المعرفة العسكرية: صاروخ فتّاح-١ الفرط صوتي

الخميس 2 يناير 2025 - 13:06
https://arabic.iswnews.com/?p=31059

يُعتبر صاروخ فتّاح-١ أول صاروخ فرط صوتي إيراني والذي كُشِفَ عنه بتاريخ ٦حزيران من العام ٢٠٢٣في طهران بِمراسيم إستثنائية، تصل سرعة الصاروخ في منتصف رحلة الطيران إلى أكثر من ١٣ ماخ و تصل سرعته في المرحلة النهائية (بعد الغلاف الجوي) إلى أكثر من ٥ماخ، وللصاروخ القدرة على المناورة على بعد ١٠٠كلم من بلوغه الهدف، ويُعتبر فتّاح-١ خطوة كبيرة في الترسانة الصاروخية الإيرانية وهو ضمن فئة صواريخ MaRV (وهي صواريخ باليستية لها القدرة على المناورة في مرحلة دخول الغلاف الجوي) يمكن للصاروخ المحافظة على سرعة تتجاوز ٥ماخ طوال فترة إجراء المناورات، وبهذا يُمكن تصنيفه من فئة الصواريخ فرط صوتية.

غالبية الصواريخ الباليستية قادرة على التحليق بِسُرعة تتجاوز ٥ماخ وَبالرغم من ذلك إلا أنها لا تُعتبر كصواريخ فرط صوتية، وذلك لأن هذهِ الصواريخ تطير بِمسار باليستي كالرصاصة (مسار ثابت دون مناورة)، وفي هذه الحالة فسيكون من السهل لأنظمة الدفاع الجوي رصد المسار الباليستي الذي يتبعه الصاروخ بأي سُرعة، فالمناورة في المرحلة النهائية للصاروخ ميزة شديدة الأهمية التي تجعل منه صاروخ باليستي غير تقليدي. وعلى هذا الأساس فالصواريخ الفرط صوتية هي صواريخ باليستية لها القدرة على المناورة مع الحفاظ على سرعة تتجاوز الخمسة ماخ أثناء المناورة قبل وصولها للهدف.

فَعلى سبيل المثال تبلغ سرعة صاروخ خرمشهر-٤ في مرحلة منتصف الرحلة خارج الغلاف الجوي ١٦ماخ وَسُرعة تصل ٨ ماخ عند دخول الغلاف الجوي ولكن المسار الباليستي الثابت للصاروخ مثل الرصاصة عند دخول الغلاف الجوي سيجعل منه صاروخ باليستي عادي وليس فرط صوتي.

بِالنظرِ إلى صاروخي فتّاح-١ وخيبرشيكن هُنالك الكثير من الصفات المظهرية المشتركة بينهما، كالزعانف والذيل وحتى شكل إنحدار زعانف التحكم الخاصة بالرأس الحربي للصاروخين، وَكذلك يُعتقد أن قياس قُطر صاروخ فتاح ذاته في خيبرشيكن.

نظراً للتشابه الكبير بين الصاروخين،

الحسابات البرمجية على الصور توضح أن قياس قُطر الصاروخين يصل إلى ٨٠سم، وأُفصِحَ أن طول الرأس الحربي لصاروخ فتاح ٣.٦متر، وبحسب الصور يصل طول الصاروخ كاملاً ١١.٥متر.

تقدير طول صاروخ فتّاح-١

نقطة أخرى يشترك فيها كِلا الصاروخين (فتّاح-خيبرشيكن) إلى جانب التشابه الخارجي وهي المدى، فيبلغ مدى صاروخ فتّاح ١٤٠٠كلم فيما يصل مدى خيبرشيكن إلى١٤٥٠كلم.

جسم صاروخ فتّاح-١ وبما فيها الزعانف والذيل من مادة (الكاربون فايبر) بأكملها. إضافةً إلى أن طلاء الصاروخ من النوع الممتص للموجات الرادارية والذي بدوره يزيد نسبة تخفي الصاروخ. وَتكمُن فائدة الزعانف في الرأس الحربي بمساعدته على المناورة بعد دخول الغلاف الجوي على عِلوٍ يُقارب ٣٠كلم. وليس للزعانف دور بعملية المناورة في الارتفاعات العالية جِداً بَل هي مُفيدة في المناورة قبل الوصول للهدف.

زعانف الرأس الحربي لصاروخ فتّاح-١.

