هل هنالك نيّة لأمريكا بمهاجمة الفصائل العراقية؟ الجزء الثاني
التحقيق في التطورات العراقية الأخيرة والتحركات الأمريكية ضد فصائل المقاومة
منصب رئيس وزراء العراق أي شخص يتولى هذا المنصب لايمكن أن يتجاهل القوة والنفوذ لإيران وأمريكا في هذا البلد. ومن خلال هذا أثبتت إيران دائماً أنها أفضل شريك في علاقات المنطقة وأكبر داعم حقيقي لمواجهة الإرهاب وأقوى لاعب في مسرح التطورات العراقية.
ومن هذا المنطلق يمكن الفهم بشكل أسهل المواقف الأخيرة للشخصيات ذات التوجه الغربي مثل “عدنان الزرفي”. ليس فقط هو ولكن أي شخص لن ينجح بقيادة العراق بدون مساعدة إيران.
وبطبيعة الحال إذا كان الزرفي يريد أن يصبح رئيس وزراء العراق فعليه بالبداية لفت نظر وجذب التيارات السياسية الشيعية العراقية في البرلمان. وبالإضافة لذلك هنالك قضايا أخرى تؤثر على المستقبل السياسي للعراق والتي سنسلط الضوء على بعضها:
1- تفشي فيروس كورونا وضغط المرجعية والأوضاع السياسية المتوترة (استمرار الاحتجاجات والتوسع لإقليم كردستان) يمكن أن تساعد في جلب الزرفي للسلطة.
2- الواضح من ترشيح الزرفي لمنصب رئيس الوزراء هو أن “برهم صالح” قام بذلك لإرضاء الأمريكيين وبالنظر لتحركاته السابقة يمكن القول بأن برهم صالح يسعى لتعزيز التيار السياسي التابع لأمريكا.
يمكن القول إن الحرب النفسية الأخيرة بشأن “العمليات العسكرية الأمريكية ضد فصائل المقاومة العراقية” والتي نُشرت أيضاً في نيويورك تايمز لها طابع ورائحة إعلامية تهدف لتعزيز الدعم السياسي ل”برهم صالح” و”عدنان الزرفي” وبشكل ما تستغل التردد والخوف للسياسيين العراقيين من الحرب وتفرض عليهم قبول الزرفي.
وهذه المسألة واضحة حيث استغلت أمريكا الفوضى التي أوجدها تفشي فيروس كورونا بالعالم وعلى الأقل أقدمت تحركات سياسية وعسكرية واسعة في أفغانستان والعراق.
والدليل على هذه الخطة نقل القوات الأمريكية من القائم والقيارة إلى عين الأسد وأربيل وتحليق لطائرات الشحن العسكرية إلى القواعد الأمريكية في العراق وما إلى ذلك.
3- إن النوايا الأمريكية من إجلاس الزرفي على الكرسي وإعطاء السلطة لبرهم صالح ليست واضحة. ولكن يمكن التخمين بأمرين:
ألف- تسعى أمريكا لوحدة العراق ولكن بحكومة أمريكية كي تستطيع من هذا الطريق أن تحمي وتخدم مصالحها في العراق والمنطقة وتزيد من كبحها لقدرة إيران.
ب- تسعى أمريكا لخطة تقسيم العراق لثلاثة أجزاء كردستان والعراق السني والعراق الشيعي ولتحقيق هذا الهدف يجب عليها أولاً إنشاء حكومة تابعة لها كما في أفغانستان.
4- في ضوء ما سبق في النقطة الأولى والنقاط أعلاه يبدو أن أمريكا لن تُقدم على أي حركة عسكرية ضد الفصائل العراقية حتى يتم التأكد من عدم القبول بعدنان الزرفي أو من الممكن أن تقوم بهجمات محدودة على مواقع كتائب حزب الله.
في الحقيقة أظهر المقامر ترامب من خلال سياساته أنه يريد تغيير المشهد الحالي وتعطيل قواعد دول غرب آسيا وهنالك احتمال لحدوث خطأ في الحسابات من قبله.
أمريكا في هذه المرحلة من التطورات بحالة تحذير للمجموعات السياسية العراقية أي إن لم تقبلوا بعدنان الزرفي كرئيس للوزراء يجب عليكم توقع الحرب وعملياتنا العسكرية الجادة.
على أي حال أمريكا في مواجهة استراتيجية مع المقاومة الاسلامية عقب اغتيال القادة الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس وعدم تلقيها لرد مناسب، والضربة الأولى هي التي ستحدد ميدان المعركة وماتزال المقاومة تواجه هذه المشكلة بالتردد واليأس.
تعليق