هل هنالك نيّة لأمريكا بمهاجمة الفصائل العراقية؟
نشرت أمس البارحة صحيفة نيويورك تايمز تقريراً عن خطة لوزارة الدفاع الأمريكية من أجل الهجوم بشكل واسع على مواقع كتائب حزب الله في العراق والذي تم تداوله على نطاق واسع في وسائل الإعلام العراقية والإيرانية.
وجاء في تقرير نيويروك تايمز عدّة نقاط رئيسية مثل إعلان توجيهات لعمليات تدمير كتائب حزب الله ومعارضة مارك اسبير وزير الدفاع وبعض المسؤولين العسكريين لهذه الخطة وإمكانية نشوب اشتباك مع إيران.
وفي الأيام الماضية أبلغ مسؤولون في كتائب حزب الله عن الخطة الأمريكية من أجل الهجوم على مواقع فصائل المقاومة وهددوا باستهداف منشآت اقتصادية وقواعد عسكرية أمريكية.
ولكن هنالك بعض الملاحظات حول هذا الموضوع:
1- الاشتباك بين فصائل المقاومة وأمريكا في العراق أمر لامفر منه؛ وذلك لأنه تعتبر فصائل المقاومة مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق والنجباء و….الخ هي التهديد الرئيسي للمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة. وبالإضافة لذلك إلى الآن لم تتلق أمريكا رداً على اغتيال الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد الحاج قاسم سليماني من العراقيين وفي حال لم ترد المقاومة العراقية على هذا الموضوع أو واصلت تأجيله فعليها انتظار المزيد من الضربات الأمريكية وانسحابات أكبر على الساحة السياسية والسيادية للعراق.
وكذلك في هذا الصدد أعلنت السفارة الأمريكية في العراق من خلال بيان لها أنه يجب على الموظفين الأمريكيين في بغداد وأربيل مغادرة العراق بناءً على قرار وزارة الخارجية الأمريكية وذلك لتفشي مرض كورونا. وقد يكون هذا الأمر صادر من أجل إبعاد الدبلوماسيين والسياسيين الأمريكيين عن الهجمات المضادة للفصائل العراقية.
2- قامت أمريكا حتى الآن بإخلاء قواعد القائم (في محافظة الأنبار) والقيارة (في جنوب الموصل) ويقال بأنها تخطط لإخلاء قواعد K1 وبسماية والتاجي والقصر الرئاسي في الموصل ولكن لايمكن وصف عملية التنقل على أنها إخلاء وذلك لأن هذه القوات انتقلت إلى كافة القواعد مثل عين الأسد وأربيل ولم تنسحب أو تخرج من العراق. وعليه يمكن القول بأن أمريكا نقلت قواتها من المناطق المُعرضة للإستهداف إلى مناطق أئمن في العراق.
3- في الماضي اكتشف عادل عبدالمهدي بالتشاور مع الحاج قاسم سليماني خطة الانقلاب الأمريكية من قبل اللواء عبدالوهاب الساعدي (نائب الرئيس السابق لجهاز محاربة الإرهاب العراقي) وتم عزله من منصبه ونقله لوزارة الدفاع.
ولكن يجب ألا يغيب عن البال أن الثورات المخملية والانقلابات تتم بمشاركة رجال أمن خونة في البلد وذلك باعتراف وتوثيق الأمريكيين نفسهم. لذلك فإن هذا الاحتمال متاح في العراق.
على أي حال هنالك احتمال لحدوث انقلاب وعمليات عسكرية ضد الحشد الشعبي وكل السيناريوهات الأخرى متاحة في العراق. ولكن إيصال أو تسريب معلومات بهذا الشأن من قبل وسائل الإعلام كنيويورك تايمز من الممكن أن يكون حرباً نفسية أمريكية.
تعليق