رأي: أنا رئيس وزراء مرحلة الأزمة!
بعد خمسة أشهر على استقالة عادل عبدالمهدي وعدم نجاح محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي نجح مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة.
حيث كسب مصطفى الكاظمي ثقة الأحزاب والتحالفات وأغلب التيارات بعد مشاورات مكثفة معهم (باستثناء أحزاب “دولة القانون” بقيادة نوري المالكي و “الوطنية” بقيادة إياد علاوي و العقد الوطني بقيادة فالح الفياض و…).
ووفقاً لإتفاق البرلمان العراقي فإنه يجب إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في ربيع 2021م ويجب أن يكون هذا هو الهدف الرئيسي للحكومة المؤقتة برئاسة “مصطفى الكاظمي”.
حيث يواجه الكاظمي مشاكل أخرى مثل بيع النفط وعودة داعش والصراع بين المقاومة وأمريكا ومحاربة فيروس كورونا والاحتجاجات والفساد وما إلى ذلك وحل هذه الأمور بدون مساعدة الدول الأجنبية التي تؤثر على العراق أمر مستحيل. وفي الحقيقة كما قال الكاظمي في مقابلة مع وسائل الإعلام بأنه رئيس وزراء مرحلة الأزمة وأنه لايمتلك عصا سحرية لحل المشاكل.
ومن هنا يمكن بحث ودراسة مستقبل حكومة الكاظمي في الحالات التالية:
1- الحرب النفطية:
في الأشهر الأخيرة عرّضت السعودية سوق النفط لمشاكل خطيرة وذلك تحت عنوان الحرب النفطية مع روسيا والخسائر الناجمة عن الانخفاض الحاد في أسعار النفط لا يمكن تحملها بالنسبة للإقتصاد العراقي الذي يعتمد على النفط.
ومن ناحية أخرى جذبت السعودية من خلال تقديمها للنفط بأسعار منخفضة عملاء النفط العراقيين مثل الهند مما أدّى لإنخفاض في مبيعات العراق. وبالنتيجة فإن الكاظمي يجد صعوبة في اختيار وزيري النفط والخارجية حيث أن هذان المقعدان مايزالان خاليان في حكومته. وذلك لأن بيع النفط والعلاقات مع السعودية والدول التي تشتري النفط العراقي ليس عملاً سهلاً يمكن لأي أحد أن ينجزه.
2- حل الحشد الشعبي وخلع سلاح فصائل المقاومة:
تطالب بعض التيارات والشخصيات العراقية بخلع سلاح فصائل المقاومة وحل الحشد الشعبي ومع وصول الكاظمي للسلطة قد يصبح هذا الأمر أكثر خطورة. وذلك بالنظر إلى أن كتائب حزب الله هم من أشد المعارضين للكاظمي لذلك من الغير منطقي أن لايشغل نفسه بهذا الأمر المثير للجدل. ما لم يكن الهدف من إيصاله للسلطة هو تعزيز المواجهة بين المقاومة وأمريكا وإخراج المجموعات الشعبية من ساحة السلطة العراقية.
3- انسحاب أمريكا من العراق:
على الرغم من أنه تمت الموافقة على هذا الموضوع في البرلمان ولكن يبدو أنه من غير المحتمل أن يكون لدى الكاظمي خطة بهذا الشأن. وذلك لأنه دخل المشهد السياسي بدعم من أمريكا وقدّم تنازلات وسيقدّم لحفظ مصالحهم. (حيث أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت عن تمديد إعفاء العراق من استيراد الطاقة الإيرانية لمدة أربعة أشهر بعد تشكيل حكومة الكاظمي.)
4- وجهة نظر إيران من حكومة الكاظمي:
إن الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الأمن القومي الإيراني “علي شمخاني” للعراق تشير إلى رغبة إيران في استقرار العراق. حيث أن الاحتجاجات وانعدام الأمن في العراق من بين دول الشرق الأوسط سبب أكبر ضرر لإيران. ومن المحتمل أن هذا هو السبب أيضاً وراء موافقة تيار الفتح والحكمة وما إلى ذلك على انتخاب واختيار الكاظمي.
كما أن مواقف الفصائل العراقية المعارضة مثل كتائب حزب الله هي أيضاً مستقلة وثورية وإيران في الوقت الراهن ليس لها تأثير يذكر في تشكيلها.
وكذلك معارضة التيارات السياسية مثل نوري المالكي وفالح الفياض و…الخ للكاظمي ليست بسبب معاداة أمريكا والاتهامات الموجهة للكاظمي أو حتى المواقف المزدوجة بالتعامل مع إيران ولكنها بسبب المنافسة السياسية.
لا شك في أن الفوضى في العراق ستستمر حتى مع وصول الحكومة المؤقتة برئاسة الكاظمي وكما ستستمر مشاكل الفساد وغياب الاستقرار والسلطة الموحدة. لذلك يجب النظر لحكومة الكاظمي المؤقتة على أنها مرحلة مليئة بالصعوبات ولكنها مؤقتة إلى جانب الاحتجاجات السياسية وما إلى ذلك المبالغ فيها والتي ألا يجب أن تتجاهل القرارات والأحداث السياسية لهذه المرحلة.
تعليق