الأهمية الاستراتيجية في تحرير محافظة الجوف للجان الشعبية اليمنية
نجحت قوات اللجان الشعبية اليمنية من خلال عمليات هامة واستراتيجية والتي بدأتها الأسبوع الماضي بالسيطرة على مركز محافظة الجوف وهذه هي المرة الأول التي تسيطر فيها على مركز محافظة هامة منذ بدأ عدوان التحالف السعودي في 2015م. وفيما يتعلق بأهمية العمليات الأخيرة وإنجازاتها هنالك بعض النقاط المهمة التي سنتناولها باختصار.
1- كرّس التحالف السعودي جهوده منذ سنتين من أجل السيطرة على صنعاء وذلك عن طريق جبهات نهم وصرواح في محافظة الجوف وهذه الجبهات المهمة هي الطريق الوحيد من أجل سيطرة السعودية وحلفائها على صنعاء.
حيث طهّرت اللجان الشعبية في عملياتها الأخيرة كامل هذه الجبهة وسيطرت على كامل محافظة الجوف تقريباً وبذلك يكون قد تلاشى بشكل نهائي الأمل الأخير للسعودية في الاقتراب من صنعاء.
2- حيث أن الحدود التي يبلغ طولها 700 كيلو متر لمحافظة الجوف مع السعودية تعتبر جبهة كبيرة جداً لتسلل اللجان الشعبية لعمق الأراضي السعودية وبذلك يتعين على السعودية حشد الآلاف من القوات لمراقبة الحدود التي يبلغ طولها 700 كيلومتر والذي سيعطل تركيزهم على الجبهات الأخرى وذلك لأن اللجان الشعبية والجيش اليمني سيستغلون كل متر من أجل اختراق الحدود والنفوذ لعمق الأراضي السعودية.
ومن المثير للاهتمام بأن السعوديين واجهوا مشكلة أيضاً في تأمين قوات من أجل تأمين الحماية المناسبة لحدودها المجاورة لمحافظات الحجة وصعدة والآن لديهم ذات المشكلة في الحدود مع الجوف والتي ستكون مشكلة خطيرة بالنسبة لهم.
3- وستكون هذه المحافظة مكان مناسباً لإطلاق صواريخ كروز والصواريخ البالستية اليمنية وذلك لقربها من منشآت آرامكو النفطية والرياض والإمارات وستكون يد اللجان الشعبية والجيش اليمني مفتوحة بشكل أوسع في إطلاق الصواريخ وذات تأثير أكبر وأدق.
4- وتعتبر هذه المحافظة واحدة من أهم مراكز تأمين الغذاء لليمن كونها محافظة تشتهر بالزراعة؛ وكما سيطرت اللجان الشعبية على العديد من آبار النفط المهمة والاحتياطات الجوفية اليمنية فيها.
5- ستؤدي السيطرة على محافظة الجوف إلى زيادة فعلية في مبادرات اللجان الشعبية بفتح جبهات جديدة ضد التحالف السعودي؛ ويحد هذه المحافظة محافظات مأرب وصعدة وعمران وحضرموت وصنعاء وهذا العدد من الجبهات يساعد القادة اليمنيين في خداع العدو وتشتيت تركيزه وسيقلل من استطاعة العدو في تركيز قواته على جبهة واحدة.
6- إن انحلال قوات عبد ربه منصور هادي في الجوف يعتبر ضربة قوية لشرعية ومصادقية الحكومة اليمنية المخلوعة حيث أن العديد من القادة والقبائل لم تعد لهم ثقة بحكومته. وعلى سبيل المثال بعد هزيمة جيش هادي في الجوف قامت الوحدات العسكرية المتواجدة في جزيرة سقطرى عند مصب خليج عدن والتي كانت تناصر منصور هادي بالانفصال عنه والالتحاق بالانفصاليين الجنوبيين.
7- السيطرة على محافظة الجوف وفّر شروط مناسبة من أجل الهجوم والسيطرة على محافظة مأرب الاستراتيجية. وفي حال سيطرت اللجان الشعبية على مأرب فسيتم قطع طريق الامداد الرئيسي للسعوديين من شمال إلى جنوب اليمن وسيبقى طريق محافظة المهرة هو الوحيد للسعوديين؛ وكما أن سيطرت اللجان الشعبية على مأرب تعني السيطرة على كامل جغرافيا شمال اليمن وسيفقد التحالف السعودي قاعدته الرئيسية أمام حكام الرياض وهو مايمثل الهزيمة الحاسمة للسعودية وبعد ذلك سيتابع الجيش اليمني بتركيز وثقة بالنفس من أجل السيطرة على المناطق المتبقية محافظات تعز وعدن.
مُذكّرة: علي رضا تقوي نيا
تعليق