زلزال سورية المدمّر مستمّر بأهواله.. رئيس الحكومة يحذّر من إعلان حلب واللاذقية مدناً منكوبة
قبل أيام قليلة كان الشغل الشاغل لجميع المواطنين ارتفاع الأسعار والوضع المعيشي الصعب الذي وصلوا إليه، لتأتي تلك الكارثة التي حلّت بالبلاد والتي أحنت ظهورنا جميعا، لتتصدر العناوين، ولتظهر الشعب السوري بأصالته التي عرف بها، حيث سارع المواطنون من كافة المحافظات لإغاثة إخوتهم المتضررين والمساعدة في إزالة الأنقاض.
وفي آخر حصيلة لوزارة الصحة، فقد ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد إلى 1347 وفاة و2295 إصابة وذلك في حصيلة غير نهائية، في محافظات اللاذقية وحماة وحلب.
في هذه الأثناء، تتواصل الهزات الارتدادية بشكل كبير، حيث كان آخرها الهزة التي ضربت العاصمة دمشق أمس وتسببت بانهيار مبنى في حرستا بريف دمشق، في حي الزحلة، حيث تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثتي شاب ورجل مسن.
وأكد محافظ ريف دمشق المحامي “صفوان أبو سعدى”، أن العديد من المباني في حرستا هي بالأصل متضررة بفعل الإرهاب، وجاء الزلزال والهزات الارتدادية لتكون سبباً بالانهدام، مشيراً إلى وجود أكثر من 30 بناء مهددة بالانهيار في حرستا، وقد تمّ إجلاء سكانها حفاظاً على سلامتهم.
في السياق، أعلن رئيس مجلس الوزراء المهندس “حسين عرنوس”، أن الزلزال دمر 276 مبنى بالكامل في أربع محافظات، بالإضافة إلى العديد من المباني المتضررة جزئياً، مؤكداً أن الدمار الناجم عن الزلزال كبير وخاصة في حلب واللاذقية، ومشيراً إلى أن الأولوية الآن لإنقاذ من هم تحت الأنقاض.
وقال: من “خلال اطلاعي على الوضع في اللاذقية كانت هناك أضرار كبيرة جداً وقد نلجأ لإعلانها مناطق منكوبة، وآمل ألا يكون الوضع في حلب مماثلاً”.
وأضاف “عرنوس”: إذا كان الوضع كذلك فلن نخفي الحقيقة وكل دول العالم في حالات كهذه تعلن مناطق منكوبة لديها وتترك للعالم التعاطي مع الحالة، مبيناً أن الحصار والعقوبات تسببا بمعاناة الشعب السوري وجاءت هذه الكارثة لتفاقم هذه المعاناة على الدولة والمواطنين.
كما أعلنت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية الدكتورة “بثينة شعبان”، أن سورية تقبل المساعدة من الغرب، وفي حال عرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تقديمها فنحن نقبل بها.
وأضافت في لقاء على قناة “سكاي نيوز البريطانية”: إن واشنطن لم تعرض أي مساعدة رغم مناشدة رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي جميع دول العالم للمساهمة بذلك، مبينة أن دول غربية تتذرع بأن تقديم المساعدات ينتهك قرارات مجلس الأمن، رغم أن هذه القرارات واضحة حيث تؤكد أن المساعدات الإنسانية لا تخضع لأي عقوبات وأن إيصالها إلى الدول التي تتعرض لكوارث إنسانية مسموح به، وهو ما ينطبق على الوضع في سورية.
وأكدت أن الغرب يقدم المساعدة لدعم الإرهابيين في المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة السورية، ويهمه بالدرجة الأولى حماية “داعش” و”جبهة النصرة” و”الخوذ البيضاء”.
وشددت “شعبان” على ضرورة رفع الإجراءات الاقتصادية الغربية غير الشرعية المفروضة على سورية والتي تسببت بمعاناة شعبها وتحول دون قيام مؤسسات الدولة بدورها على الوجه الأمثل لمواجهة تداعيات الزلزال.
كما ناشد مجلس الشعب في بيان المجتمع الدولي بضرورة الرفع الفوري والعاجل للحصار الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري وتقديم يد العون والمساعدة للحد من آثار الزلزال المدمر.
يذكر أن العديد من طائرات المساعدات تصل على مدار الساعة من معظم الدول الصديقة والشقيقة وفي مقدمتهم إيران والهند والصين وروسيا والإمارات والعراق والجزائر وتونس، كما أعلن العديد من الفنانين عن تبرعات بآلاف الملايين، وأطلقت العديد من المحافظات حملات تبرع، تجاوزت حتى الآن عشرات المليارات.
كما تتوالى رسائل التعزية والتضامن مع سورية، للرئيس بشار الأسد، من رؤساء وقادة الدول العربية والأجنبية والفعاليات الحزبية والشعبية.
وبالتزامن مع كل ذلك، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي: تأجيل الامتحانات في الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد التقانية كافة بما فيها امتحانات السنة التحضيرية، وإيقاف دوام الطلاب بمن فيهم طلاب التعليم المفتوح لغاية 18/2/2023.
اقرأ أيضا”: وصول مساعدات حلفاء سورية يصطدم بالعقوبات الأمريكية.. “أصدقاء سورية” يعجزون عن إغاثة المتضرّرين!!
تعليق