واشنطن تستهدف العلاقات السورية الإيرانية بنشر أخبار كاذبة.. دمشق ترد
تستمر فصول الحرب الغربية على سورية، إذ أن واشنطن لم تكتف بتمويل الإرهابيين وفرض العقوبات الاقتصادية بهدف حصار الشعب السوري وتجويعه، لكنّها تواصل حربها الإعلامية التي بدأتها منذ أكثر من عقد من الزمن، بهدف الضغط على دمشق.
وفي إطار هذه الحرب، وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيرانية الأخيرة إلى سورية، بدأت واشنطن ببث أخبارها الكاذبة “كالعادة”، والتي تستهدف علاقات البلدين التي عرفت عبر تاريخها بمتانتها.
حيث نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأمريكية، أنباءً تتحدّث عن قيام طهران برفع سعر صادرات النفط الإيراني إلى سورية للضعف.
هذه الأنباء علّقت عليها دمشق، وقال مصدر لصحيفة “الوطن”: إن “تلك الأنباء تأتي في إطار الحرب الإعلامية القائمة التي تستهدف إحداث شرخ في علاقات البلدين”.
وأضاف المصدر: “أن موضوع المعروض النفطي منسق بين القيادات العليا للبلدين، وأي معلومة تنشر خارج قيادة البلدين خاطئة وغير صحيحة”.
“وشدد على أن بَث مثل هذه الأخبار الملفقة هو للتشويش الإعلامي على الزيارة الناجحة التي قام بها الوزير عبد اللهيان لدمشق”.
في السياق، وصفت مصادر إيرانية متابعة لزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى سورية، ولقاءاته مع المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد بالممتازة والمثمرة.
وبينت المصادر، “أن المباحثات التي جرت خلال استقبال الرئيس الأسد للوزير الإيراني تميزت بالإيجابية والجدية، وخاصة أن هذه الزيارة تأتي في ظل تطورات جديدة ومتسارعة تشهدها المنطقة وازدياد الضغوط على كلا البلدين، ومحاولات بعض الدول التي فشلت في حربها على سورية الضغط على دمشق عبر طرق مختلفة، حيث يكتسب توقيت الزيارة وضرورة التنسيق بين البلدين أهمية كبيرة”.
وأشارت إلى أن “إيران تعرف ما يعانيه الشعب السوري جراء الحصار والضغوط الخارجية، وهي كما اتخذت قراراً بالوقوف إلى جانبه في الحرب الإرهابية التي تعرض لها، فإنها مستمرة بالوقوف إلى جانبه في الحرب الاقتصادية التي تُشن عليه، ولا تطالب بالمقابل بأي ثمن لأن ما يجمع بين البلدين علاقات استراتيجية عميقة، مشيرة إلى أن المباحثات تناولت كل أوجه التعاون السياسي والاقتصادي، وكيفية إزالة العقبات التي تعترض تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين”.
وقالت المصادر: “هناك نيّة جادة لتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي طويلة الأمد مع سورية مماثلة للاتفاقية التي وقعتها إيران مع بعض القوى العالمية، وهذا يعني أن لسورية دوراً مركزياً في مستقبل المنطقة والعالم، وإيران تدعم هذا الدور”.
وأضافت: “إن طهران تؤيد مواقف دمشق بضرورة تأمين المصالح الوطنية لهذا البلد بعيداً عن المفاضلات الإقليمية والدولية، وترى أن ثمن حل بعض الأزمات لا ينبغي أن يدفع من جيب دمشق.”
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأمريكية، ذكرت أن طهران رفعت سعر صادرات النفط الإيراني إلى سورية للضعف، كما طلبت من دمشق دفع قيمة الشحنات المقبلة، حسب قولها، وبحسب الصحيفة: أبلغ مسؤولون في إيران نظراءهم السوريين بزيادة سعر الخام الذي تشتريه دمشق إلى ما يتجاوز 70 دولارًا للبرميل من 30 دولارًا سابقًا.
وتأتي تلك الأنباء بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق السبت، حيث التقى الرئيس بشار الأسد، وأكد الجانبان خلال المحادثات على العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين وعلى التعاون الثنائي القائم في مختلف المجالات.
وقال الوزير عبد اللهيان خلال الزيارة، “إن سورية بلد مهم ومؤثر، ولذلك فإن قوة وتنمية سورية هي قوة وتنمية للمنطقة عموماً ولإيران خصوصاً، مؤكداً أن البلدين يقفان في خندق واحد ويتبادلان الدعم القوي لبعضهما الآخر”، ومشدداً على أن بلاده لديها ثقة كاملة بالمواقف والقرارات السورية وهي ترى أن أي حوار بين سورية وتركيا إذا كان جاداً فهو خطوة إيجابية لصالح البلدين والمنطقة.
يذكر أن أمريكا ومنذ بدء خطوات التقارب السوري والتركي، بدأت حملتها المستعرة لإفشال أي انفتاح على دمشق، وتواصل دعمها “قسد”، عدا عن تسخير وسائل إعلامها لمهمة صناعة “النصر الإعلامي” وتشويه كل ما يخص سورية.
تعليق