رأي: خمسة أدلّة لعدم التفاوض مع السعودية
سوف نقوم بتحليل التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني من خلال تغريداته الأخيرة حول فتح باب التفاوض في إيران والتعليقات الإيجابية وإعلان استعداد وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” في قمّة دافوس.
تغريدات السيد ظريف الأخيرة والتي كُتبت باللغتين العربية والانكليزية تشير إلى استعداد الحكومة الإيرانية لفتح باب المحادثات والمفاوضات مع دول المنطقة والمقصود بكلامه “دول المنطقة” السعودية بكل تأكيد. وذلك لأن إيران (إذا قمنا بحذف إسرائيل من القائمة) ليس لديها مشكلة مع أي دولة في المنطقة مثل السعودية.
النقطة المجهولة في المسألة هي أن متن التغريدات يُسمي السعودية بلداً غير عادي وذلك بسبب “الهجوم على اليمن” و “القتل الوحشي لجمال خاشقجي” ومع ذلك فإننا نتباحث معكم.
هذا خطير جداً!
وإذا تمت الموافقة على هذا الكلام فهذا يعني أنه من الممكن أن تتفاوض إيران مع أمريكا بعد العقوبات الاقتصادية واغتيال قائد عسكري كبير مثل “القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني”!
في الأشهر الأخيرة، شهدنا أخباراً مثل محادثات أنصار الله والسعودية في عُمان ومباحثات مبدئية من أجل إجراء مباحثات بين إيران والسعودية. حتى أن عادل عبدالمهدي أشار إلى أن زيارة الشهيد الحاج قاسم سليماني إلى بغداد كانت بغرض رد إيران على الرسالة السعودية. ولم يتم الإشارة إلى الآن عن تفاصيل هذا الرد.
ومع ذلك فإن السجل السابق للمفاوضات الخارجية لإيران وخاصة في العقد الماضي يعطينا نتيجة مفادها أن المفاوضات الإيرانية السعودية غير مجدية.
والأدلّة الخمسة على ذلك هي كالتالي:
1- القضايا وإطار التفاوض:
من بين المواضيع التي يمكن تُطرح خلال المباحثات الحرب اليمنية و القواعد الأمريكية في السعودية والقوة الصاروخية الإيرانية وميزان إنتاج وبيع النفط والتهديدات الأيدولوجية لكل طرف وأمن الخليج والبحر الأحمر و….
التباحث حول أي قضية من هذه القضايا طويل الأمد ولكن الحرب اليمنية هي القضية الأكثر أهمية في المفاوضات. حيث أظهرت سياسة الثورة الاسلامية و القادة الإيرانيين أنهم لايسعون لإستعمار أي دولة بما في ذلك اليمن، ولكن السعودية طالبت مراراً وتكراراً بإنهاء السيطرة الإيرانية على اليمن وإنهاء الدعم لأنصار الله. وكان السعوديين لسنوات يَعدون زعماء أنصار الله بوعود مغرية من أجل قطع علاقتهم بإيران ولكنهم لم يُفلحوا إلى الآن وفي الوقت الحالي استفادوا من الظروف الموجودة في إيران وأعطوا وعوداً لبعض المسؤوليين الإيرانيين.
نعم! الخطر الأول من هذه المباحثات هو التالي. خيانة دماء الشهداء اليمنيين ومسألة التحريض على الحرب أو السلام من قبل إيران لليمن سوف يدمر القوة الاجتماعية لأنصار الله في اليمن والأهم أنه دليل على الاستعمار الإيراني. ونحن لانريد و لانرغب بذلك سواء من أجل اليمن أو أي دولة أخرى.
2- تجربة التفاوض:
أثبتت التجربة في المفاوضات مع أمريكا في الاتفاق النووي بأن أي اتفاق لأن يؤدي لإنهاء العداء الغربي لإيران. وإذا اعتبرنا أن نقض العهود هي سوء فهم فإن الاغتيال الجبان للقائد سليماني و أبو مهدي المهندس يؤكّد هذه العداوة المتأصلة.
