أسواق حمص تشهد انخفاضاً في أسعار العديد من المواد مع تحسن قيمة الليرة السورية
طغى شعورٌ بالتفاؤل على نفوس السوريين خلال الأسبوع الأول من العام الجديد، مع تحسن قيمة الليرة السورية أمام الدولار في السوق السوداء، وهو الذي كان وما يزال ذريعة ارتفاع الأسعار دائماً.
وفي الوقت الذي تراجع فيه صرف الدولار الواحد إلى أقل من 6000 ليرة بعد تدخل المصرف المركزي مؤخراً، إضافة للتطورات السياسية الإيجابية فيما يتعلق بالأزمة السورية من التقارب مع أنقرة، وزيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق.
وبالطبع فإن ما يهم المواطن على امتداد الجغرافيا السورية هو تحسن الوضع الإقتصادي بعد تراجع مستمر وصل ذروته نهاية العام الفائت، مع وصول سعر الصرف الى مستويات قياسية بل يمكن وصفها بالتاريخية.
وتجول موقع “تطورات العالم الإسلامي”، في بعض أسواق مدينة حمص لمعرفة انعكاسات تراجع سعر صرف الدولار على أسعار أهم السلع الضرورية، بالإضافة لرأي السكان وتوقعاتهم في هذا الخصوص.
والبداية كانت مع المتة التي أثارت الجدل في الشهر الأخير من العام الفائت، مع فقدانها بشكل كامل واحتكارها من قبل التجار، حيث وصلت أزمتها إلى حد دفع وزارة التجارة الداخلية للتصريح بقرب إدراجها على البطاقة الذكية.
ومع قيام شركة “كبور” وهي المورد الرئيسي للمادة بطرح كميات كبيرة للبيع بالسعر الرسمي انحسرت الأزمة تدريجياً وباتت المتة متوفرة بشكل كبير في المحال وعلى الطرقات مع بقاء أسعارها أعلى من السعر النظامي بسبب قيام الكثيرين بشراء كميات كبيرة وبيعها بالمفرق بهامش ربح يبلغ وسطياً 50%.
حيث تعرض عبوة بوزن 200 غرام بسعر 6500 ليرة تقريباً، 250 غرام بسعر 10 آلاف ليرة من نوع خارطة، في حين بلغ سعر عبوة 500 غرام “نصف كيلو” إلى 18 ألف ليرة أما الأنواع الأخرى “ببوري” 15 ألف ليرة.
أما بالنسبة للمواد الغذائية فقد انخفضت أسعارها بنسبة جيدة وأهمها لتر الزيت والسمنة والمرتديلا، في حين حافظ كيلو السكر على سعره بما يقارب 6 آلاف ليرة، كذلك شهدت أسعار بعض أصناف الدخان انخفاضاً جيداً يؤمل زيادته.
أما أسعار المحروقات، فقد كانت أبرز المواد التي توفرت وانخفضت أسعارها، حيث تراجع سعر كيلو الغاز المعبأ إلى نحو 14 ألف ليرة بعد وصوله لأكثر من 20 ما قبل رأس السنة، وانخفض سعر الأسطوانة 14 كيلو إلى ما يقارب 140 ألف بعد وصول سعرها الى أكثر من 225 ألف مع فقدانها نهاية العام الفائت.
الأمر نفسه ينطبق على المازوت الذي انخفض سعر الليتر الواحد منه إلى 8 آلاف كما هو حال سعر لتر البنزين بعد أن وصل سعر اللتر منهما قبل نهاية العام إلى أكثر من 15 ألف ليرة مع ندرة توفرهما.
وفي هذا السياق، كان لانخفاض سعر غرام الذهب في الأسواق المحلية أثره النفسي الإيجابي أيضاً بعد أن تجاوز عتبة 330 ألف ليرة سورية ومن ثم تراجعه بشكل ملحوظ.
ويمكن القول بشكل عام أن هذا الانخفاض في الأسعار يشمل الكثير من المواد الغذائية وغيرها، إلا أن بعض الأصناف لم تتأثر لاسيما المهربة منها، إضافة لأسعار الأجهزة الكهربائية والإلكترونية بحجة أن التجار اشتروا خلال فترة ارتفاع الدولار وسيخسرون إن بيعت بأقل من السعر المحدد.
أبو بوسف (50 عاماً من سكان حي الزهراء) قال إن “هذه هي المرة الأولى التي نشعر بها بقرب الفرج وتحسن أوضاعنا، إلا أننا نأمل زيادة التحسن والأهم هو انخفاض أسعار المواد الغذائية لأنها الأهم بالدرجة الأولى”.
وأضافت ناديا (موظفة) أن “كل ما يحصل حالياً من تحركات سياسية واقتصادية تشير بقرب انتهاء الأزمة وعودة الاقتصاد السوري لقوته التي كانت قبل الحرب، وكل ما نريده هو ضبط الأسعار ومحاسبة الفاسدين”.
ليبقى أمل المواطن في كل المحافظات هو استمرار التدخل من قبل الجهات المعنية للمساهمة بتحسين قوة الليرة وانتعاش الأسواق بشكل عام، بعد معاناة امتدت لأكثر من 12 عاماً ذاق فيها السوري كل أصناف القلق الجسدي والنفسي والمالي.
اقرأ أيضا”: بسبب المحروقات.. ركود في الحركة الشرائية بسوق الهال في حمص
تعليق