ومن الواضح أن كِلا من الرأس الحربي لصاروخي خيبرشيكن وفتّاح يشتركان بذات التصميم الآيروديناميكي، وَلكن نظراً لإضافة المحرك الصاروخي وخزان الوقود الخاص بهِ في القسم الأخير من الرأس الحربي لصاروخ فتّاح أدى ذلك لمحاولة الحفاظ على التصميم الآيروديناميكي(المُشابه لصاروخ خيبرشيكن) وإطالة الرأس الحربي الخاص بصاروخ فتّاح.

مُقارنة بين الرأس الحربي الخاص بصاروخ فتّاح-١ والآخر الخاص بصاروخ خيبرشيكن.

كما ذُكِر سابقاً، فالرأس الحربي لصاروخ فتّاح-١ يحتوي على محرك صاروخي (TVC:نوع من المحركات الدافعة التي لديها القدرة على تغيير إتجاهُها ومسار الرأس الحربي)، يُتيح وجود المحرك القدرة للرأس الحربي بالحفاظ على سرعة تفوق ٥ماخ أثناء إجراء المناورات قبل الوصول للهدف. عند دخول الرأس الحربي الغلاف الجوي فستنخفض سرعتهُ بِشكلٍ كبير نتيجة مقاومة الهواء الشديدة، وكذلك ستنخفض هذهِ السرعة أكثر عند إجراء المناورات بِمساعدة الزعانف التي على الرأس الحربي. وَلكن بِوجود مُحرك TVC من المُمكن زيادة سُرعة الرأس الحربي (بعد الغلاف الجوي) إلى أكثر من ٥ماخ. ويساعد المحرك أيضاً على إجراء مناورات بأداءٍ أعلى.وَيجدر الملاحظة بأن المحرك الخاص بالرأس الحربي يعمل بعد مرحلة إنفصال الرأس الحربي من الصاروخ والذي بدوره يساعد على زيادة مدى الصاروخ بِشكلٍ أكبر.

المُحرك مُتغير الإتجاهات الخاص بالرأس الحربي لصاروخ فتّاح-١.

المسألة التالية: كيفية عمل صاروخ فتّاح وما إن كان صاروخ فرط صوتي أو لا:

للصاروخ رأس حربي يحتوي على محرك متغير الإتجاهات والذي بدوره يمكن الرأس الحربي من المناورة بعد عملية إنفصال الرأس الحربي عن الصاروخ على عِلو ٣٠٠كلم فوق سطح الأرض. فبعد عملية إنفصال الرأس عن الصاروخ يُجري الرأس مناورات (ليست بالقوية) للإفلات من أنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ الباليستية، وكذلك يُجرى المحرك عملية تعديل وتصحيح مسار الرحلة أثناء التحليق. وَتجدر الأشارة بأن صاروخ فتّاح لا يحتاج لإجراء العديد من المناورات خارج الغلاف الجوي. وإضافةً الى المناورات التي يجريها الصاروخ لتعديل مسار الرحلة، فيمكنه أيضاً أتباع مسار غير باليستي من مسافة تبعد أكثر من ١٠٠كلم من الهدف المُراد ضربه، مما يجعله ضمن فئة صواريخ MaRV الباليستية.

إذاً صاروخ فتّاح يتبع مسار غير باليستي في كُل من خارج وداخل الغلاف الجوي وقبل بلوغه الهدف. وتجدر الإشارة بأن ليس المميزات المذكورة لصاروخ فتّاح هي وحدها ما تجعل منه صاروخ باليستي فرط صوتي بل إضافةً إلى بعض المميزات الأخرى كَسُرعة الصاروخ التي تتجاوز ٥ماخ لحظة إصابته للهدف. ويكون ذلك من خلال تشغيل محرك الرأس الحربي لصاروخ فتّاح على مراحل مُختلفة لِمُدة ٥٠ ثانية للحفاظ على سُرعة عالية. ومع هذهِ المُميزات مُجتمعة يُمكِننا إعتبار صاروخ فتّاح-١ صاروخ فرط صوتي.

مواصفات صاروخ فتّاح-١ الفرط صوتي:

الطول: ١١.٥متر

قُطر الصاروخ:٨٠سم

الوزن: ٤٠٠٠-٤٦٠٠ كلغم

وزن الرأس الحربي: ١٠٠٠كلغم

وزن المتفجرات في الرأس الحربي: ٥٠٠ كلغم

السرعة: أكثر من١٣ ماخ

المدى: ١٤٠٠كلم

نوع الوقود: وقود صلب

مسار الطيران: مسار باليستي بِقُدرة مناورة من المرحلة المتوسطة للصاروخ

بلد الإنتاج: إيران

صاروخ فتّاح-١ الفرط صوتي _ أضغط لِمُشاهدة الصورة كاملة.

-مُترجم المقال: الشريف علي

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *