لماذا العراق عاجز على مواجهة أمريكا؟ (نظرة على التطورات العراقية بعد العدوان الأمريكي على الحشد الشعبي)
تُظهر التصريحات المُخيّبة للآمال وسلوك قادة المجموعات العراقية والسياسيين العراقيين ضعفهم الكبير أمام أمريكا. ولقد أظهرت ردة فعلهم على العدوان الامريكي الاخير ضد الحشد الشعبي بأن أفواههم التي كانت تصدح حتى يوم أمس بشعارات “طرد إيران من العراق وطرد الحرس الثوري من العراق” هاهي الآن مغلقة ولاتنبث ببنت شفة أمام أمريكا!
1- ماهو مجموع القرارات و ردود الفعل العراقية؟
بشكل عام و يدعوا للتفائل فإننا نستطيع القول بأن العراقيين اتفقوا على إخراج أمريكا من العراق بطرق سياسية. ويضيفون بأنه إذا لم تخرج أمريكا من العراق بالطرق السياسية والقانونية فإن خيارنا هو المقاومة.
وفي هذا السياق اتفقت القوى الثلاث العراقية على التحرك السياسي والدبلوماسي لوقف أعمال خرق السيادة العراقية.
بدأ القرار باستدعاء السفير الأمريكي في بغداد وإبلاغه الاحتجاج بشكل رسمي كما قاموا بدعوة دول أخرى لتضغط سياسياً وأممياً على أمريكا واستمروا بدعوة مجموعات المقاومة بضبط النفس.
كما يقولون أيضاً بأنهم توصلوا لإتفاق مع الحشد الشعبي حول عدم الرد عسكرياً على العدوان الأمريكي.
قام تحالفا الفتح وسائرون في البرلمان بالتحضير لمشروع قانون ضد التحالف الاستراتيجي مع أمريكا و خروج قوات التحالف الدولية من العراق. بموجب شروط الاتفاقية العراقية الأمريكية، يُسمح للطرفين بالانسحاب من الاتفاقية بعد إعلان أحد الأطراف على ذلك و مرور سنة على هذا الإعلان.
قامت المرجعية بإدانة الحادث فقط و دعت الحكومة إلى منع تحويل العراق إلى ساحة قتال إقليمية و التدخل الأجنبي. في الحقيقة تعتبر المرجعية بأن الحكومة مُلزمة بالرد.
2- ماذا يقول مقتدى الصدر؟
كما في الماضي وبنظرة حكيمة وإيمائة نبوية لنفسه قال مقتدى ضمن بيانه الذي صدر مؤخراً في انتقاد الصراع بالمنطقة وتحويل العراق إلى ساحة معركة: ( لو كنا متحدين قبل ذلك في طريق المقاومة العسكرية من أجل إخراج المحتل ولم نقم بتوقيع هذه الاتفاقية المُخزية لم يكن ليحصل ما يحصل الآن في العراق.
أنا اليوم على استعداد لطرد العدو المحتل بطرق سياسية وقانونية، هل هناك من أحد ليساعدني؟)
نعم؛ واصل الصدر الاستفادة من هذا الحدث كما فعل في الأحداث السابقة مثل الاحتجاجات، الانتخابات، الاستقالة وأي حدث آخر لمصلحته السياسية وللأسف المجتمع العراقي والذي تملؤه الفوضى يقبل بمثل هذا الكلام ويرفض الأفعال.
3- ماذا ستفعل كتائب حزب الله؟
انتشرت أخبار تفيد بإطلاق أربعة صواريخ على قاعدة التاجي شمال بغداد و خطف صحفي أمريكي بعد ساعات على العدوان الأمريكي وبعد ذلك لم ينشر أي خبر أو تفصيل عن هذه الهجمات أو عن هجوم آخر.
أشارت كتائب حزب الله في تصريح لها أنها سترد على العدوان وستتحمل أمريكا ثمناً كبيراً لما فعلته، ولكن في الوضع الراهن حيث انتقد أمثال مقتدى الصدر أعمالهم الاعتباطية و لم تصدر المرجعية أي حكم للرد فإنه يبدو من غير المرجح القيام بإجراءات ضد الأمريكيين.
إلا إذا حصلوا على إذن قائد المقاومة من أجل الرد على أمريكا أو أن جوابهم لن يكون ضمن الإطار العسكري.
4- لماذا العراق عاجز على مواجهة أمريكا؟
الاحتلال الأمريكي، استعمار النفط، تحدّي التقسيم المتمثل بكردستان، معدلات أمّية مرتفعة، فساد السياسيين على نطاق واسع والأهم من كل هذا الافتقار لعلم وفهم “معرفة العدو” هذه هي أسباب عدم قدرة العراق على الوقوف في وجه أمريكا.
الآن لماذا لايبدي الصغير والكبير في العراق ردة فعل عن القتل الوحشي بحق القوات الصادقة والتي هبّت وأنقذتهم من قبضة داعش، سبب ذلك جملة كانت قد قيلت منذ ألف وأربعمائة عام:
«مَنْ نَامَ عَنْ نُصْرَةِ وَلِيِّهِ انْتَبَهَ بِوَطْأَةِ عَدُوِّهِ»
الجملة للإمام علي عليه السلام، المصدر: عيون الحكم والمواعظ (ليث واسطي) الصفحة 441
مُذكّرة: محراب
تعليق