بالتزامن مع تراجع الحديث عن التقارب السياسي.. أنقرة تعود للحديث عن عمليتها العسكرية في شمال سورية
تراجع الحديث خلال الأيام الماضية في الأوساط السياسية والإعلامية عن خطوات التقارب السوري ـ التركي، بعد إصرار دمشق على موقفها من التطبيع والقائم على سيادتها التامة على أراضيها.
وبينما كانت أنقرة تتحضر للقاء وزراء خارجية سورية وروسيا وتركيا، على أمل لقاء الرؤساء لاحقا، نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية معلومات عن مصادر وصفتها بالموثوقة، “أنه تم الاستعاضة عن لقاء وزراء الخارجية بلقاء جديد لوزيرَي دفاعهما في النصف الأوّل من الشهر القادم.”
وبالتزامن مع ذلك، عادت أنقرة إلى التلويح بإمكانية شنّ عملية عسكرية جديدة ضدّ “قسد” في شرق البلاد، في ظلّ حديث عن احتمال أن يمنح الأميركيون تركيا ضوءاً أخضر، أو على الأقلّ أن لا يعترضوا، على أن تكون العملية محصورة في منطقة غرب الفرات، بينما لن يمانع الإيرانيون والروس أن يكون الهجوم محصوراً في “عين العرب” شرقي النهر، وفق المعلومات.
وأضافت الصحيفة، أن “أردوغان”، إذا لم ينجح في التقدّم بقوّة في مسار استعادة العلاقات مع سورية، فإنه سيتّجه نحو شنّ هجوم عسكري ضدّ مناطق سيطرة “قسد” في أرياف حلب، أي عين العرب أو منبج أو تلّ رفعت.
وأشارت المعلومات، إلى أن مجلس الأمن القومي التركي، لم يتطرّق خلال جلسته الأخيرة إلى التقارب مع دمشق، وأكد أن القضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية، سيمهّد الطريق أمام حلّ شامل في سورية على أساس سلامة أراضيها.
كما صرح الناطق باسم الرئاسة التركية، “إبراهيم قالن”، أن العملية العسكرية التركية ضدّ التنظيمات الكردية في الشمال السوري من الممكن أن تنطلق في أي لحظة.
وكانت موسكو استضافت آواخر العام الفائت محادثات بين وزراء دفاع روسيا وسورية وتركيا، لبحث سبل حل الأزمة السورية، وأشار البيان الختامي، إلى الطبيعة البناءة للحوار الذي عقد وضرورة استمراره من أجل زيادة استقرار الوضع في سورية والمنطقة.
في هذه الأثناء، وبعد فشل محاولات واشنطن، عرقلة مسار التقارب السوري التركي، فإنها لجأت إلى خيار تعزيز نفوذها في سورية، تحسّباً لأيّ تنسيق روسي تركي سوري ضدّ قواتها هناك، وتحديداً في الحسكة ودير الزور.
حيث أعلن “التحالف الدولي”، عن أوّل نشاط له ضدّ تنظيم “داعش”، في مدن وبلدات محافظة الرقة، وصولاً إلى صرين في ريف حلب الشرقي، كما استقدمت قوات “التحالف” مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى قواعده في الشرق.
وأظهرت واشنطن أيضاً، اهتماماً متزايداً بقاعدة “التنف” في الجنوب الشرقي للبلاد، من خلال زيارة قائد قوات “التحالف”، “ماثيو مكفارلين”، إلى القاعدة، ولقائه قيادة “جيش سوريا الحرة”، حيث تمّت مناقشة أوجه التعاون والتنسيق المشترك على المستوى العسكري، وخاصة في مجال التدريب والتسليح.
وحسب المعلومات، فإن واشنطن تريد رفع مستوى التسليح لفصائل “التنف”، وخاصة بعد تعرّض القاعدة للاستهداف عدّة مرّات، وفي ظلّ مخاوف من تكرار الهجمات.
وكانت واشنطن، صعدت من حدّة تصريحاتها المُناهضة لمسارات التقارب مع دمشق، وسط تهديد باستخدام قانون العقوبات الأميركية على سورية “قانون قيصر” من أجل عرقلتها.
وسعى الأمريكيون إلى إعادة إحياء فصائل معارضة، من بينها “ثوار الرقة”، حيث قدّمت له أوّل دفعة من الأسلحة، كما قدّمت دفعات مالية لقيادته، ونظّمت خطّة تدريبات لعناصره في مقرّ “الفرقة 17” في الرقة، والتي أعادت الولايات المتحدة التموضع فيها بعد نحو أربع سنوات من الانسحاب منها.
اقرأ أيضاً: من بينها الانسحاب الكلي.. مسؤول تركي يؤكد استعداد أنقرة لنقاش كل الموضوعات مع دمشق
تعليق