعية قوية في اليمن تحت اسم “أنصار الله”.
واستشهد السيد حسين في 10 أيلول 2004م في مرتفعات صعدة بعد سنوات من الصراع (منذ 1990م) مع حكومة علي عبدالله صالح. وتم تسليم جثمانه بعد عدّة سنين لأنصار الله ودفن في مرتفعات مران (الواقعة شمال غرب مديرية حيدان) حيث تم قصف المقبرة من قبل طائرات التحالف السعودي عام 2015م.
وهنالك ثلاث قبائل مهمة تسكن هذه المحافظة وهي قبيلة خولان وبكيل وحاشد والتي لعبت دوراً هاماً في جبهات الحرب ضد التحالف السعودي.
وخلال سنوات الثورة اليمنية قام المهاجرون الوهابيون في قرية دماج (جنوب شرق صعدة) بتجاوزات ضد أنصار الله حيث تم التصدي لهذه الفتنة بخروج الوهابيين من صعدة خلال الأشهر الأخيرة من عام 2014م. وكذلك اشتبكت قبيلة آل عبدين في أطراف صعدة مع أنصار الله حيث أن هذه المواجهة انتهت بانتصار أنصار الله.
وبعد بداية عدوان التحالف السعودي على اليمن أصبحت صعدة أحد الأهداف الرئيسية للتحالف السعودي.
وجرت عمليات التحالف للسيطرة على صعدة من ثلاث محاور: 1- الشمالي (الطريق السريع “علب – صعدة” في مديرية باقم)، 2- الشرقي (من البقع وحتى كتاف)، 3- الغربي (من الملاحيط وحتى مرتفعات مران) والتي انتهت بالهزيمة بعد خمس سنوات من هجمات التحالف السعودي وحتى الآن. ومن بين أسباب هذا الفشل المرتفعات في الشمال والظروف المناخية الخاصة بصعدة وتحكم أنصار الله بالمنطقة والمقاومة ونجاح التكتيكات العسكرية لأنصار الله على التحالف وعملية “نصر من الله” هي مثال خاص ومناسب لفهم هذه الأسباب.
تعليق