وبالنتيجة فإن السعودية والتي تمتلك أضعاف خبث ترامب ليست محل ثقة.
والتطورات الأخيرة في اليمن من الجبهات الشرقية لصنعاء ومصادرة البواخر التي تحمل تراخيص إلى حصار مطار صنعاء هي أكبر دليل على عدم التزام السعودية بوعودها ويجب على المسؤولين أن يعلموا بأن توقيع محمد بن سلمان والأكبر منه لن يُلزم السعودية بالوفاء بتعهداتها.
3- السيطرة الأمريكية في السعودية:
بناءً على تصريحات عادل عبدالمهدي فإن الشهيد سليماني كان يحمل رد إيران على الرسالة السعودية عندما كان في بغداد حيث اغتيل من قبل الأمريكان. ولذلك لايمكننا غض النظر عن السيطرة والسيادة الأمريكية على السياسة والحكام السعوديين. حيث أن أمريكا تسيطر على الأرض والاقتصاد والسياسة وكل شيء في السعودية ومن غير المرجح أن تقوم السعودية بعمل يخالف الإرادة الأمريكية.
4- دعم التيارات المنافقة في إيران:
كانت السعودية خلال السنوات الأخير تدعم بشكل علني مالياً وسياسياً المنظمات المنافقة والجماعات الانفصالية في الأهواز وسيستان وكردستان و…. وخلفيتها السابقة في هذا الدعم واضحة. كيف يتكلم وزير الخارجية السعودي الوقح بأنهم لم يدعموا المعارضة الإيرانية ولم تكن لديهم نيّة في الإطاحة بإيران؟
5- كارثة مِنى:
السؤال الأكبر الذي يمكن طرحه على وزارة الخارجية هو ما مقدار وفاء السعودية بمسؤولياتها والتزاماتها خلال كارثة مِنى حيث أنكم الآن توجهون أنظاركم نحو التفاوض مع السعودية؟
ومن أجل أن نعرف كيف يمكننا التصرف مع السعودية يجب علينا بحث نقطتان بدقّة: ألف- العلاقات مع أمريكا ب- حرب اليمن
إن آل سعود لايفهمون لغة الاحترام وهذه ليست غشاوة في التحليل بل إنها شيء واضح وحقيقي.
حيث أنه تم تهديد السعودية عدّة مرات وتعرضوا للسخرية والاستعمار من قبل المقامر ترامب والرؤساء السابقين لأمريكا ولكنهم ذهبوا و ارتموا بأحضان أمريكا.
وفي كل مرة تعرضوا فيها لهزيمة ساحقة في حرب اليمن، فإنهم يذهبون مضطرين للتفاوض. مثل ماحصل في الهجوم الصاروخي والطائرات المُسيّرة لأنصار الله على أرامكو ومعارك الحُديدة وعمليات أنصار الله في شمال صعدة. وكلما رأوا وقفاً لإطلاق النار من قبل أنصار الله والدعوة للسلام أصبحوا أكثر عدوانية وشنوا عمليات عسكرية مثل مايحصل هذه الأيام في العمليات شرق صنعاء.
وبالنظر لكل الفروقات الصغيرة والكبيرة بين إيران والسعودية، فإن مسألة “تبادل الحوارات الديبلوماسية” ليست بيد السعودية وذلك لأنها تخضع بشكل كامل للسيطرة الأمريكية.
السعوديون لايعرفون ماذا يعني فتح باب الحوار! يجب أن يتم التعامل معهم بصلابة وثورية حتى يتراجعوا عن مواقفهم الغير المعيارية. يمكنكم الملاحظة كيف تراجعوا عن قضايا مثل القضاء على أنصار الله وبشار الأسد في سورية واليمن.
بغض النظر عن هذه القضايا، شهد السيد ظريف موت “سياسة الابتسامة” في إيران. يرجى تغيير صورة صفحتك الشخصية على تويتر من الابتسامة إلى يد الحاج قاسم المبتورة.
مُذكّرة: محراب
تعليق